يخوض المنتخب المصري لكرة القدم اليوم (السبت) الاختبار الثاني له في رحلة الدفاع عن لقبه في بطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين بغانا عندما يلتقي نظيره السوداني في مواجهة تعرف دائما بأنها قمة وادي النيل ضمن منافسات الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة.
وتحظى مباريات الفريقين دائما باهتمام بالغ على مستوى القارة الإفريقية نظرا للروابط التي تجمع المنتخبين بل وبين البلدين منذ القدم وبالتالي فإن المواجهة بينهما دائما ما تمثل قمة خاصة.
ويضاعف من إثارة المباراة وأهميتها أن الفوز هو الحل الوحيد أمام كل منهما ولكن لدوافع وهدف مختلف.
فالفوز بالنسبة الى المنتخب المصري يعني الوصول برصيده إلى ست نقاط ووضع إحدى قدميه على الأقل في الدور الثاني للبطولة للتقدم خطوة نحو الحفاظ على لقبه الإفريقي الذي أحرزه في البطولة الماضية التي استضافتها مصر العام 2006.
أما المنتخب السوداني، فالفوز بالنسبة إليه يعني الفرصة الأخيرة للبقاء في البطولة أما أي نتيجة أخرى فستعني خروجه المبكر بغض النظر عن نتيجة مباراته الثالثة في المجموعة والتي يلتقي فيها مع المنتخب الكاميروني.
ويضاعف من صعوبة اللقاء أيضا أن المواجهات بين المنتخبات العربية دائما ما يكون لها طابع خاص إذ يسعى كل فريق إلى تأكيد تفوقه على الآخر.
والأكثر من ذلك أن المنتخب السوداني يخوض المباراة بدافع الثأر بعد أن انتهت آخر مباراتين له أمام المنتخب المصري بفوز الفراعنة 3/ صفر و6/1 في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا.
ويدرك المنتخب السوداني بقيادة مديره الفني الوطني محمد عبدالله مازدا أن الفوز على المنتخب المصري يمثل بطولة خاصة لاسيما أنه حامل اللقب في هذه البطولة.
ولا يختلف اثنان على الفارق الكبير في المستوى بين المنتخبين لصالح المنتخب المصري ولكن التنبؤ بنتيجة المباراة هذه المرة يبدو صعبا للغاية في ظل الطفرة التي حققتها كرة القدم السودانية في العامين الماضيين.
ويخوض المنتخبان المباراة بروح معنوية مختلفة ففي الوقت الذي يخوض فيه المنتخب المصر اللقاء بروح معنوية عالية بعد الفوز على الكاميرون 4/2 في المباراة الأولى له في البطولة تبدو معنويات المنتخب السوداني منخفضة بشكل كبير بعد الهزيمة الثقيلة صفر/3 التي مني بها أمام نظيره الزامبي في مباراته الأولى.
وعلى رغم ذلك تسود روح التحدي بين الفريقين لتحقيق الفوز في المباراة فالمنتخب المصري يرى أن الفوز أمر ضروري للتقدم خطوة نحو احتلال قمة المجموعة التي يحتلها المنتخب الزامبي حاليا بفارق الأهداف فقط أمام نظيره المصري.
وعلى رغم الفوز الثمين الذي حققه المنتخب المصري على نظيره الكاميروني في المباراة الأولى فقد يجري المدير الفني الوطني لمصر حسن شحاتة بعض التغييرات في صفوف الفريق عما كانت عليه في المباراة الأولى وهو ما أكده شحاتة معللا ذلك بأن لكل مباراة ظروفها وخطتها وتشكيلها المناسب.
وينتظر أن يخوض المنتخب المصري المباراة بخطة متوازنة مثلما كان عليه الحال في مواجهة الكاميرون مع السعي أيضا إلى حسم المباراة مبكرا مثلما حدث أمام الكاميرون أيضا وخصوصا بعد التصريحات التي أطلقها مازدا في اليومين الماضيين والتي أكد فيها أن المنافسة في البطولة لا تعنيه بقدر رغبته نفسها في الفوز على المنتخب المصري.
ولذلك يدرك المنتخب المصري أن نتيجة مباراة السودان وزامبيا لا تعني شيئا فكل مباراة لها ظروفها ولابد من التعامل معها طبقا لهذه الظروف.
وتمثل المباراة الفرصة الأخيرة للمنتخب السوداني الذي يشارك في البطولة الإفريقية بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة عقود من الزمان عن النهائيات.
الكاميروني سونغ متفائل بالتأهل
أكرا - أ ف ب
أبدى قائد منتخب الكاميرون لكرة القدم مدافع فنربخشة التركي ريغوبير سونغ تفاؤله، بخصوص صحوة الأسود غير المروضة بعد الخسارة المدوية أمام مصر حاملة اللقب (2/4) في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثالثة. وقال سونغ: «لا يجب أن تأخذ الخسارة أمام مصر المنحى السلبي»، مضيفا»إن المنتخب الكاميروني لا يتصرف جيدا إلا عندما يكون تحت الضغط»، وتابع «أكيد أننا لا نريد أن نعود إلى بلادنا خاليي الوفاض، وابتداء من السبت الرسالة وصلت، وهي أن الأسود غير المروضة تطمع في التأهل إلى الدور ربع النهائي، الكاميرون لم تنته بعد، فستستعيد توازنها أمام زامبيا، بل ستدخل تحديا جديدا وهو إحراز اللقب».
ويعتبر سونغ ركيزة أساسية وصمام أمان لدفاع الكاميرون، على رغم تقدمه في السن إذ يبلغ 31 عاما، ويتميز سونغ بأسلوب دفاعي خاص بعيد كل البعد عن الأسلوب الكلاسيكي للمدافعين الذين همهم الوحيد هو تشتيت الكرة، بل يلعب بأناقة كبيرة، ويتمتع بقراءة جيدة لخطط ونوايا المهاجمين.
ويملك سونغ الرقم القياسي في عدد المباريات في النهائيات القارية، إذ ستكون مباراته السبت أمام زامبيا رقم 29، كما أنه يتقاسم الرقم القياسي في عدد المشاركات في النهائيات مع حارس مرمى كوت ديفوار آلان غوامينيه والمصري حسام حسن (7 مرات).
ومنذ أن شارك سونغ في نهائيات البطولة القارية في جنوب إفريقيا العام 1996 لم يغب عن أي مباراة، وقاد بلاده إلى اللقب مرتين عامي 2000 و2002. وكان سونغ بات سابع لاعب إفريقي فقط يدخل نادي المئة مباراة دولية، عندما خاض أول مباراة لفريقه في النسخة الخامسة والعشرين في مصر ضد أنغولا، والتي انتهت بفوز الكاميرون (3/1)، والأول من خارج شمال إفريقيا، لأن الستة الآخرين جميعهم من هذه المنطقة، وأبرزهم المغربي نور الدين النيبت والشقيقان التوأم المصريان حسام وإبراهيم حسن. ويملك سونغ أيضا رقما قياسيا آخر، يتمثل بكونه كان أصغر قائد لمنتخب في نهائيات كؤوس العالم، عندما حمل الشارة في مونديال 1998 في فرنسا وكان في الحادية والعشرين فقط.
لكن سجل سونغ لا يقتصر على الأرقام القياسية الايجابية، لأنه يتضمن بعض النواحي السلبية، وأبرزها كونه أصغر لاعب يطرد في كأس العالم، وكان ذلك في مونديال 1994 في الولايات المتحدة، عندما رفع له الحكم البطاقة الحمراء في الدقيقة 63 من مباراة منتخب بلاده ضد البرازيل، وكان في السابعة عشرة و11 شهرا، ثم بات أول لاعب في تاريخ نهائيات كأس العالم يطرد مرتين، عندما لقي المصير ذاته في مونديال 1998 في فرنسا في المباراة ضد تشيلي.
وبدأ سونغ مسيرته الدولية في 22 سبتمبر/ أيلول العام 1993 ضد المكسيك عندما كان في السابعة عشرة وشهرين، ثم شارك في أول بطولة كبرى له في نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة العام 1994، إذ خرج منتخب بلاده من الدور الأول، في مجموعة ضمت البرازيل والسويد وروسيا، ثم قاد منتخب «الأسود غير المروضة» إلى نهائيات 1998، ولقي المصير ذاته في مجموعة ضمت إيطاليا وتشيلي والنمسا، وتكرر السيناريو في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، في مجموعة ضمت ألمانيا وجمهورية أيرلندا والسعودية. ويعتبر سونغ مدافعا جريئا، ويقول عنه مدربه السابق في المنتخب ونادي كولن الألماني وينفريد شايفر، بأنه قائد بكل ما للكلمة من معنى وبأنه يفرض احترامه على جميع زملائه، وقال في هذا الصدد: «عندما يتكلم سونغ في غرفة الملابس فالجميع ينصت إليه باحترام وينفذ تعليماته».
ويمتاز سونغ بتدخلاته القوية وإجادته مراقبة أخطر مهاجمي المنتخب المنافس، وهو يملك خبرة كبيرة جناها في الملاعب الأوروبية، إذ لعب في صفوف لنس الفرنسي وليفربول ووست هام الإنجليزيين وساليرنيتانا الإيطالي وغلطة سراي التركي ناديه الحالي.
