العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ

مشروع «الآيلة» يستمر في مسح أوجاع الأسر محدودة الدخل

المستفيدون منه تمنوا تأثيث منازلهم

حجارة كانت على وشك أن تنهار فوق رؤوس أصحابها، وأخرى تهاوت فعلا، فكانت فزعة الغوث الأولى التي انطلقت من الدائرة الثانية بمحافظة المحرق في العام 2002، وتبعها توجيه صريح من عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بتدشين مشروع يعنى بترميم وإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط في العام 2004.

هذا المشروع أتى برياح جديدة أثلجت صدور الكثير من الأسر البحرينية المحدودة الدخل والتي لم تكن قادرة على الاقتراض لإعادة بناء منازلها الخربة والمتهالكة، بسبب ضيق الحال، ومن بين أصحاب البيوت كان المتقاعدون والمقعدون وكبار السن الذين يمثلون شريحة لا يمكنها الاستفادة من المشروعات الإسكانية التي تقدمها الدولة من خلال وزارة الإسكان.

خلفية تاريخية

وعن بدايات الشرارة الأولى لهذا المشروع، أشار عضو مجلس بلدي المحرق السابق صلاح الجودر إلى أنه في العام 2002 في فترة الانتخابات البلدية، جلس يبحث في اختصاصات المجالس البلدية المنصوص عليها في قانون البلديات رقم (35) لسنة 2001، فلاحظ أن من بينها الاهتمام بالبيوت الخطرة والآيلة للسقوط، وبما أن منطقته تحتوي على بيوت قديمة، فقد قام بعرض هذه الحالات على الجهات المعنية.

وبين العضو السابق أن المجالس البلدية، التقت رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بتاريخ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2002، فطرحت على سموه 3 ملفات من أبرزها ملف البيوت الآيلة للسقوط فوجه وزير البلديات (آنذاك) جواد سالم العريض إلى الاهتمام بهذا الموضوع.

وتابع الجودر «في 23 يناير/ كانون الثاني 2004، تبنى جلالة الملك مشروعا يعنى بترميم وإعادة بناء البيوت الآيلة للسقوط، أسند إلى وزارة الأشغال والإسكان، إثر تهاوي عدد من البيوت على رأس أصحابها في الدائرة الثانية بمحافظة المحرق».

بعد مرور نحو 3 سنوات من انطلاق المشروع، يلاحظ تحسن مستوى معيشة شريحة واسعة من المواطنين الذين كانوا يقطنون في بيوت لا تقيهم من الأمطار ولا تحميهم من برد الشتاء، وهو أمر ترك أثرا طيبا في نفوسهم.

المواطن علي حسن العريفي من سكنة منطقة المحرق، أثنى على مبادرة جلالة الملك في التخفيف من معاناة المواطنين، ولكنه شكا من رداءة البناء، فأساسات المنزل لم يتم الحفر لها بشكل جيد، فبدت كما لو أنها قائمة على سطح مستوٍ، فيما مساحة المنزل لم تبنَ بالكامل بل جزء منها، ما أدى إلى وجود فراغات هنا وهناك.

وذكر أنه لا يوجد سلم يؤدي إلى سطح المنزل، والباحة الخارجية لم يتم وضع بلاط فيها، وعند هطول الأمطار تتحول الأخيرة إلى أوحال، مبينا أنه طلب منه التوقيع على تعهد كتابي بعدم التصرف في منزله بالبناء، وإذا ما خالف ذلك فإن الوزارة المنفذة لن تكون مسئولة عن أية أضرار يتعرض لها المبنى.

وتمنى العريفي لو تم الإبقاء على بيته السابق مع إعادة تأهيل غرفه، لافتا إلى أنه لا يمكنه تأثيث مسكنه، لذلك فهو حاليا يقيم في شقة مؤجرة تستنزف 150 دينارا من راتبه الذي لا يتجاوز 400 دينار ولا يبقى منه شيء بسبب غلاء المعيشة.

مساحة المنزل صغيرة

المواطنة مدينة عيسى التي تمتلك منزلا في قرية الدير، شكت أيضا من صغر مساحة منزلها، وخصوصا الغرف والسطح الذي لا يوجد سلم يؤدي إليه، وكذلك في الطابق الثاني الذي يوجد فيه فراغ غير مبني ما عدا غرفتين.

وأوضحت أن المساحة المبنية تساوي ربع المساحة الأصلية للمنزل، فيما المقاول لا يعير أي اهتمام لملاحظات أصحاب المنزل عند القيام بأعمال البناء.

وخلافا لهذه الملاحظات، فإن مدينة أصرت على توجيه شكرها إلى جلالة الملك، متمنية توفير تسهيلات كثيرة عند بناء المنازل، مع مراعاة الأسر الكبيرة وتوفير عدد كافٍ من الغرف لها، وأن تساهم الدولة في توفير أثاث للأسر التي لا تملك المال الكافي لتأثيث بيوتها.

من مستنقعات المياه إلى بيت جديد

من جهته، أكد المواطن علي سلمان من سكنة السنابس، أنه في السابق كان يعيش تحت وقع مستنقعات المياه داخل منزله القديم، حتى أن المياه كانت تصل إلى عداد الكهرباء، أما الآن فلا يشعر بهطول المطر.

ولفت إلى أن عدد غرف منزله كافية، ففي السابق كانت لديه 3 غرف أما الآن فوصل العدد إلى 6، شاكرا الديوان الملكي على هذا المشروع، آملا تأثيث المنازل التي يعاد بناؤها، وخصوصا أن المستفيدين من هذا المشروع هم من ذوي الدخل المحدود.

الحد من مشكلات «البلاعات»

المواطن عبدالرضا هيات (من منطقة السنابس) لديه تجربة مغايرة مع المشروع، قال عنها: «كنا 6 عوائل نقطن في البيت القديم، والبيت الذي تم بناؤه لا يخدم سوى عائلة واحدة وهم الإخوة غير المتزوجين، أما المتزوجون فاضطروا إلى البناء على نفقتهم الخاصة».

وأضاف «المشروع أنقذنا من خطورة البيت القديم، كما أن أساساته الحالية أتاحت لنا توسعته على نفقتنا الخاصة، ولكن مازالت هناك قطعة من مساحة الأرض الأصلية غير مبنية ولا يمكننا الاستفادة منها بسبب ارتفاع كلفة مواد البناء في الوقت الحالي، بيد أن ذلك لا ينفي أن المشروع أنقذ الكثير من الأسر، وساهم في الحد من مشكلات البلاعات الفائضة والتي تدخل مياهها أحيانا إلى البيوت، كما خلص المستفيدون من المشروع من القوارض والحشرات وتسرب مياه الأمطار من الأسقف»، شاكرا الديوان الملكي ووزارة الإسكان وبلدية المنامة ووزارة الكهرباء والماء، على الجهود التي بذلوها في بناء مسكنه بحسب الوقت المحدد سلفا.

وبالنسبة لأحمد علي حسن من قرية سترة، فإن بيته قد تمت إعادة بنائه من جديد، ولكن المشكلة تكمن في اعتراض البلدية - على حد قوله - على فتح باب المنزل من جهة الشرق، والسبب أن المقاول بدأ في العمل من دون الحصول على رخصة، مشيرا إلى مساحة بيته صغيرة ولا تتسع لعائلة مكونة من عدة أفراد.

زيادة عدد الغرف

في المقابل، أثنى المواطن ياسر عبدالرحمن من منطقة الرفاع الشرقي، على جودة البناء، ولكنه شكا من صغر مساحة الغرف، مفصحا أنه كان يتمنى زيادة عدد الغرف لاستيعاب أفراد الأسرة.

ونبه عبدالرحمن إلى أن السقف لا يوجد به سلم يؤدي إلى السطح، وثلث الأرض مبنية والثلثان لم يتم استغلالها، شاكرا الدولة على هذا المكرمة، مبينا أن الكثير من المواطنين تحسن حالهم بعد بناء بيوتهم.

تعاون بلدي خيري

وعن دور الصناديق الخيرية في تسليم الطلبات إلى المجلس البلدي، قال علي مشيمع من صندوق السنابس الخيري: «نتعاون مع المجلس البلدي في ترشيح الحالات التي تستحق الاستفادة من مشروع البيوت الآيلة للسقوط، وأي فرد يود التقدم فعليه ملء استمارة خاصة بذلك، ونحن من جهتنا نضع إعلانات في المساجد والمآتم حتى يتقدم الراغبون بطلباتهم، وبعد ذلك نسلم الاستمارات إلى البلدية والتي من جهتها تقرر مدى مطابقة الحالات للمعايير المحددة من قبل وزارة شئون البلديات والزراعة».

المواطن علي محسن حسن (من سكنة مقابة)، ذكر أنه كان يسكن في حجرة آيلة للسقوط، والآن حصل على مسكنه الخاص به، وبالتالي وجه شكره إلى جلالة الملك وصندوق مقابة الخيري والعضو البلدي السابق عمران حسين عمران. وأكد المواطن أمير محسن الذي يسكن في منطقة السهلة الجنوبية، أن وضع بيته كان مترديا جدا، فعمره يعود إلى 60 عاما، منوها إلى أن عدد الغرف في المنزل كافية، وأن البناء تم على مساحة المنزل كاملة، موجها شكره وتقديره إلى عاهل البلاد، متمنيا إنشاء مشروعات مماثلة تخدم شريحة كبيرة من المواطنين. أخيرا، بينت المواطنة لطيفة سند (من منطقة البديع)، أنه تم بناء جزء من الأرض وترك الجزء الآخر كباحة خارجية، ملمحة إلى أنها في السابق كانت تسكن في بيت تتسرب منه مياه الأمطار، شاكرة جلالة الملك على هذه المكرمة، متمنية له دوام الصحة والعافية.

العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً