قال وزير الصحة فيصل الحمر إن أكثر من 160 قناة فضائية في إقليم شرق المتوسط تبث باللغة العربية يشاهدها من 40 إلى 50 مليون فرد، وعبّر الحمر عن قلقه من أن الشأن الصحي لا يفوز بتغطية إعلامية واسعة مثلما البرامج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تبثها القنوات الفضائية وتتفاعل معها شعوب المنطقة.
جاء ذلك خلال افتتاحه صباح أمس ورشة عمل بعنوان «دور الإعلام في تعزيز الصحة للجميع» بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافية (إيسسيسكو) بحضور مشاركين من داخل وخارج البحرين في فندق إليت سويتس.
وأوضح الحمر «يشكل الإعلام المرئي الفضائي رافدا رئيسا للثقافة، وهي المفتوحة لغالبية المتلقين من مختلف الأعمار والأجناس، إذ أصبحت القنوات الفضائية الأداة المثلى للتواصل الإعلامي، وليس أدل على ذلك تنافس كل الدول والهيئات والمنظمات والأفراد على تفردهم بقنوات فضائية يعبُرون بها القارات ليعربُوا عن توجهاتهم وآرائهم، حتى صارت القنوات الفضائية مصدرا لا يمكن تجاوزه في ثقافة الشعوب وقناعاتها، وهذا يعني تحوُّل القنوات إلى مصدر تلقٍ حقيقي لتوجهات الشعوب والخطر الذي يقلق الجميع هو أن يؤدي ذلك إلى تغيير سلوكياتهم».
وواصل وزير الصحة «نؤمن بالدور المؤثر للإعلام في تشكيل الوعي العام، وخصوصا في مجال المرافق والمجتمع من خلال الرسائل والبرامج الصحية الهادفة، ونبارك توجهَ المكتب الإقليمي لشرق المتوسط (EMRO) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ISESCO) اللذين عملا سويا لعقد الحلقة المشتركة للعاملين في الحقل الإعلامي الأولى في ديسمبر/ كانون الأول من العام 2005، وهذه الحلقة الثانية تستضيفها البحرين».
ودعا الحمر إلى المشاركين في الورشة إلى الاهتمام بالرسائل الصحية الموجهة للحجاج لقرب موسم الحج وعطف على أهمية وصولها إلى جميع الحجاج مع اختلاف لغاتهم وخصوصا أن عدد الحجاج يصل إلى نحو مليونين حاج من مختلف دول العالم.
إلى ذلك دعا عبدالعزيز الجبوري من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى تبادل الخبرات بشأن أساليب إنتاج الرسائل الصحية الإعلامية ووضع آليات لتوظيف وسائل الإعلام ودراسة الأساليب الترويجية للمعلومات الصحية التي تحتاجها مجتمعاتنا لتضييق الفجوة المعرفية وتساوي الفرص لجميع الفئات للوصول إلى التوعية الصحية من خلال تبادل المواد الإعلامية المنتجة في مختلف بلدان إقليم شرق المتوسط وتذليل الصعوبات التي تحول دون ذلك، وأشار إلى أن المنظمة وضعت استراتيجيتها في إطار جهودها الهادفة إلى النهوض بواقع مجتمعاتنا على كل الأصعدة والمجالات ومنها المجال الصحي الذي يعتبر أحد الركائز الأساسية للتنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد الجبوري تشعب وتشابك النظريات بشأن مسئولية وسائل الإعلام والاتصال تجاه المجتمع في الوقت الذي يفقد فيه أصحاب القرار قدراتهم للسيطرة على الكم الهائل من القنوات الناقلة للمعرفة قائلا: «باتت القنوات كأنها وشاح يلف الكرة الأرضية، وهي متداخلة في رسم المفردات الحياتية للأفراد ومؤثرة في تغيير سلوكياتهم مخترقة بذلك قيمهم وانتماءاتهم تحت مظلة حق الإنسان في الحصول على المعلومات لتحقيق أهداف متنوعة مثل الاقتصادية والفكرية والسياسية والثقافية من دون اعتبار للحاجات التنموية وتطلعاتها نحو تعزيز هويتها ودورها الحضاري، مستغلة بذلك الفجوة المعرفية وضعف القدرات الإنتاجية المعرفية منها والتكنولوجية ما أدى إلى اختلال التوازن وعدم المساواة وتفاوت الاتجاهات التي تؤدي إلى تأجيج الصراع الذي يتنافى مع منطلقات حقوق الإنسان وتوظيف جهوده في بناء الحضارة الإنسانية ومستقبل أجيالها وفي مقدمتها المساواة في الحصول على المعرفة الصحية لمن يصعب الحصول عليها لارتباط صحة الجميع بالتنمية المستدامة».
على الصعيد نفسه شدد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط حسين الجزائري في حديث مسجل على أهمية الاهتمام بالوصول إلى الرسالة الإعلامية الصحية إلى من يصعب الوصول لهم، ولفت إلى أن شعار يوم الصحة العالمي للعام المقبل سيكون عن التغيرات المناخية، وتطرق إلى ضرورة تخطي الحواجز اللغوية واختيار القوالب الإعلامية المثلى لإيصال الرسائل الصحية لجميع الفئات.
العدد 1909 - الثلثاء 27 نوفمبر 2007م الموافق 17 ذي القعدة 1428هـ