العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ

استراتيجي أميركي: واشنطن ستحاور طهران

توقَّع رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة فيرمونت الأميركية المفكر الاستراتيجي غريغوري غوز أن إدارة باراك أوباما ستسعى لتحريك عملية السلام عبر إنعاش الدور السوري دون إدخال إيران أو حزب الله أو حماس، ولكنه توقّع أيضا أن وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون قد تتبنى سياسة الحوار مع إيران من دون التنازل عن الموقف الأميركي بشأن الملف النووي. جاء ذلك في حوار عبر الفيديو الرقمي مع عدد من الصحافيين في السفارة الأميركية في المنامة.



تنشيط عملية السلام يبدأ مع سورية

الاستراتيجي غريغوري غوز: كلينتون ستتبنى سياسة الحوار مع إيران

المنامة - ريم خليفة

كشف رئيس قسم الدراسات الشرق أوسطية بجامعة فيرمونت الأميركية المفكر الاستراتيجي غريغوري غوز وهو واحد من الخبراء الاستراتيجيين الذين أرسلوا رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما يحثه على اعتماد سياسة جديدة تجاه إيران أنه يؤيد فتح حوار بين واشنطن وطهران على رغم أنه ليس متفائلا بحل مشكلة الملف النووي الإيراني، مشيرا إلى أنه يتوقع أن وزيرة الخارجية الجديدة هيلاري كلينتون قد تتبنى هذا الاتجاه في إدارة أوباما.

جاء ذلك ردا على سؤال لـ «الوسط» خلال مؤتمر صحافي مباشر عقد عبر الفيديو الرقمي في مقر السفارة الأميركية بالمنامة، منوها إلى أن التحديدات موجودة من قبل الجانبين الأميركي الذي لن يتهاون في موضوع النووي وهي (أي إيران) مقبلة على انتخابات رئاسة قريبة.

وفي سؤال عن المقترحات التي قدمها عدد من الخبراء الأميركان بمن فيهم الدبلوماسي السابق مارتن أندك بشأن إعادة النظر في الاستراتيجية الدبلوماسية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بهدف خلق التوزان، أجاب غوز، إن التوازن المعني إزاء المنطقة سيركز على ملف الصراع العربي – الإسرائيلي، وتحريك عملية السلام وإبعاد الجانب الإيراني من خلال التركيز على السوريين أكثر، وذلك لأن الإدارة الأميركية لاتستطيع الحوار مع حركة حماس.

وقال غوز إن الرئيس المنتخب باراك أوباما سيشجع على تطوير السياسة الليبرالية في المنطقة، ولكن لن نرى ذلك باتجاه فرض أنماط من الديمقراطية في بلدان مثل السعودية ومصر، و أحد أسباب ذلك فشل إدارة بوش في العراق في خلق وبناء أنموذج ديمقراطي قابل للاتباع في المنطقة، كما أن حركة حماس وصلت على موقعها في السلطة من خلال الانتخابات، وهذا أدى إلى تراجع الإدارة الأميركية تجاه دفع الديمقراطية بشكلها، وهذا لاينطبق على أنظمة الخليج مثل البحرين والكويت، التي لديها بيئتها الخاصة.

أما بشأن تنظيم القاعدة، فقال «إن السعوديين قاموا بواجبهم في مكافحة الإرهاب، وكذلك فإن مجالس الصحوة العراقية قضت على وجود (القاعدة) في أوساط السنة في العراق، والناس في العالم العربي لايرغبون في أن تحكمهم جماعات مثل (القاعدة)».

وأضاف غوز، أنه في حال تحرك الحوار بين أميركا وإيران فستكون هناك مبالغة في تخوف البعض في الخليج، وذلك لأن الأميركيين لديهم علاقات استراتيجية مع دول الخليج، والدول الخليجية صغيرة الحجم أو القوة في مواجهة التحديات، وأي تفاهم لن يكون على حساب الترتيبات الحالية بين أميركا وأصدقائها.

