بدأ الخطاب النسائي في المآتم الحسينية بالتطوّر بصورة بطيئة منذ السبعينات وواجهته بعض العقبات التي كان من أبرزها عدم قبول بعض القائمين على تلك المآتم النسائية بما هو جديد في هذا المجال خوفا على مكانتهم تارة والتعوّد على هذا المنوال لفترة زمنية طويلة تارة أخرى، فكان من الصعوبة القبول بالتغيير، إلا أنه كنتيجة للبداية البطيئة فقد بدأ تطويرالخطاب النسائي بعدها في النفاذ بسلاسة وبدأ المجتمع يتقبّله بعد انعكاساته الإيجابية الكثيرة على مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والتربوية والعقائدية إلى أن بدأ يزداد القبول الاجتماعي له وتطويره مع مرور السنوات.
تحتاج المآتم النسائية إلى التطوير والدعم بدءا من البنية التحتية للمآتم حتى يكون فيها قاعات متخصصة وصولا إلى تزويدها بالتكنولوجيا الحديثة في مجال العرض وغيرها، وألا يكون كل ذلك حكرا على مآتم الرجال بل أنْ تساند المآتم الرجالية المآتم النسائية ليتطوّر المأتمان بما يواكب العصر وبما يصب في خدمة القضية، وليؤدّي المأتم دوره التبليغي في إيصال أهداف ثورة الإمام الحسين(ع) ونهضته المباركة.
وقد كان لجمعية التوعية الإسلامية وغيرها من الجمعيات الإسلامية على الساحة دور بارز في إعداد الكوادرالنسائية التي حملت مسئولية التوعية من خلال المحاضرات في المجالس والمآتم الحسينية في مختلف المواسم، وفي الوقت الحالي أصبح التأثر والتأثير بالقنوات الفضائية الإسلامية التي أخذت على عاتقها التأكيد على ضرورة تطوير المنبر الحسيني في المجال النسائي والرجالي من خلال المفكّرين والعلماء باعتبار مآتم الإمام الحسين(ع) جامعات مفتوحة تعالج وتطرح كل القضايا التي تهم الإنسان في هذا العالم.
التطوير في الخطاب النسائي العاشورائي لا يعني أنّ الطريقة السابقة المتبعة في مآتم النساء لم تحقق نتائج إيجابية، ويعتمد الأسلوب الأوّل على العاطفة وحدَها، ولا ننكرالدورالفعّال للعاطفة في استقبال الأفكار والتنوير الفكري والقلبي، العاطفة هي المفتاح الأساسي للوصول إلى القلوب الصماء حتى تكون مستعدة نفسيا لاستقبال المواعظ والتوجيهات الإسلامية الحقة في مختلف مجالات الحياة، أمّا تطويرالخطاب النسائي فقد أخذ على عاتقه مزج الجانبين العاطفي والفكري معا بما يخدم قضية الإمام الحسين(ع) ويلبي احتياجات المجتمع ويرسّخ مبادئ الإسلام التي حفظتها ملحمة كربلاء للسير على درب الإمام الشهيد والسيدة زينب(ع) وهو غاية ما تنشده الثورة الحسينية ألا وهو الإصلاح في الأمّة، وكما قال سيد الشهداء(ع)»لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولامفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي».
//البحرين/
العدد 1963 - الأحد 20 يناير 2008م الموافق 11 محرم 1429هـ