العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ

الدباغ: عقدة إيران موضوع سجال في منطقة الخليج... والعراق دفع ثمن التوتر

في حديث إلى «الوسط»

أكد الناطق الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ أن موضوع التمدد الايراني في المنطقة يجعل من حق دول المنطقة ان تقلق ومن واجب ايران ان تعطي رسائل مشجعة لتوفر قاعدة من التفاؤل بدورها تحقق الشراكة التي يتطلع اليها الجميع.

جاء ذلك في حديث خاص اجرته «الوسط» امس (الجمعة) قبيل افتتاح مؤتمر «حوار المنامة»، موضحا ان العراق سيستفيد من العلاقات الجيدة في حال لو تم ذلك لانه دفع ثمن هذا التوتر لهذا فإن العراق اول من دعا الى الشراكة الامنية قبل ايران في المنطقة. وهذا نص الحديث على النحو الآتي:

* ما اجندتكم الامنية التي تودون طرحها في مؤتمر «حوار المنامة» لهذا العام؟

- «حوار المنامة» ليس بمؤتمر حكومي ولذلك اوراقه ليست ملزمة لكنها تنضح افكارا يمكن الاستفادة منها ولاسيما ان موضوع الامن لا يمكن تجزئته بل من الضروي النظر اليه من منظور اقليمي مشترك الرؤية.

لاشك في ان الوضع الامني يشكل واحدة من المعضلات الامنية في الخليج (...) اذ لابد ان يكون هناك تعاون اقليمي، فالولايات المتحدة يجب ان تكون عاملا مساعدا لا عامل توتر بالمنطقة وخصوصا في علاقاتها مع ايران، فالملف الامني لا يجب ان ياتي بحلول اميركية ولكن بحلول مشتركة مع دول المنطقة.

بخصوص المؤتمر، إن العراق له رؤية من الارهاب الذي سيهاجر من العراق الى دول الجوار فلدينا مفهوم العائدين من العراق ونحن حذرنا من ذلك فستشهدون عودتهم وخصوصا السعودية التي ستشهد نزوحا لهؤلاء القتلة التكفيرين إليها؛ لهذا يجب ان يرتفع التنسيق الامني وتبادل المعلومات بين الدول.

* دعت إيران في قمة الدوحة الى شراكة امنية مشتركة، فما تعليقكم على ذلك؟

- نحن دعينا الى ذلك قبل ايران فمنذ 28 سنة من عمر الثورة في ايران حينما كانت العلاقات متوترة بين ايران والدول العربية كنا نحن ندفع ثمنها في حرب ضروس والآن ندفع ثمن العلاقات المتوترة بين ايران وواشنطن وبين السعودية وايران.

نريد ان نخرج من هذه الازمة وادلجة هذا الصراع الذي لا نريده ان يأخذ منحنى طائفيا ولكن ندعو الى التعاون الامني والاقتصادي. لابد ان يكون هناك رؤية مشتركة لمواجهة خطر الجماعات الارهابية ليس في العراق بل بالمنطقة لان دول المنطقة معرضة لخطرها أكثر من غيرها.

أما موضوع التمدد الايراني في المنطقة فهو حق مشروع ومن حق دول المنطقة ان تقلق ومن واجب ايران ان تعطي رسائل مشجعة وتوفر قاعدة من التفاؤل بدورها تحقق الشراكة التي يتطلع اليها الجميع فالعراق قد يوفر مستقبلا ممرات برية لإمدادات النفط والغاز توزع على المنطقة بدلا من كونه بؤرة لنقل التوتر. ولمَ لا نحقق ذلك فأوروبا حققت ذلك مسبقا؟ فلو اخرجنا الصراع من العراق فبالتالي سيتحقق لصالح جميع دول المنطقة، فنحن في العراق نريد العراق ساحة للشراكات لا الخصومات.

