أكد عدد من أصحاب الحملات البحرينية ومواطنون متوجهون إلى العراق في اتصالات عدة لـ»الوسط» أنهم عالقون منذ 4 أيام في دبي بسبب عدم توافر رحلات إلى بغداد أو البصرة منذ يوم الخميس الماضي وحتى الآن.

وقال مواطنون إنهم ظلوا يوما كاملا في مطار دبي على أمل أن يتم توفير رحلات جوية لهم للعراق بحسب الوعود التي حصلوا عليها من شركات الطيران المتعهدة بتسيير هذه الرحلات غير أن بقاءهم كان بلا جدوى، الأمر الذي دفع أصحاب الحملات لاستئجار مساكن فندقية لهم، بشكل يومي على أمل أن تتوافر الرحلات في اليوم الثاني إلا أن ذلك لم يحدث حتى اليوم الأحد. وأكد المواطنون أن أعدادهم تزيد على 200 شخص بينهم عدد كبير من كبار السن والنساء، مشيرين إلى أنهم ينتسبون إلى أكثر من حملة بحرينية.

من جهة مقاربة، لايزال عدد من الحملات البحرينية غير قادرة على الانطلاق للعراق عبر الكويت بسبب عدم وجود رحلات جوية إلى الكويت بسبب فترة الأعياد التي يكون من الصعب فيها توفير حجوزات لأعداد تقدر بالمئات يوميا، وهو ما دفع بعضا من هذه الحملات إلى تحمل عناء السفر بالبر عن طريق الباصات على رغم أن الرحلات كان مقررا لها أن تتم عن طريق الجو وخاصة أن الزوار دفعوا قيمة تذاكر الطيران، فيما لايزال عدد آخر من الحملات باقيا في البحرين بسبب رفض بعض المواطنين التوجه عن طريق البر بدلا عن الجو.

وطالب المواطنون وأصحاب الحملات القيادة السياسية بالمملكة ممثلة في جلالة الملك وولي العهد ورئيس الوزراء بالتدخل للسماح لشركات الطيران بتسيير رحلات مباشرة إلى العراق، مستشهدين بمعاناتهم التي يعيشونها حاليا، مؤكدين أنه لا أحد يرضى أن يعيش المواطن البحريني هذه الأوضاع المزرية كلما أراد زيارة العتبات المقدسة في العراق.

واستغرب هؤلاء مما يشاع من أن الطيران المدني البحريني منع شركات الطيران من تسيير رحلات مباشرة بين البحرين والعراق بسبب الخوف الأمني من الإرهاب وتسرب عناصر ملاحقة أمنيا لدخول المملكة، موضحين أن المواطن العراقي لا يتمكن من دخول البحرين إلا بعد استيفاء كل الإجراءات الرسمية المتبعة على جميع الجنسيات غير الخليجية وبالتالي فمن السهل متابعة ومنع أي زائر غير مرغوب فيه من الدخول إلى البحرين، وأضاف المواطنون: من غير المعقول أن نبيت في المطارات عدة ليال لكي نحصل على رحلة جوية للعراق في الوقت الذي بالإمكان أن تنتهي هذه المعاناة فيما لو استجابت السلطات المحلية في المملكة لمكاتب السفريات الراغبة في تسيير رحلات مباشرة بين البلدين.

يذكر أن هناك ما لا يقل عن 8 آلاف من المواطنين سيتجهون إلى العراق خلال إجازة عيد الأضحى والوقوف بعرفة، فيما تصل أعداد المغادرين إلى العراق انطلاقا من البحرين إلى 12 ألف شخص بينهم ما لا يقل 3500 مواطن سعودي.

وعلى مدى الأسبوع الفائت غادر مئات من المواطنين يوميا إلى العراق من خلال رحلات جوية غير مباشرة عبر خطي (بحرين - كويت - بصرة) و (بحرين - دبي - بصرة)، وفيما كان من المؤمل أن يغادر العدد الأكبر منهم خلال اليومين الماضيين، إلا أن عددا من الرحلات تعثرت بسبب عدم توفر الحجوزات إلى الكويت أو دبي، وهو ما من شأنه أن يعيق سفر حوالي 4 آلاف مواطن مازالوا لم يسافروا لحد الآن.

وكان بعض أصحاب مكاتب السفر قد أكدوا لـ»الوسط» في تصريحات سابقة أن عدم ترخيص السلطات البحرينية لمكاتبهم بتسيير رحلات جوية مباشرة من شأنه أن يجدد المعاناة الموسمية لآلاف البحرينيين الذين يتجهون في عدة مناسبات دينية للعراق، منوهين أنه ليس بإمكان أحد منع البحرينيين من السفر إلى كربلاء أو النجف مهما كانت الأسباب والدوافع وعليه فإن من الواجب بدلا عن منع الطيران المدني الرحلات المباشرة للعراق أن يسعى بكل جهده لتنظيمها إذا كان حريصا على راحة المواطنين البحرينيين. مؤكدين أن بإمكانهم تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين بواقع 3 إلى 4 رحلات يومية إذا ما تم السماح لشركات الطيران بتسيير رحلاتها المباشرة للعراق. كما وجه هؤلاء نداءهم إلى القيادة السياسية ممثلة في جلالة الملك لإنهاء معاناة البحرينيين الذين يبيتون أياما في مطارات الكويت ودبي أو البصرة قبل أن يصلوا للعراق أو يعودوا إلى البحرين، مؤكدين أن هذا المطلب ليس مطلبا تجاريا ولا غاية للربح فيه بل إنه ينطلق من باب الحرص على أن يظل المواطن البحريني عزيزا ولا يتعرض لكل تلك المعاناة التي يلقاها عند سفره للعراق، مستدركين بالقول: لو تم السماح بالرحلات المباشرة بين العراق والبحرين فإن مطلبا عزيزا على قلوب البحرينيين سيتحقق وهذا ما نتمنى حدوثه على يد جلالة الملك.

وكانت مصادر مطلعة أوضحت أن سبب رفض الطيران المدني تسيير رحلات مباشرة للعراق يأتي لأسباب أمنية تتعلق بالإرهاب والخوف من قدوم شخصيات ملاحقة أمنيا للمملكة. ويذكر أن الطيران المدني البحريني رفض السماح لـ 4 شركات طيران من الأردن وتركيا وجنوب إفريقيا بتسيير رحلات مباشرة من البحرين إلى العراق عبر مطار النجف كان قد اتفق معها أحد مكاتب السفر البحرينية لتسيير رحلاتها على هذا الخط بواقع رحلتين يوميا، على رغم أن هذه الشركات تمتلك ما يعرف برخصة (NO.1AOC) التي تخولها دوليا القيام بمثل هذه الرحلات، كما أن مطار البحرين الدولي يعتبر من مطارات الـ (Open sky) التي تسمح لجميع شركات الطيران في العالم باستخدام خدماتها ومنشآتها للسفر إلى أية جهة تقوم هذه الشركات بتسيير رحلاتها لها