تصاحب عادة جولات رؤساء الولايات المتحدة الأميركية للدول التي يزورونها الكثير من الإجراءات الأمنية التي تنطلق في ترتيبات تبدأ قبل شهر من الزيارة إذ تتوافد وفود أمنية من مختلف التخصصات تابعة لمجلس الأمن الأميركي يقدر عددها بالمئات إلى البلد المضيف بما فيها سيارات الرئيس الأميركي التي تستقله من وإلى المطار وأخرى لزيارته بحسب أجندة عمل الزيارة إذ ترسل السيارات والطائرات الخاصة قبل الموعد ولا يسمح بتجوله في البلد المضيف إلا بعد التأكد من ضمان إجراءات السلامة.
وهو ما أكدته مصادر مقربة لـ «الوسط» بشأن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنامة التي سيصلها يوم السبت المقبل في جولته التي تنطلق غدا (الأربعاء) وتشمل لقاءات محددة مع القيادة البحرينية وأخرى مع مقر قيادة الأسطول الأميركي الخامس، إضافة إلى ترجيحات قيامه بزيارة خاطفة غير معلنة إلى كل من العراق ولبنان وأخرى تتعلق بمواصلته الضغط على تحقيق رؤيته لحل بإقامة دولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني بعد إخفاق إدارته في العراق بما فيها إلقاء خطبته في العاصمة الامارتية أبوظبي عن أثر الأمن على القضايا الاقتصادية.
إلى ذلك قال أحد المراقبين لـ «الوسط» وفضل عدم الكشف عن اسمه أمس: «إن جولة بوش للمنطقة وتحديدا دول الخليج ترجع إلى أسباب «إخفاق إدارة بوش» مع هذه الدول إذ لا يكفي شراء الأسلحة لضمان الأمن في المنطقة وهي التي بدأت ترى أنه من الأفضل أن تحسن علاقاتها مع الجارة إيران لاستتباب الأمن».
وأضاف المراقب «على رغم ما صرح به وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الشهر الماضي في المنامة من أن إيران ستبقى مصدر تهديد على دول الخليج فإن تصريحاته لم تلقَ أثرا بالغا إذ إن زيارات مكوكية ومشروعات في تزايد تتم بين إيران وعدد من الدول العربية التي بدأت تغير من لهجة خطابها في مسألة عزل إيران وهو الخطاب الذي بحاجة إلى أن يتغير مع صانعي القرار الأميركي في ظل المتغيرات الحالية».
وأكد المراقب «إن واشنطن لا تريد حربا مع إيران التي بدورها ستعطل مصالحها ومشروعاتها الاقتصادية في المنطقة وهو ما أكده أيضاَ عدد من المحللين الخليجيين، لهذا فإن معركة واشنطن ما عادت تجدي بل هي معركة قديمة وتكتيك قديم وخصوصا أن المملكة العربية السعودية ومصر عندما دعت الأولى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى أداء فريضة الحج وأخرى لتحسين العلاقات فإن الخطاب العربي ضد الشيعة والمؤامرات التي قد تحيكها طهران على المنطقة قد تبدل وهو ما يجعل خطاب واشنطن مستهلكا وفي وادٍ آخر من مستجدات تتعلق يتغير العقلية الخليجية إزاء إيران التي تمثل لها تحديا في المنطقة».
العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