بعد بداية العام الدراسي بأسبوع أو اثنين كنت جالسة مع ابني الوحيد أتحدث معه عن المدرسة وأخباره مع أصدقائه التلاميذ والمدرسة، إذ إنها السنة الأولى له (الصف الأول)، فإذا به وبكل براءة يخبرني بأن المدرسة قامت بسحبه من أذنه وصفعته على وجهه عدة مرات لا لشيء إلا لأنه كثير الحركة في الصف! وأنها عندما تطلب من التلاميذ عمل مجموعات في الصف، فإن من يخطئ منهم يكافأ بصفعة على الوجه ثم يصحح خطأه في واجب الصف!... فهل هذا الأسلوب السليم لتربية أبنائنا وتعليمهم؟!
اتفقت مع زوجي على زيارة المدرسة لمناقشة الأمر. ذهبنا إلى مديرة المدرسة ومع إكمالي لجملة (المُدرسة قامت بصفع ابني وسحبه من أذنه) انطلقت المديرة بسيل من الكلام الفارغ الذي لا يقنع، وأول ما تفوهت به هو: «لماذا لا نضرب الأولاد ضربا تأديبيا؟!»، فقلت إن وزارة التربية تمنع منعا باتا أي نوع من أنواع الضرب ولذلك المُدرسة لا يحق لها مهما كانت الأسباب أن تضرب التلاميذ. فقالت المديرة إنه يجب علينا باعتبارنا أولياء أمور، أن نشكر ونحمد الله لأن المُدرسة لا تستخدم لوائح وقوانين وزارة التربية! وكلما حاولت مناقشتها في الموضوع وطلب حضور المُدرسة للاستفسار منها، كانت تقطع حديثي للدفاع عن المُدرسة والمَدرسة. ثم ذهبت المديرة لإحضار اللوائح، وإذا بالمديرة المساعدة تدخل وتسأل عن المشكلة من جديد، ولأنني كنت أحاول شرح وجهة نظري، لم يعجبها الكلام واتهمتني بأنني أتيت للتهجم عليهم في المدرسة، فقلت: «لو كنت أنوي ذلك لتشاجرت مع المديرة من البداية، ولكنني أتيت لبحث الموضوع ومعرفة الأسباب». وفي تلك الأثناء كانت المديرة قد أحضرت المُدرسة وابني والمشرفة الاجتماعية، وكان ذلك بحد ذاته ترهيبا وتخويفا لابني فهو طفل في الأول الابتدائي، فكان منكمشا على نفسه ويبكي، فقالت المديرة إنها سألته فقال إن المعلمة لم تضربه، وسألته مرة أخرى وأنكر، وعندما حاولت سؤال المُدرسة ردت بـ «انه كثير الحركة فماذا نفعل معه؟!». فأخبرتها بأن هناك حلولا كثيرة غير الضرب (الاتصال بي هاتفيا أو كتابة رسالة صغيرة في مفكرة الطالب أو طلبي للحضور... الخ)، فرفضت المديرة متابعة الحديث وطلبت من المُدرسة الرجوع إلى الصف، وبدوري أخذت ابني وخرجت من المدرسة وكنت أقول إنهن لسن مربيات فاضلات ولا يستحققن أن يكن مدرسات حتىن فما كان منهن إلا أن طلبن موظف الأمن ليخرجنا أنا وزوجي من المدرسة!
ذهبت فورا إلى وزارة التربية لأقدم شكواي إذ أتهمنني بالكذب والتهجم عليهن، وكتبت تقريرا مفصلا بشكواي، وخصوصا أننا منعنا من دخول المدرسة بعد ذلك، إذ وجهت إلينا دعوة عبر (sms) لليوم المفتوح بعد أيام، وعندما ذهب زوجي طرد من المدرسة، وقالت له المديرة هذا مقابل شكوى زوجتك في الوزارة! فرجعنا إلى وزارة التربية وكتب زوجي تقريرا آخر بما حصل له معهن.
والمسألة الآن في الشئون القانونية لوزارة التربية، ونحن في انتظار الرد منهم، مع العلم أنهم طلبوا تحويل التلميذ من المدرسة لإنهاء المشكلة ولكنني رفضت ذلك، لأن حينها ستنتهي شكواي ولا يعود لها وجود.
بتاريخ 24 ديسمبر/ كانون الأول الجاري تفاجأت باحضارية من مركز الشرطة، ذهبت مع زوجي لأفاجأ بأن مديرة المدرسة رفعت علينا قضية سب وشتم وقذف! ألم يكفها ما حصل؟! فهذه المرة الأولى في حياتي التي أدخل فيها مركز شرطة، أضف إلى ذلك اتهامي باتهامات باطلة لا صحة لها! وعلى رغم أني لم أكتب ما حصل بالتفصيل، إذ إني لم أسرد كل الأحداث بعد ذلك، لكني أتمنى من القائمين على صرح وزارة التربية والتعليم أن يتدخلوا للبت في الموضوع ووضع حد لكل المهازل التي تحدث في المدارس، وخصوصا الابتدائية منها، فمن يأخذ لي حقي من المديرة لكل ما حصل، إذ كلما راجعت وزارة التربية قالوا إنهم بانتظار رد الشئون القانونية.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
العدد 1944 - الثلثاء 01 يناير 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1428هـ