متعب الورقة الرابحة في هجوم الفراعنة
يتمنى المهاجم المصري عماد متعب إحراز الأهداف لمنتخب بلاده في بطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين لكرة القدم، التي تستضيفها غانا حاليا.
يعتبر مهاجم الأهلي عماد متعب ورقة رابحة في تشكيلة المنتخب المصري، إذ يملك مؤهلات فنية عالية وسرعة خارقة، تساعده كثيرا في زعزعة أقوى خطوط الدفاع، وهز الشباك من مختلف الزوايا وفي أية لحظة، كما أنه يتميز بتمريراته الحاسمة، والتي كانت إحداها وراء الهدف الثاني الذي سجله زميله مهاجم هامبورغ الألماني محمد زيدان في مرمى الكاميرون (4/2) في الجولة الأولى. وكان متعب ساهم بشكل كبير في إحراز منتخب بلاده اللقب قبل عامين، خصوصا بثنائيته في مرمى كوت ديفوار في المباراة التي انتهت بفوز مصر (3/1) والتي كانت جواز السفر إلى الدور ربع النهائي.
وبزغ نجم متعب (22 عاما) في العام 2001، عندما ضمه مدربه الحالي حسن شحاتة إلى صفوف منتخب الشباب، الذي كان يستعد لخوض تصفيات كأس العالم للشباب، التي أقيمت نهائياتها في الإمارات العام 2003، إذ لفت متعب الأنظار بموهبته وإمكاناته الفنية الرفيعة، وخصوصا في إنهاء الهجمات، حتى بات هداف الفريق الأول، وقاده إلى الفوز ببطولة إفريقيا للشباب التي أقيمت في بوركينا فاسو، وتوج هدافا للبطولة.
وجاءت نهائيات كأس العالم للشباب لتمنحه بريقا لفت الأنظار إليه بقوة، عندما سجل هدفا في مرمى إنجلترا اعتبر الأروع في البطولة، وانهالت عليه عروض الاحتراف، لكن ناديه الأهلي تمسك به ومنحه البرتغالي مانويل جوزيه فرصة اللعب في الفريق الأول، لينطلق في فضاء النجومية، واعتبرته الجماهير امتدادا للهدافين الكبار الذين عرفهم الأهلي، أبرزهم محمود الخطيب وطاهر أبو زيد وحسام حسن.
وتمسك متعب بالفرصة وانطلق يحرز الأهداف، إذ لم تخل مباراة من دون أن يترك فيها بصمته أو فريقا من دون أن تعانق شباكه أهداف متعب، حتى أُطلق عليه لقب «متعب المدافعين ومزعج حراس المرمى».
وتوج متعب هدافا للدوري المصري موسم 2004-2005 برصيد 15 هدفا، وساهم في إحراز فريقه لقب بطل الدوري، بالإضافة إلى لقب بطل مسابقة دوري أبطال إفريقيا بتسجيله سبعة أهداف، فتحت طريقه إلى المنتخب الوطني، وخصوصا بعد تولي مدربه السابق حسن شحاتة مسئولية الفريق الأول، فمنحه الفرصة ليكون المهاجم الأول في تشكيلته، ولعبت العلاقة الحميمة التي تربطهما دورا كبيرا في زيادة بريقه وتألقه، وقاد المنتخب إلى الفوز في عدد من المباريات، وسجل أهدافا منحته المركز الثالث في ترتيب الهدافين في العالم العام 2005.
وكان تألق متعب سببا في تلقيه الكثير من العروض للاحتراف خارجيا، لكن إدارة الأهلي ترفض التفريط فيه باعتباره المهاجم الأول في النادي، لكن مستوى متعب تراجع أواخر العام الماضي بسبب خلاف نشب بينه وبين ضابط شرطة، انتقل إلى المحكمة التي لا تزال تنظر القضية، ما انعكس سلبا على نفسيته، وتطلب الأمر قيام الأهلي وجهاز المنتخب بعقد جلسات خاصة معه ليتخطى أزمته ويعود إلى مستواه.
وعانى متعب الأمرين في الآونة الأخيرة بسبب صيامه عن التهديف، سواء مع فريقه الأهلي أو المنتخب المصري، وهو يدرك جيدا مدى أهمية الأهداف بالنسبة إلى أي مهاجم، إذ قال في هذا الصدد: «المهاجم لا يتجاوز أزمته إلا بإحراز الأهداف»، مشيرا إلى أن: «دور المهاجم لا يتوقف على هز الشباك فقط، بل تمرير الكرات الحاسمة وهو ما فعلته أمام الكاميرون»، وأضاف: «أتمنى أن أجد طريقي إلى الشباك أمام السودان، لقيادة المنتخب إلى الفوز والتأهل إلى الدور ربع النهائي».
العدد 1968 - الجمعة 25 يناير 2008م الموافق 16 محرم 1429هـ