* هل تعتقد ان عدم مشاركة ايران في آخر لحظة في مؤتمر «حوار المنامة» يراد منه توجيه رسالة الى دول المنطقة؟

- ليس من الحكمة اتخاذ هذا المؤتمر منبرا لعدم تعاون ايران وبالتاكيد نحن أيضا في العراق نحتاج الى تطمينات من جانبها عراقيا وعربيا وأيضا أميركيا، فالقضية متبادلة فإيران لم تخففها بل زادتها مع دول المنطقة. يجب اعادة النظر مع ايران في منطقتنا ولكن العراق سيستفيد من العلاقات الجيدة، وفي حال العكس فنحن للاسف سندفع ثمن هذا التوتر. لابد ان يكون هناك تعاون امني اقتصادي علمي سياسي في المنطقة لحل الكثير من المشكلات التي لا تنتج مشروعات ايجابية للمنطقة.

* يبدو ان عدم مشاركة ايران في هذا المؤتمر بسبب الملف النووي...

- هناك رسائل متبادلة ايجابية بين ايران وواشنطن بخصوص الملف النووي حتى بالنسبة إلى العراق اعتقد بإمكان استثمارها. نحن مهتمون بالملف المعني بالعراق ولسنا معنيين بالملفات الاخرى ولا نريد الملف العراقي ولكن على الجميع ان يتعاملوا مع ذلك على خطوات لنزع فتيل الازمة.

* هل فتيل الازمة قد يكون حربا؟

- لا اتوقع الحرب ولكن تضرر مشروعات التنمية؛ لذلك اقول إنها فرصة للجميع كي يعيدوا النظر؛ فالأزمات لا تنتج إلا القلق بسبب التجاذب المذهبي بسبب الصراع على النفوذ والطاقة.

* لماذا لا نترك السياسة جانبا ونركز على الجانب الاقتصادي على غرار «آسيان» والاتحاد الاوروبي؟

- شخصيا، لديّ مشروع لسوق اقليمية مشتركة تشبه «آسيان» وأكثر تطورا منها؛ لذلك يجب ان نحوّل منظومة العراق ودول الجوار الى مستوى اعلى من التفاهم فالعراق هو الوحيد الذي بامكانه ان يخلق مشروعات مشتركة على مستوى المنطقة مع ايران وتركيا ودول الخليج. نحن نقدم هذه الرؤية إلى إخواننا فالعراق عليه أن يتحرر من وضعه عموما من وضع خالق الأزمات وأن يكون عاملا مساعدا في المنطقة وعلى رأسها الشراكات الاقتصادية. نحن في العراق مؤهلون لقيادة ذلك ليخرجنا من وضعنا الحالي وبالنظر الى السوق الخليجية فهي ستحتاج الى دائرة اوسع ومنطقة خصبة.

العراق له المقومات لكن دول المنطقة عليها ان تخرجه من وضعه الحالي ليتم بناؤه من جديد وينزع بذور التوتر من خلق ازمة للكويت وايران وسورية وتركيا والسعودية ولكن حان الوقت لان نحرر العراق عن كونه مصدرا للازمات بأنه يريد ان يتعايش مع دول المنطقة.

* لكن ماذا عن الطائفية واثرها على امن العراق؟

- لم يكن هناك اي طائفية في العراق فقد جاءت عن طريق جماعات تكفيرية نقلت هذا المفهوم بعقدها والتكفير الذي تدارسوه بكراهية الآخر.

* العمليات الانتحارية مازالت مستمرة داخل العراق، فهل يعني ان العراق فشل في التخيف أو الحد منها؟

- هناك تطور على تجاوز ذلك ولكن الخطر مازال قائما من تنظيم «القاعدة» ولا نهون منه ومن تنظيماته فلقد احرزنا تقدما جيدا في محاربة هذه الجماعات التي بدأت تنحسر. ولا يعني ذلك أن الخطة الأمنية فشلت. فلقد تمت السيطرة على معظم مناطق العراق

العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً