أفاد اختصاصي السمع والنطق والكلام عمر ياسين الشريف أن 70 في المئة من مسئولية تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة السمعية بعد عملية زراعة القوقعة تقع على عاتق أسرة الطفل و30 في المئة على عاتق مراكز التأهيل، وأكد أن بإمكان والدي الطفل تطبيق البرنامج البيتي في تأهيل طفلهم من خلال توظيف الأشياء البيتية مهما كانت بسيطة في تدريب الطفل وتأهيله. وقال الشريف: «نصيحتي لكل أسرة أن تعتمد على نفسها في تدريب وتأهيل طفلها».
جاء ذلك خلال ورشة العمل الأولى لأسر ذوي الإعاقة السمعية التي نظمها مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لتنمية السمع والنطق التابع للجمعية البحرينية لتنمية الطفولة صباح أمس في مقر الجمعية برعاية رئيس المركز فؤاد شهاب بمشاركة كبيرة من أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة السمعية.
وأوضح الشريف «كلما تعرض الطفل ذو الإعاقة السمعية لمحصول لُغوي بيئي أكبر فإنه يعود عليه بالفائدة؛ لأنه يخزنه في ذاكرته وهو ما تستفيد منه مُدرّسته في المركز بأن تؤطر هذه الخبرة بإطار تعليمي من خلال مختلف الأساليب التربوية».
وبسؤاله عن الجهة المعنية بتأهيل الأطفال بعد زراعة القوقعة أجاب «المعني بالتأهيل هو مركز السمع وزراعة القوقعة في مجمع السلمانية الطبي. وهناك برامج بيننا وبين مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتأهيل الأطفال ويعتبر من المراكز الأولى في الخليج لتدريب الأطفال المعوقين سمعيا على الكلام».
وواصل اختصاصي السمع والنطق والكلام «بعد الشهور الثلاثة الأولى من تدريب الطفل الذي أجريت له زراعة قوقعة يبدأ الطفل
إصدار الأصوات، وبعد ستة أشهر يبدأ الطفل نطق كلمات مفردة، وبعد تسعة أشهر إلى سنة يتمكن الطفل من نطق جمل من كلمتين، وهناك أطفال يمكن أن يكونوا أسرع أو أبطأ من غيرهم بحسب الظروف والبيئة المحيطة بهم. وهنا أود أن أركز على أهمية البيئة».
وزاد «يمكن للآباء مساعدة أبنائهم من خلال القصة قبل النوم، واستعمال الألعاب التعليمية، واستعمال الحاسوب والبرامج التعليمية للطفل، كما يتم تدريب الطفل في المركز على التمييز السمعي. أقول للأسرة: إن بإمكانهم تدريب الطفل على التمييز بين الأصوات أيضا من خلال ما هو متاح حولهم مثل جرس الباب وبوق السيارة وقرع الباب وتوظيف الأشياء في البيئة البيتية، والذهاب في نزهات معه. كل ذلك يمكن أن يساهم في مساعدته».
وفيما يتعلق بكيفية اكتشاف الوالدين الإعاقة السمعية لطفلهم، لفت الشريف إلى أن هناك أعراضا معينة يجب أن يلاحظها الوالدان قائلا: «إذا تعرّض الطفل الصغير وهو نائم لصوت عالٍ، ولم يُبدِ أي علامة تفيد استماعه الصوت. وإذا كانت الأم تحمل الطفل ولم يلحظ الطفل أو يستجب للصوت المسموع مثل جرس الباب وغيره، فلابد من التوجه إلى طبيب السمعيات لإجراء الفحوصات والتأكد من سمع الطفل وعدم تأجيل مراجعة الطبيب حتى لمجرد الشك؛ لأن الهدف من الاكتشاف المبكر هو تسهيل التعامل مع هذه الحالة».
وتطرق الشريف إلى زراعة القوقعة والفرق بين السماعة العادية وزراعة القوقعة والمعايير التي يتم على أساسها اختيار الأطفال لزراعة القوقعة، مؤكدا «زراعة القوقعة هي البداية. ويبدأ دور الأم بعد زراعة القوقعة؛ لأن التأهيل مسئولية الأم والأسرة ومن المهم أيضا وجود معهد تأهيلي متخصص، ويحتاج الأطفال قبل اكتسابهم اللغة أي في السنين الثلاث الأولى إلى ثلاث سنوات تدريب، فيما يحتاج الكبار الذين اكتسبوا اللغة إلى عام كامل لتأهيلهم».
وأضاف «هذه الورشة متخصصة ونهدف من خلالها إلى تدريب الآباء على تأهيل أبنائهم عمليا بإشراف مدرّسات المركز من خلال تقسيمهم إلى مجموعتي عمل المجموعة الأولى للأطفال المبتدئين بإشراف المدربات فضيلة الحداد وأنيسة سعيد وابتسام العلي، والمجموعة الثانية للأطفال المتقدمين بإشراف المدربات أفراح الفردان ومنى العصفور وفاطمة السيد وستقوم المدربات بتوجيههم وتصويب أي أخطاء والإجابة عن استفساراتهم».
وتناول الشريف الكثير من المحاور مثل طرق العناية والتعامل مع المعينات السمعية وأجهزة القوقعة وكيفية مساعدة الأطفال على أن يمارسوا حياتهم الطبيعية من دون مشكلات، وتوجيه الآباء إلى كيفية استعمال الأشياء البيتية في التعامل مع الطفل المعوق سمعيا وتوظيفها
العدد 1969 - السبت 26 يناير 2008م الموافق 17 محرم 1429هـ