أكد الشيخ علي سلمان في خطبته بجامع الإمام الصادق في الدراز أمس، أن «الانفلات الأمني لا يخدم المصلحين، بل يخدم من لا يؤمن بمنهج الإصلاح، ويخدم طبقة لاتزال قوية ومتنفذة وسيزيد نفوذها بالانفلات الأمني، وسيحقق لها مكاسب استراتيجية عاشت عليها عقودا وستكون سعيدة بأن يعود».
وأوضح سلمان أن «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية لن تسكت على اقتحام المنازل ولا مسجد الإمام الصادق بالقفول، وسنطالب بالاعتذار عن تجاوز القانون وألا تتكرر هذه التجاوزات، ونحن لا نقول إننا نمنع وزارة الداخلية من التحقيق ولكن لن نرضى بتجاوز القانون، وأي انتهاك يقع على أحد من أي فريق لن نسكت عنه».
إلى ذلك، أكد الشيخ صلاح الجودر في خطبته بجامع طارق بن زياد في المحرق، أن مبادرة توحيد يوم الشهداء تحرك ضدها «التكفيريون والطائفيون في المجالس والمنتديات والمنشورات، تحريضا للخروج على النظام والقانون»، مشيرا إلى أن «هذه الدعوة لا تسرهم فهي تنادي بتعزيز الوحدة والسلم والتعايش الاجتماعي». وخاطب المصلين، قائلا «قفوا صفا واحدا وافتحوا أبواب الحوار بينكم».
من جهته، ركز خطيب مركز الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس على الحوادث التي مرت على المملكة أخيرا، وقال: «إن التهاون في أمن الوطن يؤدي إلى الفوضى، ولذلك فمن الضروري الالتزام بالدساتير التي توافق عليها الجميع».
***
مؤكدا التمسك بالمكتسبات والعمل في الأطر الاستراتيجية
سلمان: عندما نفقد الحريات سنعود إلى نقطة «الصفر» من جديد
الوسط - عبدالله الملا
تناول خطباء الجمعة أمس مجموعة من القضايا التي تمس المجتمع، ففي حين ركز خطيب جامع الإمام الصادق (ع) بالدراز الشيخ علي سلمان على أهمية عدم التفريط في الحريات المكتسبة، مشيرا إلى أن «فقدانها سيعيدنا إلى نقطة الصفر من جديد»، دعا خطيب مركز أحمد الفاتح بالجفير الشيخ عدنان القطان العلماء إلى توجيه الشباب، ونوه إلى ضرورة الحفاظ على الأمان. فيما أكد الشيخ صلاح الجودر أن مبادرة توحيد يوم الشهداء التي أطلقها الأسبوع الماضي تحرك ضدها «التكفيريون والطائفيون في المجالس والمنتديات والمنشورات، تحريضا للخروج على النظام والقانون»، مشيرا إلى أن هذه الدعوة لا تسرهم فهي تنادي بتعزيز الوحدة والسلم والتعايش الاجتماعي، مخاطبا المصلين الذين كان يؤمهم أمس بجامع طارق بن زياد بالمحرق «قفوا صفا واحدا وافتحوا أبواب الحوار بينكم».
وفي الدراز، تطرق رئيس كتلة الوفاق الشيخ علي سلمان إلى الكثير من الملفات.
خيار الإصلاح استراتيجي
وبدأ الشيخ علي سلمان خطبته أمس بالحديث عن بعض النقاط التي تطرق إليها الأسبوع الماضي قائلا: «ذكرنا في المرة الماضية الأطر الشرعية للحركة، وذكرنا البعد السلمي وقلنا في ذلك إن فيه ملاحظة شرعية وسياسية، وذكرنا الأطر القانونية لأن القول من دونها يؤسس الفوضى، وذكَّرنا بضرورة التمسك بالمطالب جميعها صغيرها وكبيرها».
