ازدادت قمة دوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم احمرارا بعدما واصل القطار المحرقاوي رحلة انتصاراته المتتالية بفوزه الجديد الذي حققه على فريق النجمة بهدف مقابل لاشيء في المباراة التي جمعتها مساء أمس على استاد البحرين الوطني في بداية مباريات الجولة العاشرة.
وسجل «الذيب» المحرقاوي فوزه التاسع على التوالي مقابل تعادل وحيد مع مطارده الأهلي ليرفع رصيده إلى 28 نقطة محلقا في القمة وحيدا وبفارق 9 نقاط مؤقتا عن الأهلي الذي سيلاقي الاتحاد اليوم في ختام الجولة، وباتت مؤشرات التتويج المحرقاوي تظهر مبكرا في سماء الدوري على رغم تبقي 12 جولة من مشوار الدوري في ظل موجة الانتصارات المحرقاوية التي تضرب الكبار والصغار في الدوري.
في المقابل، تعرض النجمة إلى خسارته الأولى بقيادة مدربه البوسني كريسو في ثاني مباراة له مع الفريق بعدما تعادل في الرفاع، وبالتالي فان موقع الفرق لم يتغير في ترتيب الدوري إذ ظل في المركز الحادي عشر قبل الأخير بثماني نقاط.
وعلى عكس التوقعات جاءت المباراة أقل من المتوسط وصلت في بعض فتراتها إلى التواضع؛ نظرا للمستوى الذي ظهر عليه الفريقان على رغم الندية التي أظهرها النجمة ومجاراته لقوة المحرق الذي خاص المباراة على طريقة «اكسب واجرِ» بتحقيق الفوز الذي كان هدفه في المباراة وتفادي أية عثرة.
واقعية «الذيب»
ويمكن القول إن المحرق نجح في التعامل مع ظروف المباراة من حيث امساكه بزمام الأمور وخصوصا بعد تقدمه بهدف هدافه جيسي جون في الدقيقة 32 من الشوط الأول على رغم أن الفريق لم يظهر بالمستوى المطلوب الذي يوازي إمكانات لاعبيه.
ودفع مدرب الأحمر سلمان شريدة بتشكيلة ضمت غالبية عناصره الأساسية وغاب عنها الدولي راشد الدوسري والمهاجم عبدالله الدخيل المرتبط بالمنتخب الأولمبي، فكانت الطريقة التي لعب بها الفريق 4-5-1 بوجود جون مهاجما ثابتا في المقدمة على أن تزداد الكثافة الهجومية المحرقاوية عند بناء الهجمة إذ ينضم فتاي إلى جون في العمق الهجومي ومحمود عبدالرحمن «رنغو» وأنور يوسف وعبدالله عمر يهاجمون من الأطراف.
وكان واضحا السيطرة المحرقاوية على منطقة المناورات واستحواذه أكثر على الكرات بقيادة نجمه المتجدد محمد سالمين الذي تولى مهمة صناعة الكرات وتحريك العناصر الهجومية لكن المحاولات المحرقاوية واجهت صعوبة لاعتمادها الأكبر على العمق في ظل التكتل وكثافة الوسط النجماوي.
وظهرت الخطورة المحرقاوية الأولى في الدقيقة 25 عبر كرة جون التي أبعدها الحارس عبدالرحمن عبدالكريم من على خط المرمى، ثم سدد سالمين كرة قوية مرت بجوار القائم فكانت بوادر قدوم الهدف الذي جاء بصناعة سالمين الذي أرسل كرة طولية مباغتة من وسط الملعب انفرد بها جون وسط غفلة الدفاع النجماوي فسددها يسارية في الشباك معلنا هدف الفوز في الدقيقة 32.
واللافت أن أداء المحرق في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول وطيلة الشوط الثاني كان يميل إلى الفريق الواثق من تفوقه في المباراة فكان جهد لاعبيه على طريقة «التقسيط المريح» وتركزت فعاليته الهجومية في الشوط الثاني على تحركات عبدالله عمر وأنور يوسف من الجهة اليمني وتمريرات سالمين الذي هيأ كرة انفرادية لجون وهو مواجه للمرمى لكنه سددها خارج المرمى بعدما ضايقه المدافع في الدقيقة 25، فيما تألق عبدالرحمن عبدالكريم في ابعاد تسديدة أنور يوسف إلى ركنية.
وحاول سلمان شريدة تنشيط هجومه بإشراك المهاجم الواعد حسام حمود سلطان بدل فتاي وقبلها أشرك جاسم الجبن بدل أنور يوسف الذي وضح عليه الإرهاق بعد المجهود الذي بذله في الجهة اليمنى.
النجمة ندّ ولكن...
في المقابل، كان النجمة ندا عنيدا للمحرق داخل الملعب واستطاع الحد من فعالية وخطورة مفاتيح لعبه، لكن نجاح الأسلوب النجماوي تركز على الجانب الدفاعي على حساب الناحية الهجومية، إذ وضح تأثير غياب نجم هجومه راشد جمال المصاب وحمد فيصل الشيخ لاعب المنتخب الأولمبي.
ووضع كريسو طريقة لعب تناسب إمكانات لاعبيه وفريقه بتكثيف منطقة الوسط عبر محمد سند وحسين السعودي ومحمد نور وحسين بودهوم وعلي سعيد، فيما كان المحترف العاجي جوزيف مهاجما ثابتا ويقوم بمساندته علي سعيد بانطلاقاته من الجهة اليمنى وحسين بودهوم شمالا وكان مزعجا بتحركاته، لكن تصرفه بالكرات افتقد إلى التركيز وخصوصا في تخليص الهجمات وأهدر أثمن الفرص النجماوية في الدقيقة 15 من الشوط الأول.
وتحسن الأداء النجماوي العام في الشوط الثاني واستطاع نقل اللعب في بعض الفترات إلى المنطقة المحرقاوية لكن مشكلته كانت التمريرات الخاطئة وفقدان الكرات بسهولة، ولم يظهر محترفه جوزيف بالفعالية المطلوبة في التعامل مع الكرات فلجأ كريسو إلى إشراك المهاجم الآخر رضا حسن بدل محمد نور لكن من دون جدوى.
وعلى رغم ذلك ظهر الخطر النجماوي مرتين في الشوط الثاني، الأول في الدقيقة التاسعة لمحمد نور الذي تلقى تمريرة هيأها إليه المنطلق علي سعيد لم يحسن تسديدها بالصورة المطلوبة في المرمى، والأخرى كرة جوزيف في الدقائق الأخيرة وتحولت إلى ركلة ركنية.
وعموما، يحسب للدفاع النجماوي بقيادة الفرنسي بنوا وأبوبكر آدم وجاسم المالود وطلال المشعان تركيزهم ورقابتهم للهجوم المحرقاوي على رغم تحملهم مسئولية الهدف ومن خلفهم تألق الحارس عبدالرحمن عبدالكريم في التصدي للكثير من الكرات.
أدار المباراة بنجاح الحكم الدولي جاسم محمود الذي لم يواجه أية صعوبة وساعدته مجريات المباراة على ذلك
العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