في الوقت الذي نقلت فيه وكالة «رويترز» عن مسئولين في وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع روبرت غيتس سيقول اليوم (السبت): «إن الشرق الأوسط يواجه تهديدا مشتركا من جانب إيران، وإنه ينبغي له التصرف بشكل جماعي لمواجهته»، ترك غياب إيران عن حضور «حوار المنامة» الذي انطلقت أعماله مساء أمس أثرا واضحا لدى الأطراف المشاركة بالنسبة إلى قراءة ما يمكن أن تسفر عنه التوصيات في ظل غياب أهم أطرافه، في الوقت الذي شهدت فيه الجلسة الافتتاحية تمثيلا قويا من الدول الخليجية والعربية والأجنبية.
وفي كلمة له أمام الجلسة، قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن دول مجلس التعاون الخليجي تتجه نحو «برنامج نووي شفاف وسلمي»، وفي انتظار العمل مع وكالة الطاقة الذرية.
وارسل إشارات مهمة من خلال كلمته وخصوصا تلك التي أكد فيها أنه ليست هناك دولة في العالم «تنظم علاقاتها بالتصادم»، وأن لأي دولة الحق الكامل في استعمال الطاقة النووية السلمية بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية من أجل ضمان الشفافية الكاملة.
واضاف «أن الجهود المستمرة لضمان حوار المنامة واستمراريته مع المعهد الذي يعتبر الأول لدراسة شئون التحديات الأمنية في المنطقة، ستضعكم أمام حوار متميز ومفيد»، مشيرا الى أنه في الأسبوعين الماضيين كان منتدى أنابوليس وقمة مجلس التعاون الـ 28 يقدمان حالة جديدة في منطقة الشرق الأوسط، أولاها أنه في أنابوليس وافق الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي على استمرار المفاوضات للتوصل الى اتفاقية نهائية قبل نهاية العام الجاري (2008) للوصول الى بناء دولة فلسطينية ديمقراطية تضمن للفلسطينيين العيش بكرامة، وللإسرائيليين العيش بسلام، فيما كانت قمة مجلس التعاون تقدم مشاركة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي اقترح تعاونا على مختلف الأصعدة مع دول الخليج وهو تطور نعتبره ايجابيا لدعم السلام في المنطقة وتعزيز العلاقات الطيبة والاحترام المتبادل الذي بناء عليه سنضمن علاقات تعاون وليس نزاع».
وأكد أنه ليست هناك دولة في العالم تنظم علاقاتها بالتصادم، فيما لكل دولة الحق الكامل في استعمال الطاقة الذرية السلمية وتتعاون مع منظمة الطاقة الدولية لضمان الشفافية، واقتبس من خطاب أمير دولة قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي قال نصا: «نجتمع في جو من المخاطر الكبيرة التي تهدد أوطاننا والعالم وتؤثر على التقدم والإنتاج والمعيشة والرفاهية وكل جوانب الحياة في عالم اليوم، ونود من الجميع أن يفهم أنه من أجل مصلحة (الجميع) يجب أن تبقى المنطقة سليمة».
وخاطب المشاركين بالقول إنه يجب أن يعتبر الجميع أن الأمن في الخليج له ارتباط بكل العالم وخصوصا اذا نظرنا إلى التطورات في المنطقة وعلى رأسها الملف النووي الإيراني والوضع الأمني في العراق، وسنقول إن هذا الخليج ملك الجميع، منوها الى وجوب التفاعل مع الدول المجاورة لأنه تحدٍ مشترك يجب رفعه للتوصل الى النجاح، ويوجب التعامل مع الحكومات والدول للتوصل الى السلام والاستقرار.
وشدد في كلمته على مواصلة المفاوضات الإيجابية والتوصل الى منطقة خالية من الأسلحة النووية.
ودارت نقاشات مع اعضاء الوفود المختلفة على مأدبة العشاء التي لم يسمح للصحافيين بحضورها، لكن جلسات اليوم، سيكون بعضها مسموحا للإعلاميين بحضورها وأخرى مغلقة في فترة ما بعد الظهر، فيما يتوقع أن تصدر توصيات غدا مع استمرار صدور التكهنات بشأن غياب ايران
العدد 1919 - الجمعة 07 ديسمبر 2007م الموافق 27 ذي القعدة 1428هـ