وأضاف «من الواضح أن هناك خيارا تم اعتماده بشكل استراتيجي وهو خيار الإصلاح مقابل خيار التغيير الجذري، وللتغيير الجذري ظروف العمل الخاصة، وأساليب العمل الخاصة، ومن يعمل لهذا الخيار عليه أن يوفر أرضية خاصة مختلفة عن أرضية العمل في إطار الإصلاح، وهي مسألة محورية ويجب أن تكون واضحة إذ إن عدم الاستقرار فيها يربك البرامج، وعندما جددنا المطالبة بدستور العام 1973 كان يعني سياسيا خيار الإصلاح. وعندما التزمنا بجميع ظروف انتفاضة التسعينيات كمطلب سياسي، فإن هذا يعني التمسك بخيار الإصلاح. وعندما صوتنا على ميثاق العمل الوطني وبصيغته وشرحه المصاحب له، فإن هذا يعني التمسك بخيار الإصلاح».
وقال: «نريد أن نصلح النظام السياسي ليكون وفقا لما تم التوافق عليه في ميثاق العمل الوطني ملكية دستورية، يحكم فيها الشعب... وأفق الإصلاح في الاقتصاد هو أن توزع الثروة بعدالة بين أبناء الوطن، من دون تمييز بين أي أحد. ومن أجل الوصول إلى هذا فإن الأمر بحاجة إلى محطات وممرات، منها بناء مؤسسات القانون والالتزام بهذا القانون فضلا عن وجود القضاء المستقل، وهذا ما نعنيه بالإصلاح، وقد أخذنا طريق العمل السلمي للوصول إلى هذا الإصلاح».
وأكد سلمان أن «طريق العمل السلمي بما يتضمنه من عمل برلماني، وعمل بلدي، وبما يتضمنه من رسائل واعتصامات وتظلمات... كل ذلك يدخل في إطار العمل السلمي. ونشدد في هذه المدرسة على أمر منسجم مع ما سبق، وهو عدم إقرار الظلم والخطأ ولا نعين على الخطأ، ونعمل - وهنا تأتي أحد أصعب الأمور - على رفع كل ظلم، وتصحيح كل خطة بكل ما أمكن وبأسرع ما يمكن وبمختلف الوسائل السلمية داخليا وخارجيا، وهنا تأتي مسألة ترتيب الأولويات، ومن الواضح أنك لن تستطيع أن تصلح تراكم عقود أو قرون (في أيام)، وهنا تأتي صعوبة هذا الأمر».
من الخطأ إبطاء عجلة الإصلاح
وتحدث سلمان عن خيار العمل السلمي، مشيرا إلى أنه «خيار قوى سياسية تم اتخاذه في أكثر من محطة، ويتميز بأنه غير دفعي، أي يأتي بالتدريج، وأعتقد أن من الخطأ أن تبطؤ عجلة الإصلاح، وما حدث في العام 2001 مجرد خطوة لابد أن تتبعها عدة خطوات... ولكن أعيد وأقر أنه تم اتخاذ خيار استراتيجي مجتمعي، تتوافق عليه اليوم القوى السياسية والدينية (...) إننا نعمل - في هذا الخيار - على استدامة الحريات والحقوق، وهذه مسألة مهمة وموجودة عند العودة إلى دراسة تاريخ الأمم، تعتبر محطة استراتيجية، ونحن نعني أن يتمتع الناس بحرية الكلمة وبحق المسيرة وبجميع الحقوق السلمية وحماية هذا الأمر وعدم التفريط به».
وذكر سلمان أن «هذا الخيار لا يخلو من العيوب، وهو أن كثيرا من الناس تتعب فيه، وذلك لأنها لا تستطيع أن تتلمس فوائده في وقت سريع، ولكن نرجع ونؤكد أن استدامة الحريات تترتب معها بقية الأمور ومع فقدها سنعود عشر سنوات إلى الوراء، وسنعود إلى النقطة نفسها لنطالب بالحريات وتكون هي المحور الأساسي للمطلب والحركة... والمطلب سيكون أن يفرج عن المعتقلين».
غياب الأمن يسقط
القضايا السياسية والمعيشية
وانتقل سلمان في حديثه إلى أهمية الحفاظ على الأمن، وأوضح أن «بقاء الأمن يعني بقاء القضايا السياسية والمعيشية حاضرة دائما، فتبقى مشكلة التجنيس مثلا حاضرة، ففي غياب الأمن وفي الانفلات، تكون هذه القضايا غير مطروحة، فلا كلام عن إسكان ولا حدائق ولا إنماء قرى». وقال: «في هذا الخيار تبقى قضايا التجنيس والفشوت وقضايا التسعينيات حاضرة، وهنا تأتي أهمية اللعبة ومن يحسن التصرف فيها. اليوم نتمتع بحرية الاتصال بالخارج والتحرك وترتيب الأولويات. فالكرة اليوم في مرمانا في كثير من الأمور، فمع احترامي لكل حركة يقوم بها شاب هنا وهناك وأنا أفهم تحركه تماما، فاليوم لدينا مقال واحد بإمكانه أن يهز أي وزارة، الصحف اليوم موجودة، ووسائل الإعلام موجودة في حال تم استغلال الإمكانات بحيث لن يكون هناك داع للكتابة على الجدران لأن الوسائل موجودة».
وأضاف سلمان «اليوم بإمكانكم أن تكونوا قوة اقتصادية، إذ لا يمكن اليوم أن يقف أي أحد في وجه الاقتصاد، فـ (الوفاق) وغيرها بإمكانها أن تزيل هذه العوائق (...) في الخيار الإصلاحي السلمي نستطيع أن نمارس عمليا تهيئة الأرض المناسبة للجمعيات وللأفراد ولأي اهتمامات بأن تتحرك في حقوقها (...) إن البوصلة ليست ضائعة، ونعرف ماذا يحتاج هذا المواطن منذ ولادته من مستشفى ورعاية وكرامة، وماذا يحتاج عندما يكبر في القرية أو المدرسة، ونعرف ما تحتاجه البحرين بعد عشر سنوات، فكل هذا الأفق موجود. صحيح أننا نقول إن الدور الأساسي للنواب يتمثل في عملية التشريع والرقابة على أداء الحكومة، ولكنهم قادرون على استغلال قدرة النفوذ والحضور الإعلامي لإحياء هذه القضايا والتسريع في حلحلتها».
وقال: «بقيت السجون خالية نسبيا في الفترة الماضية، على رغم حصول اعتقالات من فترة إلى أخرى، واستطاعت (الوفاق) وغيرها أن تبقي السجون خالية، بمعنى أن الحرية موجودة، وإن خيار الإصلاح الذي يحدد الأولويات ويختار الأسلوب المناسب للمعالجة ويتحرك بأدوات الواقع ويعمل على خلق أدوات القوة هو الخيار الكبير بحسب فهمنا وقناعاتنا».
وأكد سلمان أن «الانفلات الأمني لا يخدم المصلحين، وإنما يخدم من لا يؤمن بمنهج الإصلاح، ويخدم طبقة لاتزال قوية ومتنفذة وسيزيد نفوذها بالانفلات الأمني، وسيحقق لها مكاسب استراتيجية عاشت عليه عقودا وستكون سعيدة في أن يعود».
«الوفاق» والآخر وموقفها من الأحداث الأخيرة
وعرج سلمان إلى الحديث عن المنهجية التي تعمل بها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، قائلا: «أيا كانت النسبة التي تشكلها الجمعية سواء 70 في المئة من الناس أو 10 منهم، فنحن لا نتعالى على أحد، ولا ننظر إلى أحد من فوق، وننظر إلى الجميع باحترام وتقدير، وخصوصا الذين نعرف نياتهم الصادقة في أسلوب أو هدف، ولا نصادر حق أحد في الوجود مع مقدرتنا على ذلك في كثير من الأحيان، ولكننا لا نمارس ذلك».
وبشأن الحوادث الأخيرة، أوضح سلمان «ان (الوفاق) لن تسكت عن اقتحام البيوت ولا المسجد، وسنطالب بالاعتذار عن تجاوز القانون وألا تتكرر هذه التجاوزات، نحن لا نقول إننا نمنع وزارة الداخلية من التحقيق ولكن لن نرضى بتجاوز القانون، وأي انتهاك يقع على أحد من أي فريق فلن نسكت عن هذا الانتهاك».
وقال: «إن (الوفاق) وجماهيرها لن تكون وقودا لفكرة لا أؤمن بها، ولن يجرنا أحد إلى معركة لا نؤمن بها، مع حبنا لهم وقلبي الذي يعتصر من أجلهم، ولكن لا يمكن أن آخذ أمة إلى معركة لا أعتقد بسلامتها، هذا غير صحيح لا شرعيا ولا سياسيا. ومع ذلك ليس في قلب (الوفاق) بغض ولا كره لأي أحد، ولكن هناك جهل بالجمعية وبنياتها وعملها، والناس أعداء ما جهلوا».
****
استحسان منقطع النظير بعد إطلاقه الدعوة
الجودر: تكفيريون وطائفيون تحركوا لضرب مبادرة إحياء يوم الشهداء
الوسط - محرر الشئون المحلية
أكد الشيخ صلاح الجودر أن المبادرة لتوحيد الصف والكلمة التي أطلقها الأسبوع الماضي تحرك ضدها «التكفيريون والطائفيون في المجالس والمنتديات والمنشورات، تحريضا للخروج على النظام والقانون»، مشيرا إلى أن هذه الدعوة لا تسرهم فهي تنادي بتعزيز الوحدة والسلم والتعايش الاجتماعي، ومخاطبا مصلين امس كان يؤمهم بجامع طارق بن زياد بالمحرق «قفوا صفا واحدا وافتحوا أبواب الحوار بينكم».
وتحدث الجودر عن مبادرة إحياء يوم الشهداء التي سبق أن دعا إليها للتوافق على يوم معين، بالقول: «لاقت تلك الدعوة الصدى الكبير من جميع الفعاليات المجتمعية، فكان هناك تفاعل كبير من القوى المجتمعية التي تؤمن بدولة القانون والمؤسسات، لافتا إلى أن أغلب القوى السياسية ليس لديها مانع أن يكون يوم الشهداء في شهر مارس/ آذار سنويا، وخصوصا أن أغلب شهداء الوطن في شهر مارس».
وفي الوقت الذي حذر من اقتصار الاحتفال بهذا اليوم على طائفة أو جماعة او تيار، دعا الجودر إلى ان يكون «يوما وطنيا، يشمل جميع القوى في المجتمع بما فيها الحكومة، فهو يوم للشهداء، وفاء لذكراهم وتقديرا لعطائهم، فالكثير من دول العالم لديها يوم للشهداء، فكل من ضحى من أجل الوطن ودافع عن تربته أو ناهض المستعمر البريطاني له حق الاحتفاء به، من أمثال المجاهد الكبير الشيخ عبدالوهاب الزياني وعبدالرحمن الباكر وعبدعلي العليوات وكمال الدين وغيرهم، ويكون كذلك يوم وفاء لمن قام بواجب التضحية في الدفاع عن فلسطين والكويت، ويكون كذلك من قام بواجب العمل في الجيش والشرطة فسقطت به طائرة أو غرقت به سفينة، فالجميع شهداء للوطن».
واشترط خطيب المحرق أن «يتبنى مجلسَ النواب وأعضاؤه تحديد هذا اليوم فهم ممثلو الشعب، فيتم اختيار يوم للشهداء، بعيدا عن المناسبات العامة والأعياد التي تحتفل فيها البلاد حتى لا تتعارض المناسبات، فلدينا ثلاثمائة وخمس وستون يوما»، لافتا إلى التفاعل
«الكبير مع الدعوة التي أطلقناها في الأسبوع الماضي (...)فالاتصالات الكثيرة التي تلقيناها وعلى جميع المستويات أكدت بأن هذا الشعب باختلاف طوائفه وأطيافه، سنة وشيعة، يرفضون الأعمال التخريبية والخروج على النظام والقانون، ويتمسكون بوحدة الصف والمصير».
وتابع «تلقيت من الأخوة الشيعة كما الإخوة السنة بأنهم متمسكون بخيارهم السلمي والتعايش والدعوة للحوار، وقد قام الكثير منهم بواجب دعم المبادرة، في جمعياتهم ومجالسهم ومنتدياتهم، فالشكر والتقدير لهم»، داعيا علماء الدين والنواب ورؤساء الجمعيات وأصحاب الأقلام والمنتديات لـ «درء الفتن وتفويت الفرصة على أعداء الأمة لتمرير برامج الفوضى في المنطقة، والدعوة لفتح الحوار بما يعزز الأمن والاستقرار».
وقال مخاطبا المصلين: «الأمة اليوم وهي تعاني ما تعاني من نشر الفوضى في أنحائها لمزيد من الإلهاء الذاتي والانشغال الداخلي، أو ما يُعرف (بالفوضى الخلاقة) القادمة مع مشروع الشرق الأوسط الكبير، في خضم تلك الأحداث المتسارعة والمتغيرات المتلاحقة يتطلع الغيورون من أبنائها -كل حسب موقعه - إلى كل ما يعزز فرص الأمن والاستقرار، ويشيع السلام والراحة والاطمئنان من دون استبداد أو تسلط أو قهر أو عنف أو إرهاب أو تطرف»، منددا بالعملية التي اودت بحياة رئيسة وزراء باكستان السابقة بنيظير بوتو أمس الأول ونفذها متطرفون التي عدها اعتداء «آثما يضاف إلى فصول التخريب وإشاعة الفوضى الموجود في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان والجزائر والسودان».
****
القطان: الأمان عماد الأمم والخوف لا يورث إلاّ الدمار
من جهته، ركز خطيب مركز الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان في خطبته أمس على الأحداث التي مرت على المملكة أخيرا، مشيرا إلى أن الأمن نعمة من نعم الله العظيمة، ولا يطيب العيش إلا به، ومع الأمن تتيسر الأرزاق وتتوافر الوظائف وترقى الشعوب وتتقدم، وتوظف الأموال في كل مشروع نافع للفرد والمجتمع، وبالأمن تنام العيون وتطمئن في المضاجع ولذلك جعله الله من نعيم أهل الجنة الدائم.
وقال إنه «ضد الأمن، يأتي الخوف الذي تتعطل معه المصالح والتنمية، وتأملوا البلدان التي يشيع فيها الخوف كالعراق وأفغانستان وباكستان والتي تشهد الحروب والاعتداءات وينهار اقتصادها ويهدم الخوف فيها الحرث والنسل... إن التهاون في أمن الوطن يؤدي إلى الفوضى، ولذلك فمن الضروري الالتزام بالدساتير التي توافق عليها الجميع، والواجب على كل فرد يعيش على أرض هذا الوطن أن يتقي الله ويسير وفقا لما يرضيه، ونتمنى أن يكون للعلماء دور في توجيه الشباب لا أن يقيموا الندوات المغلوطة، ونحن نرفض نشر الخراب والدمار في المجتمع والتحريض على التخريب».
وبدأ القطان خطبته الأولى متطرقا إلى أهمية استغلال موسم الحج لبدء صفحة جديدة في الحياة، مشيرا «يجب أن يعلم المسلم أن مواسم الخير هي تحول كامل للمسلم من حياة الغفلة إلى حياة التوجه إلى الله، وها هو ربكم يناديكم بنداء الإيمان لتستجيبوا له ولتتقوه وتعبدوه حق عبادته حتى الممات».
وأضاف القطان «يا من أكرمكم الله بحج بيته الحرام، يا من اصطفاكم لتقفوا تلك المواقف العظيمة، فعليكم عباد الله أن تقفوا مع النفس وقفات عدة، أولها وقفة تنظروا إلى نعم الله التي أسبغها عليكم، ووقفة ثانية تقفون فيها مع أنفسكم لتسألوها عن كيفية مقابلة هذه النعم».
وتحدث القطان في خطبته عن ضرورة «استغلال الرحمة التي تحف بالحجاج وغفران ذنوبهم وعدم التمسك بالأمل والتوجه إلى الله ونهي النفس عن الهوى قبل أن يفوت الأوان، فمن يدري ما الذي سيؤول إليه أمره في العام المقبل، فقد يكون عظاما بالية أو أن يكون قد فارق الحياة ولا أمل له في العودة مرة أخرى فدعونا أيها الأحبة نستغل هذه الرحمات والنعم الإلهية».
العدد 1940 - الجمعة 28 ديسمبر 2007م الموافق 18 ذي الحجة 1428هـ