قتل ما لا يقل عن 18 شخصا بينهم قائد «ثوار الأعظمية» العقيد رياض السامرائي بأربعة تفجيرات بينها هجومان انتحاريان في بغداد داخل مبنى الوقف السني وسيارة مفخخة يقودها انتحاري قرب المكان الاثنين في منطقة الأعظمية، فيما تعرضت كنائس عدة في مدينة الموصل إلى هجمات متعددة أسفرت عن جرح أربعة مواطنين.
وأوضحت مصادر أمنية عراقية أن «14 شخصا على الأقل بينهم العقيد السامرائي قتلوا وأصيب 18 آخرون بجروح في تفجيرين انتحاريين أحدهما بحزام ناسف داخل مبنى الوقف السني، عقبه تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدف نقل الجرحى» في الأعظمية وكان مصدر في مجلس الصحوة أعلن مقتل ستة أشخاص فقط.
وأكدت المصادر أن «غالبية الضحايا من عناصر مجلس الصحوة، ونقلوا إلى مستشفى النعمان في الأعظمية ومدينة الطب في باب المعظم».
وبدوره، قال القائد الميداني «لمجلس صحوة الأعظمية» أبوالعبد إن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا تسلل إلى مبنى الوقف السني في منطقة سبع أبكار (الأعظمية) وفجر نفسه، ما أسفر عن مقتل العقيد السامرائي وستة أشخاص بينهم امرأة وإصابة عشرة».
وأضاف أن «تفجيرا آخر استهدف عناصر الصحوة خلال نقل الجرحى على مسافة قريبة من الوقف السني أدى إلى مقتل سبعة وإصابة آخرين».
وكان السامرائي (57 عاما) الذي يعتبر مخطط «صحوة الأعظمية» يشغل منصب مسئول قوات حماية المنشآت في الوقف السني. وفرضت قيادة الصحوة في الأعظمية حال الطوارئ في الحي وحظر التجول ومنع دخول جميع انواع السيارات.
وقال ضابط في حماية المنشآت في الوقف السني إن «الانتحاري دخل إلى قاعة في مبنى الوقف السني واقترب من السامرائي لضمه مرحبا به، لكنه فجر نفسه لدى وصوله إليه». وأضاف أن «التفجير وقع الساعة 15،10 بالتوقيت المحلي». وأكد أن «الداخلين إلى الوقف السني يفترض مرورهم بمرحلتي تفتيش دقيق».
وقد سيطر «مجلس الصحوة» الذي شكله السامرائي بدعم من رئيس الوقف السني الشيخ احمد عبدالغفور السامرائي منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على حي الأعظمية السني بعد ما طرد مقاتلي «القاعدة» الذين هيمنوا عليه لأكثر من سنة.
إلى ذلك، قالت المصادر إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت تجمعا لطلاب قرب الجامعة التكنولوجية». وأوضحت أن «الانفجار وقع لدى تجمع طلاب في شارع الصناعة، (شرق بغداد».
وفي هجوم آخر، أكدت المصادر مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة في منطقة الجادرية (وسط بغداد).
من جهة أخرى أفادت الشرطة بأن سلسلة من الاعتداءات استهدفت كنائس وديرا الأحد في مدينة الموصل، ما أدى إلى جرح أربعة أشخاص وإلحاق أضرار طفيفة بمبان قريبة.
وقرابة الساعة 00،15 بالتوقيت المحلي (الساعة 00،12 ت.غ) انفجرت سيارة مفخخة أمام كنيسة القديس بولس للكلدان في شمال مدينة الموصل (370 كيلومترا شمال بغداد) على ما أفاد العميد في الشرطة عبدالكريم خلف الجبوري. ولحقت أضرار بحائط حرم الكنيسة وتحطم زجاج بعض النوافذ من دون أن يسفر الحادث عن سقوط إصابات. وبعيد ذلك انفجرت سيارة مفخخة أمام كنيسة السيدة العذراء للآشوريين في شرق المدينة وفق العميد خلف أيضا. وأصيب أربعة من المارة بجروح ولحقت أضرار بباب مدخل الكنيسة.
وانفجرت قنبلة أمام دير في حي الموصل الجديدة في وسط المدينة مخلفا بعض شظايا الزجاج والأضرار المادية في باب المدخل.
وقرابة الساعة 45،16 (الساعة 45،13 ت.غ.) انفجرت قنبلتان قرب كنيسة مسكنتا للكلدان الكاثوليك في وسط المدينة من دون سقوط إصابات. ووضعت العبوتان أمام مطرانية الموصل السابقة التي دمر جزء من بابها. وتأتي هذه الحوادث في يوم عيد الغطاس المسيحي.
من جهة أخرى أفادت تقارير صحافية أمس (الاثنين) بأن قوات عراقية وأميركية تعتزم البدء بتطبيق عملية عسكرية لتعزيز السيطرة على بعض مناطق مدينة الموصل وطرد الجماعات المسلحة منها. ونسبت صحيفة «الصباح الجديد» إلى مصادر رفيعة المستوى قولها إن «غرفة عمليات مشتركة لمحافظة نينوى ستباشر العمل ابتداء من منتصف الشهر الجاري بعد أن جرى الاتفاق على إنشائها وتفعيلها خلال اجتماع تم في الثالث من الشهر الجاري ضم وزيري الدفاع والداخلية من جهة وقيادات محافظة الموصل العسكرية والإدارية».
وتوقعت المصادر أن «تحولا كبيرا سيطرأ على الموقف العسكري بعد اتخاذ المسئولين العراقيين والأميركيان على أرفع مستوى قرارات بتوجيه قوات عراقية وأميركية جديدة إلى الموصل لتعزز الفرقتين العراقيتين الموجودتين حاليا في المنطقة».
العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