أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، أن إصرار قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على الالتزام بخريطة الطريق لا يبشر بخير ويتناقض تماما مع حديثهم عن المقاومة وشرعيتها في المؤتمر السادس للحركة الذي اختتم أعماله حديثا في بيت لحم.
وتساءل مشعل، في حوار نشرته صحيفة «الوطن» القطرية أمس (الأحد) بالتزامن مع عدد من المطبوعات العربية، عن «صدقية» اعتماد مؤتمر «فتح» المقاومة خيارا في ظل السلوك الأمني في الضفة الغربية المتمثل في ملاحقة فصائل المقاومة واعتقال نشطائها ونزع سلاحها، مشددا على أن العبرة في أي موقف أن يجد تطبيقا وصدقية على الأرض.
كما أضاف مشعل، في سياق حديثه عن الصدقية وترجمة السياسات على الأرض: «على فتح الوقوف أمام استحقاقات المصالحة بجدية»، لافتا إلى أن ذلك يتطلب تجاوز شروط «الرباعية» شرطا لتشكيل الوحدة الوطنية والإفراج عن المعتقلين باعتبارهم العقبة الأهم التي تعطل المصالحة.
إلى ذلك، كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن مساعد رئيس المخابرات المصرية، محمد إبراهيم، سيصل الأراضي الفلسطينية في غضون الأيام القليلة المقبلة في مسعى إلى استكشاف فرص استئناف الحوار الفلسطيني وعقد جلسة نهائية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
في هذه الأثناء، اتهمت حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بمواصلة حملات اعتقال عناصرهما في الضفة الغربية. وقالت «حماس»، في بيان صحافي، إن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت أحد عناصرها في مدينة طولكرم بعد اقتحام مكان عمله في المدينة.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت اثنين من عناصرها من بلدة بيت أمر قضاء الخليل. وأضافت أن أجهزة الأمن تلاحق شابين آخرين ينتميان للحركة ودعتهما إلى تسليم نفسيهما إلى أجهزتها الأمنية، كما استدعت عددا من الشبان من بينهم أسرى كانوا في السجون الإسرائيلية.
في سياق آخر، انتقدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أمس، تعامل الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها «حماس» مع عناصر الجماعة السلفية المتشددة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأعرب القيادي في الحركة، خالد البطش، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، عن الأسف لاستخدام «حماس» وحكومتها خيار القوة والتشدد ضد الجماعات الدينية السلفية، واصفا ما جرى في رفح من اشتباكات خلفت عشرات القتلى والجرحى بأنه «مصيبة حقيقية». وقال «إن اشتباكات رفح تسيء إلى المشروع الإسلامي برمته ولا تخدم مشروع الجهاد في أرض فلسطين».
جاء ذلك فيما طالبت مؤسسة «الضمير» لحقوق الإنسان أمس، الحكومة الفلسطينية المقالة «بفتح تحقيق شامل» في أحداث رفح وظروف استخدام «القوة المسلحة المفرطة» ضد عناصر جماعة «جند أنصار الله». في إطار آخر، قالت صحيفة «هآرتس»، إن المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيتوجه إلى واشنطن لمحاولة التوصل مع الإدارة الأميركية إلى تسوية بشأن مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية.
وبحسب الصحيفة فإن المستشار اسحق مولشو، سيلتقي مسئولين في البيت الأبيض ومعاونين للموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل. ومن المقرر أن يبحث الرئيس باراك أوباما مع نتنياهو في مسألة الاستيطان في 26 أغسطس/ آب في لندن.
جاء ذلك في حين، اتهم مصدر إسرائيلي رفيع المستوى الأمم المتحدة بكتابة تقريرها الأخير بأسلوب «يرضي مجلس حقوق الإنسان الذي يسيطر عليه العرب». ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن السفير الإسرائيلي في المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف أحارون ليشنو يآر، القول في اتصال هاتفي معها، إن «فلسطينيين من الضفة الغربية كتبوا التقرير وراجعه محامون فلسطينيون في جنيف بهدف إرضاء الدبلوماسيين الفلسطينيين في مجلس حقوق الإنسان».
العدد 2537 - الأحد 16 أغسطس 2009م الموافق 24 شعبان 1430هـ