أما بشأن انخفاض أسعار النفط، فتوقع غوز أن يتأثر الإيرانيون أكثر من العرب، لأن الكثافة السكانية في إيران أكبر ولديها مشكلات اقتصادية عديدة، وهناك الآن دور عالمي للسعودية جنبا إلى جنب مع دول ناشئة مثل الصين لاحتواء الأزمة المالية العالمية.

وتوقع غوز أن تواجه إدارة أوباما سلسلة من القضايا الحرجة والمعقدة يتقدمها الملف الإيراني والوضع في العراق وتعثر عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وظهور القراصنة في المنطقة القريبة جدا من الخليج، ولذلك سيحتاج إلى إعادة ترتيب وتوجيه سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، ربما عبر خفض تدريجي للقوات الأميركية في العراق وزيادتها في أفغانستان، وقد أضافت الأحداث الإرهابية في مومبي تعقيدا على الوضع في تلك المنطقة التي ستحتاج إلى اهتمام أكبر.

التركيز الآخر لأوباما سيتمثل في الحاجة الملحة لبذل جهود دبلوماسية لتحقيق اتفاق سلام نهائي على أساس الحل القائم على دولتين وتكريس الجهود لتهيئة الظروف على الأرض لنجاح الدبلوماسية من دون استقطابات مماثلة لما كان في عهد بوش. فالحوار مع السوريين سيكون مطروحا بقوة بشأن حل النزاع العربي الإسرائيلي.

أما فيما يخص ملف حقوق الإنسان فسيبقى مطروحا ضمن السياسة التدريجية لتقوية المجتمع المدني، وفتح الفضاء السياسي، وتعزيز المؤسسات المستقلة الموازية، وتشجيع اقتصاد السوق، ولكن سيكون هناك أيضا تركيز على الاستقرار والطاقة ومكافحة الإرهاب، فحاليا شئون الطاقة هي المهيمنة على السياسة الخارجية. وعن تقرير «بيكر - هاملتون» قال غوز، إن تقرير «بيكر – هاملتون» يتحدث عن إمكانية حدوث «مقايضة كبرى» بين أميركا و إيران، تتنازل فيها إيران عن خيارها في تخصيب اليورانيوم وتتخلى عن دعم الحركات المناهضة للسياسة الأميركية في فلسطين ولبنان والعراق، مقابل أن تعترف أميركا بدور إيران في المنطقة بصفتها دولة إقليمية كبرى لها مصالح يجب أن تراعى في مجمل القرارات المتخذة بشأن هذه المنطقة. واعتبر غوز أن إمكانية حدوث هذه المقايضة الكبرى ضئيل عند النظر إلى نوعية التفكير لدى القيادتين الحاليتين في أميركا وإيران.

وفي رده على سؤال بشأن احتمال اغتيال أوباما من قبل متطرفين أميركان، أجاب غوز باللغة العربية «الله أعلم». الجدير ذكره أن غوز وقع على رسالة لخبراء أميركان بعثوها إلى أوباما اقترحوا من خلالها خمس خطوات رئيسية يجب على الولايات المتحدة اتخاذها لتنفيذ استراتيجية دبلوماسية فعالة مع إيران، وهي (1) استبدال الدعوة لتغيير نظام الحكم في إيران باستراتيجية طويلة الأجل كما فعلت أميركا مع الاتحاد السوفياتي والصين، وذلك من خلال تعزيز الاتصالات الثقافية والاجتماعية بين البلدين. (2) دعم حقوق الإنسان عن طريق التطبيق الفعال للاتفاقات الدولية. (3) إفساح مكان لإيران على طاولة المفاوضات - جنبا إلى جنب مع الدول الرئيسية الأخرى - بشأن تشكيل مستقبل العراق وأفغانستان والمنطقة. (4) معالجة القضية النووية ضمن سياق متعدد الأطراف أوسع نطاقا من الولايات المتحدة وإيران. (5) إعادة تنشيط عملية السلام العربية - الإسرائيلية والعمل كوسيط نزيه بين الطرفين وذلك لتخفيف حدة التوتر في المنطقة

العدد 2281 - الأربعاء 03 ديسمبر 2008م الموافق 04 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً