العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ

التقرير الأميركي بشأن إيران يعكس انقساما في إدارة بوش

يرى محللون أن تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية الذي صدر أخيرا بشأن إيران يظهر انقساما في صفوف الإدارة الأميركية ويدل على أن مسئولي الاستخبارات والمسئولين العسكريين قرروا اتخاذ مواقف حاسمة من مسائل الحرب والسلام.

وقال مسئولون بارزون في أجهزة الاستخبارات الأميركية إن تقريرهم استند إلى معلومات جديدة وخضع لعملية تحليل أكثر عمقا من الماضي قبل أن يعلنوا و»بثقة كبيرة» أن إيران أوقفت برنامجا سريا لإنتاج أسلحة نووية في 2003. وأضافوا أن استعدادهم لاستبعاد كل الافتراضات السابقة انطلق من تصميمهم على عدم تكرار الأخطاء التي حدثت العام 2002 عندما تسببت معلومات استخبارتية خاطئة بشأن امتلاك العراق أسلحة دمار شاملة في دخول الولايات المتحدة في حرب.

وعلى عكس ما حصل العام 2002، عندما اشتكى مسئولون في الاستخبارات الأميركية من ضغوط الإدارة «لانتقاء» المعلومات الاستخباراتية التي تدعم الدخول في حرب على العراق، فإن أجهزة الاستخبارات أكدت هذه المرة استقلالها.

وقال مسئول كبير في الاستخبارات الأميركية الأسبوع الجاري «هذا التقرير هو تقريرنا» وأكد للصحافيين أن صانعي السياسة لم يساهموا في استنتاجات تقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية. كما أن الجيش الأميركي اتخذ مسارا خاصا به منذ استقالة وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد، اذ نأى بنفسه بحزم وهدوء عن «قرع طبول الحرب» على إيران.

وقال رئيس القيادة الأميركية المركزية الأميرال وليام فالون في مقابلة إن توقعات الصحافة المستمرة بشأن شن عمل عسكري ضد إيران تضر بجهود إعادة إيران إلى مسار إيجابي. وعلق الخبير في شئون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية راي تاكيه ان التقرير يمثل «تراجعا أساسيا في العلاقات بين الأجهزة المدنية والعسكرية، والعلاقات بين أجهزة الاستخبارات والأجهزة السياسية التي كانت واضحة العام 2002».

وأوضح أن التقرير الاستخباراتي الجديد هو «جزء من وضع أوسع وهو كيف أن المؤسسات الحكومية الرسمية مصممة الآن على مقاومة البيت الأبيض».

وأضاف «يشير هذا الوضع إلى أن البيت الأبيض والرئيس نفسه لم يعودا مهمين». وقال السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة جون بولتون الذي يتبنى نهجا متشددا تجاه إيران إن أجهزة الاستخبارات استخدمت التقرير «لنسف» سياسة الإدارة بشأن إيران.

وقال في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» إن «أجهزة الاستخبارات تنشغل بشكل كبير في صوغ السياسة بدلا من تحليل المعلومات الاستخباراتية، والكثيرون في (الكونغرس) والإعلام سعيدون بذلك».

وقال بروس ريديل الذي عمل مسئولا في الـ»سي آي أيه» لمدة 30 عاما؛ إن التقرير الاستخباراتي الجديد حوّل الخيار العسكري إلى «رسالة ميتة»، وما على الإدارة الأميركية سوى أن تلوم نفسها. وأضاف «بعد تسييس الاستخبارات بشكل سيئ للغاية عامي 2002 و2003، وبتدخلهم المستمر، فقد تسببت (الإدارة الأميركية) بردود فعل عكسية ليس فقط في أجهزة الاستخبارات بل كذلك في الكونغرس». وأضاف «أعتقد أن الفضل يعود إلى (الكونغرس) في إجبار الإدارة على الإعلان عن مثل هذه الأمور والكشف عنها».

وقال بوش إن النتائج الجديدة جاءت بعد «اكتشاف كبير» دفع باتجاه إعادة تقييم الأدلة. وكان الخبير في مركز «كارنيجي اندوامينت فور انترناشونال بيس» للسلام الدولي جورج بيركوفيتش توصل إلى النتيجة نفسها قبل عامين بعد محادثات مع المسئولين الإيرانيين في طهران. وفي تقرير نشره العام 2005، حث بيركوفيتش أجهزة الاستخبارات الأميركية على البحث عن أدلة بأن إيران أنهت برنامجها العام .

وأضاف «إذا فكرت في الأمر فإن هذه إستراتيجية فاعلة للغاية وستسبب لنا صعوبة كبيرة (...) حيث ستجعل التعامل مع الملف النووي الإيراني أكثر صعوبة على الولايات المتحدة. وأوضح أن الولايات المتحدة لم تستطع رؤية ذلك في وقت أبكر لأنها كانت عازمة على العثور على دليل يدعم افتراضنا بأن إيران تمتلك برنامجا للأسلحة النووية

العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً