العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ

اغتيال بنظير بوتو يزيد من حدة التوتر في الأسواق العالمية

جاء اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو ليفاقم توتر الأسواق العالمية التي تشهد أصلا أزمة مالية وشهدت أسعار النفط والذهب ارتفاعا واضحا.

ودخلت باكستان مرحلة جديدة من التوتر والاضطرابات كما أظهره اعتداء جديد بالقنبلة أمس الأول (الجمعة) أوقع أربعة قتلى على الأقل.

وتأثرت بهذه الأوضاع الأسواق المالية. والجمعة أنهى «وول ستريت» تعاملاته على توازن، وأنهى مؤشره دو جونز التعاملات مستقرا في حين أنهت الأسواق الأوروبية تعاملاتها على أوضاع متضاربة.

وفي آسيا أنهت البورصات تعاملاتها متراجعة بنسبة 1,7 في المئة في هونغ كونغ و1،65 في المئة في طوكيو.

وقال المسئول في «هينان بوتيراي أسيت مناجمنت» في جاكرتا برايوغا تريونا: «إن مقتل بوتو يمكن أن يزيد من التوترات الجيو- سياسية والتسبب في رفع أسعار الخام».

وأضاف وسيط باريسي «مع بدء تصاعد أسعار المواد الأولية فإن ذلك يؤثر على الأسهم».

وبالفعل أجج تصاعد التوترات الجيو- سياسية الناجم عن اغتيال بنظير بوتو أسعار النفط التي بلغت (الخميس) الماضي مستواها القياسي منذ شهر وارتفعت بخمسة دولارات خلال أسبوع.

والجمعة أنهى سعر برميل النفط التعاملات في نيوروك عند سعر 92،97 دولارا غير بعيد من مستواه القياسي التاريخي الذي بلغه في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني حين بلغ 99،29 دولارا، وغير بعيد أيضا من عتبة المئة دولار.

ولاحظ مدير تحرير النشرية المتخصصة «النفط والغاز العربي» فرانسيس بيرين «أن باكستان ليست بلدا منتجا (للنفط) غير أنها تقع في منطقة بالغة الأهمية من الناحية الإستراتيجية».

وأضاف «أن وجود السلاح النووي والتطرف الإسلامي يشد انتباه المتعاملين النفطيين وهو يضاف إلى عوامل أخرى» أدت إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق في الأيام الماضية.

وإضافة إلى حريق في أنبوب نفط في نيجيريا، أكبر مصدر للنفط في إفريقيا، فإن انخفاض المخزون الأميركي من النفط يظهر «مستوى مهما من الاستهلاك النفطي» في الولايات المتحدة، بحسب بيرين، في الوقت الذي أسهمت فيه مخاوف من تباطؤ كبير في ما وراء الأطلسي في تراجع أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة.

كما يؤثر العامل الجيو - سياسي على أسواق المواد الأولية مع تواتر التدخلات العسكرية التركية ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، البلد الذي يملك رابع احتياطي عالمي من النفط.

وفي ظل هذه الظروف فإن أسواق النفط مشدودة إلى أفق 100 دولار للبرميل. وقال بيرين: «اعتقد أنه بات من الصعب مع اقتراب الأسعار مرارا من هذه العتبة الرمزية (100 دولار) ألا تبلغها» لأن برميل النفط سبق وأن اقترب من 100 دولار في بداية ديسمبر/ كانون الأول من هذا المستوى بالغ الرمزية.

أما أسعار الذهب التي تعتبر تقليديا ملاذا في حالات تراجع الثقة في الأسواق فإنها ارتفعت الخميس لتكسب 5 دولارات اثر اغتيال بوتو لتختتم التعاملات عند سعر 829 دولارا.

وبلغت أوقية الذهب مستوى أعلى الجمعة عند 833 دولارا في أعلى مستوى لها خلال شهر وغير بعيد من المستوى التاريخي الذي بلغته في يناير/ كانون الثاني 1980 وهو 850 دولارا للأوقية.

وأكد المحلل لدى «بيليون ديسك» جيمس مور أن «السوق يسوده توجه للارتفاع» يمكن أن يتفاقم «في حال حدثت بلبلة بشأن الانتخابات الباكستانية أو في حال أعيد فرض حالة الطوارئ في هذه البلاد».

العدد 1941 - السبت 29 ديسمبر 2007م الموافق 19 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً