قبل عدة شهور، وبعد محاولات حثيثة من قبل النواب والصحافيين والشعب نزلت مكرمة على أهل البحرين بنسبة 15 في المئة للعاملين في القطاع الحكومة، وفي المقابل من ذلك، صفر للعاملين في القطاع الخاص! المفارقة غريبة ولكنها دائمة الحصول.
وقبل عدة أيام، بعد رخاء معيشي في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، نزلت زيادة على رواتبهم بنسبة 70 في المئة لجميع العاملين في القوات المسلحة وشرطة أبوظبي من عسكريين ومدنيين.
البحرين مملكة صغيرة تمتلك اقتصادا مزدهرا وتعتبر المركز الأول في الشرق الأوسط للمصارف الإسلامية، والدولة الثانية في المصارف بعد سويسرا، مصدرة للنفط، أكبر مصدر للألمنيوم في العالم، أكبر دولة مصنعة لبناء وإصلاح السفن في الشرق الأوسط متمثلة في «أسري»، تمتلك ثاني أكبر ميناء صناعي في العالم، ويعتبر اقتصاد البحرين الأكثر حرية في الشرق الأوسط بحسب دليل الحرية الاقتصادية للعام 2006 وتتميز بقلة عدد سكانها.
وإذ إمارة أبوظبي هي أكبر إمارة من دولة الإمارات العربية المتحدة السبع، التي تبلغ مساحتها 67.340 كم2، وتتميز باقتصاد مزدهر، وهي مصدرة للنفط، بدأت تنشط في مجال الثقافة والأدب «متحف اللوفر بأبوظبي»، يوجد بها أكبر مركز للمؤتمرات في الشرق الأوسط... إلخ.
أتساءل لماذا أهل أبوظبي الشقيقة والعزيزة تزاد رواتبهم بضعف زيادة البحرينيين بنحو 5 مرات؟ (عليهم بالعافية)، وعلى رغم أن كل الإمكانات الحكومية متوافرة لرفع الرواتب، فلماذا الفقر في البحرين يزداد باستمرار، وانخفاض معدل الأجور بشكل ملحوظ، وازدياد الوضع ترديا من قبل النواب، عوضا عن الإحباط الشعبي؟!
حين المقارنة بين شعبين متشابهين في العادات والتقاليد والاقتصاد والطبيعة، تسمع أصوات المغفلين تقول «لا تقارنوا بينكم وبين غيركم، ولا تحسدوا غيركم»، على رغم أنه لا يوجد اختلاف بين الشعبين.
تمنياتي في السنوات المقبلة زيادة رواتبنا بنسبة 50 في المئة، وليس 70 في المئة.
إيمان الخضيري - طالبة إعلام
العدد 1932 - الخميس 20 ديسمبر 2007م الموافق 10 ذي الحجة 1428هـ