العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ

أميركا لاتزال ترى في إيران خطرا متزايدا

سيسعى الرئيس الأميركي جورج بوش هذا الأسبوع لطمأنة حلفائه في الشرق الأوسط بأن واشنطن لاتزال تعتبر إيران خطرا ولن تتخلى عن أصدقائها إزاء تصاعد هذا الخطر.

وقال بوش لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن «احد أسباب زيارتي إلى الشرق الأوسط هو أن أقول بوضوح لدول هذه المنطقة من العالم إننا نعتبر إيران خطرا» وان إعادة تقييم الاستخبارات الأميركية لهذا الخطر «لا تقلل إطلاقا من شأنه بل توضح طبيعته».

وأفادت وكالات الاستخبارات الأميركية في تقرير أصدرته مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2007 إن إيران كانت تعمل فعلا على برنامج سري لصنع القنبلة الذرية لكنها علقته العام 2003 تحت الضغط الدولي وإنها تبدو اليوم أقل تصميما على امتلاك السلاح النووي منها قبل سنتين.

واعتبر الكثير من الأطراف أن إعادة التقييم هذه تقلل من الخطر النووي الإيراني ورأى فيها النظام الإسلامي انتصارا له في المعركة الضارية التي يخوضها منذ سنوات ضد الحكومة الأميركية وحلفائها الدوليين من أجل مواصلة نشاطاته النووية، مؤكدا أنها محض مدنية.

وانتقدت إيران الأحد جولة الرئيس الأميركي المقررة في المنطقة ووصفتها بأنها «تدخل» في الشئون الإقليمية.

وصرحت وزارة الخارجية الإيرانية «نعتبر هذه الزيارة تدخلا في العلاقات بين دول المنطقة وتحركا دعائيا». وأضافت «على رغم الدعاية التي نشهدها، نلاحظ تعزيز علاقات إيران بالدول الأخرى».

وتعتبر «إسرائيل» أنها ستكون الهدف الأول لقنبلة ذرية إيرانية في وقت يدعو الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشكل متكرر إلى «إزالتها عن الخريطة«.

وقال بوش بهذا الصدد إن «رسالتي إلى الإسرائيليين هي أنني مدرك تماما للتهديد». غير أن دول الخليج المتخوفة من تزايد النفوذ الإيراني على ضوء الواقع العراقي الجديد وفي منطقة تشهد خصومة تاريخية بين العرب والفرس وعلى مستوى آخر بين السنة والشيعة، يمكن أن تتساءل إن لم تكن الولايات المتحدة ستخفف من حدة موقفها حيال الجمهورية الإسلامية.

وأثار تقرير الاستخبارات الأميركية الكثير من فرضيات المؤامرة التي غالبا ما تنتشر في المنطقة، واعتبرت إحدى هذه الفرضيات أن التقرير يعكس حرص قسم متمرد من الاستخبارات على نزع أي تبرير عن أي حملة عسكرية قد تشنها الولايات المتحدة على إيران.

وان كانت وكالات الاستخبارات أرادت التأكيد على وقف إيران برنامجها العسكري السري العام 2003، إلا أن بوش يشدد من جهته على أن تقريرها أكد للمرة الأولى أن إيران كانت تطبق فعليا مثل هذا البرنامج وان في وسعها استئنافه متى شاءت.

وما يعزز هذه المخاوف بنظره مواصلة إيران اختبار أنواع جديدة من الصواريخ واستمرارها في تخصيب اليورانيوم، وهما اثنان من العناصر الثلاثة التي يتكون منها برنامج نووي عسكري.

وهذا ما يجعل الرئيس الأميركي مصمما على الاستمرار في ممارسة «ضغوط قصوى» على إيران، داعيا حلفاء الولايات المتحدة العرب إلى الاطمئنان.

وقال بوش إن «الولايات المتحدة ملتزمة وستبقى ملتزمة بأمن المنطقة»، وهو يعتزم تفقد الجنود الأميركيين في الخليج، ما يؤكد أهمية الانتشار العسكري الأميركي.

كذلك تخشى المنطقة على استقرارها وتخاف من تكرار تجربة اجتياح العراق وما نتج عنه من فوضى وأعمال عنف في حال شن عملية عسكرية جديدة على إيران ولو أن هذا الاحتمال تراجع.

وقال بوش «من المهم أن يدرك سكان المنطقة أنه إن كانت كل الخيارات لاتزال مطروحة (بما فيها الخيار العسكري)، إلا أنني اعتقد أن بإمكاننا تسوية هذه المشكلة دبلوماسيا».

أ ف ب

العدد 1950 - الإثنين 07 يناير 2008م الموافق 28 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً