العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ

العامل الديني لايزال محور جدل في الانتخابات الرئاسية الأميركية

تجسّد دعوة المرشح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية ميت رومني المنتمي إلى طائفة المورمون إلى التسامح الديني هذا الاسبوع، أهمية عامل الدين في السياسة الأميركية، ولو أنّ النظرة إلى الموضوع تغيرت جذريا منذ حملة جون كينيدي في الستينات.

ووجه ميت رومني الخميس دعوة الى التسامح الديني مع الجمهوريين البروتستانت الذين ينظرون إلى «كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة» على أنها بدعة، مبديا تفهمه لعقيدة البروتستانت حول التجذر الديني في الولايات المتحدة.

في 1960، أعلن جون كينيدي، الكاثوليكي الوحيد الذي انتخب رئيسا لبلد غالبية سكانه من البروتستانت، إيمانه بـ «أميركا يكون الفصل فيها بين الكنيسة والدولة تاما» وذلك في خطوة تهدف الى طمأنة الناخبين.

وأوجز المرشح إلى الانتخابات الرئاسية للعام 2004 جون كيري، الديموقراطي الكاثوليكي الذي خسر في مواجهة جورج بوش، في مؤتمر عقد أخيرا في مركز ابحاث «بيو فوروم حول الدين والحياة العامة»، التطور الحاصل في الولايات المتحدة بالعبارة التالية: «كان على كينيدي أن يثبت انه ليس شديد التمسك بكاثوليكيته ليكون رئيسا.

أما انا فكان علي ان اثبت انني كاثوليكي بدرجة كافية لأكون رئيسا». ويرى رئيس مركز بيو فوروم لويس لوغو أن اندفاعة حصلت في الحركة الانجيلية ردا على الثورة على التقاليد التي شهدتها الستينات.

وساهمت هذه الحركة في انتخاب البروتستانتي جيمي كارتر الذي يجاهر بإيمانه.

إلا أن الانجيليين اصيبوا بخيبة أمل من كارتر، فتحولوا الى الجمهوري رونالد ريغن. ومنذ ذلك الحين، تدعم الحركة الانجيلية باستمرار مرشحي الحزب الجمهوري ووظفت كلّ طاقاتها لايصال جورج بوش في العام 2000 ثم مرة ثانية في 2004.

ويشكل الانجيليون نحو 40 في المئة من الناخبين الجمهوريين في ولاية ايوا (وسط)، وهي الولاية الأولى التي سيتم فيها التصويت في الانتخابات التمهيدية للحزب في الثالث من يناير/ كانون الثاني المقبل. لذلك، بدأ ميت رومني، الحاكم السابق لولاية مساتشوستس (شمال شرق)، يعمل على كسب هؤلاء الناخبين على أمل الفوز في الترشيح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية للعام 2008.

وارتدى هذا الجهد طابعا ملحا بالنظر الى التقدم الواضح الذي حققه المبشر المعمداني مايك هوكابي، الحاكم السابق لاركنسو (جنوب)، الذي يقدم نفسه على انه «قائد مسيحي» ويتقدم على رومني بـ 22 نقطة (39 في المئة مقابل 17 في المئة)، بحسب استطلاع للراي نشرته مجلة «نيوزويك» في نهاية الأسبوع. وكان جورج رومني، والد المرشح الحالي، خسر في 1968 ترشيح الجمهوريين الى الرئاسة في مواجهة ريتشارد نيكسون. إلا أن انتماءه الى طائفة المورمون لم يثر اي جدل في تلك الحقبة.

ويقول لوغو ان عدد المورمون لم يكن مرتفعا في حينه (ثلاثة ملايين في 1971، وهم اليوم 13 مليونا بينهم ستة ملايين في الولايات المتحدة). ويضيف «لم تكن طائفة المورمون تستقطب الاهتمام كثيرا (...) ولم تكن اليقظة الإنجيلية التي جعلت من الإنجيليين قوة سياسية داخل الحزب الجمهوري، حصلت بعد».

وتفاوتت الجمعة ردود الفعل حول خطاب رومني. فبعض قادة اليمين الديني أشادوا به. وقال مؤسس منظمة «فوكوس اون ذي فاميلي» (تركيز على العائلة) جيمس دوبسون، أن الخطاب شكل «تذكيرا رائعا بالدور الذي يجب أن يلعبه الايمان الديني في السياسة والحكومة»، إلا أن شخصيات اخرى في اليمين لم تشاطره هذا الرأي.

وكتب مايكل غيرسون، معد خطابات جورج بوش سابقا، في مقال في صحيفة «واشنطن بوست» إن مشكلة رومني «الأساسية لا تكمن في معتقداته الدينية بقدر ما هي التساؤلات حول قناعاته السياسية العميقة المتعلقة بآراء تتبدل فيما يتعلق بالإجهاض وحق حمل السلاح والهجرة».

واسف ديفيد بروكس، كاتب الافتتاحيات المحافظ في صحيفة «نيويورك تايمز»، لكون رومني استعاد نظرية «حرب مفترضة بين المؤمنين وغير المؤمنين، مستبعدا عمليا غير المؤمنين من «المجتمع الوطني».

العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً