قالت الحكومة الإسرائيلية أمس إنها وافقت على دعوة الرئيس الأميركي جورج بوش أثناء زيارته للتوصّل إلى اتفاق سلام سريعا لكنها أوضحت أنها لا ترى أنّ المرحلة الأخيرة لقيام دولة فلسطينية ستتحقق هذا العام.
وعندما ألح الصحافيون مرارا على المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت بشأن إنْ كانت «إسرائيل» تتوقع توقيع «معاهدة سلام» نهائية بحلول الوقت الذي يترك فيه بوش منصبه في يناير/ كانون الثاني من العام المقبل قال في مؤتمر صحافي إنّ «إسرائيل» تأمل في التوصّل إلى «اتفاق تاريخي» في العام 2008 «توجز الإطار» لدولة فلسطينية في المستقبل.
وأكّد المتحدّث مارك ريجيف إنّ «إسرائيل»لن توافق على أيّ اتفاق يدخل حيزالتنفيذ إلى أنْ تعتبر أنّ السلطة الفلسطينية أوفت بالتزاماتها بموجب «خريطة الطريق» للسلام التي تم التوصّل إليها في العام 2003 والتي تقضي بشن حملة صارمة على الناشطين وقال: «يتحتم القيام بقدركبير من العمل» قبل التنفيذ. وعندما سئل ريجيف إنْ كان أولمرت مستعدا للتفاوض على «معاهدة سلام» شاملة هذا العام بدلا من «إطار اتفاق» مؤقت رد بقوله: «نعتقد أنه من الممكن تحقيق اتفاق تاريخي بحلول نهاية العام 2008 .» وعندما سئل إنْ كان هذا يعني معاهدة نهائية قال «آمل في ان يكون لدينا اتفاق تاريخي .. يوجز الإطار والبنية والرؤية لدولة فلسطينية في المستقبل». وقال: إنّ مثل هذا الاتفاق سيقدم «رؤية للمعتدلين» بين الزعماء الفلسطينيين؛ لتكونَ لهم اليدالعلياعلى الناشطين الذين يعتزمون قتال «إسرائيل» وأضاف «كل اتفاق سينفذ حسب خارطة الطريق.» وبصفة إجمالية أقرت «إسرائيل» البيان القوي الذي أدلى به بوش والذي دعا فيه إلى التوصل لاتفاق سريع وقال ريجيف «نرى هذا البيان من جانب الرئيس (الأميركي) إيجابيا.»
إلى ذلك أعلن ريجيف أمس أنّ المحادثات بشأن القضايا الأساسية في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ستبدأ الأسبوع المقبل. وقال: إنّ «المحادثات عن القضايا الأساسية ستبدأ الأسبوع المقبل» مضيفا أنّ «تصريحات الرئيس بوش أرست خلفية ايجابية لمفاوضات مباشرة بيننا وبين الفلسطينيين». وتوقع أن تكون هذه المفاوضات «معقدة».
من جهتها رحبت السلطة الفلسطينية أمس بتصريحات بوش التي دعا فيها إلى إنهاء «الاحتلال» الذي بدأ العام 1967 وقال أحمد عبد الرحمن مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ السلطة الفلسطينية «تثمن زيارة الرئيس بوش لبلادنا فلسطين ونعتبرها منعطفا هاما جدا في الدفع باتجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام دولة فلسطين المستقلة».
من جانبه قال مبعوث السلام للشرق الأوسط طوني بلير أمس انه يعتقد أن بالإمكان التوصل إلى اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين قبل ان يترك بوش منصبه في يناير/ كانون الثاني العام 2009 .
وفي تطورآخرأعلنت حركة حماس رفضها لرؤية الرئيس الأميركي لحل الصراع وأكّدت أنها غير ملزمة بأيّ اتفاق بين عباس و«إسرائيل» حول الحل النهائي.
العدد 1954 - الجمعة 11 يناير 2008م الموافق 02 محرم 1429هـ