فوز منتخب مصر ببطولة كأس إفريقيا لكرة القدم فخر لكل العرب والمصريين على حد سواء... وإنجاز يؤكد أن الإنسان العربي يدفعه ولاؤه وإخلاصه لتحقيق أفضل النتائج بغض النظر عما تملكه الفرق الأخرى من إمكانات وتجربة احترافية وخبرة عالمية. وأبناء النيل العظيم حينما فازوا على منتخب الكاميرون وساحل العاج وغيرهما، لم يأتِ - هذا الفوز - من فراغ بل إن هذا النصر ينصب في صالح الإنسان العربي، وعلى رغم أن هذه المعلومة سبق أن ذكرتها في أكثر من حديث حينما تصديت لموضوع ولاء وإخلاص اللاعب البحريني إلا أن هذه الكلمات سمعتها بالأمس على لسان رئيس تحرير «الأهرام الرياضي» وهو يتحدث إلى قناة «النيل» عن إنجاز مصر، وكأن خواطرنا وأفكارنا ومشاعرنا واحدة في وطننا العربي الكبير إذ تلاقي شعوبه المحرومة كل ذل وهوان من أجل الارتقاء بمستوى منتخباتها أو الفوز بأي لقب عالمي، ولنا في البحرين أمثلة كثيرة مللنا ذكرها ولكنها هي الحقيقة التي لا يمكن السكوت عنها مهما طال الزمن أو تهاونت بعض الإرادات الضعيفة حتى أضحى هذا الوطن أرضا للتجنيس، فهل يعقل أن يصل عدد المجنسين فيه إلى أكثر من 80 ألف نسمة، في حين ان تعداد البحرينيين لا يتعدى نصف المليون؟!
وفوز منتخب العربي المصري بلقب القارة السوداء التي أصبحت منبع نجوم كرة القدم العالمية يجعلنا نطرح سؤالنا الآتي: ما هو موجود من مواهب في مصر موجود في البحرين مع فارق أن المصري يحصل على فرصته الكاملة على رغم ضعف الإمكانات ولا يوجد من ينغّص عليه طموحاته وتطلعاته ويدس بلاعبين مجنسين ولا يخلق قوانين ملتوية لأجل تغيير النكهة البحرينية، وأذهب إلى أكثر من ذلك حينما أقول أن الفوز المصري جاء على يد المعلم الحاج حسن شحاتة المدرب القدير، وأتساءل عن سبب غياب المدرب البحريني الذي يملك الأفكار المتطورة والخبرة والإرادة، وأتساءل عن سبب «تطنيش» المدرب الوطني وعدم إتاحة الفرصة الكاملة له لتدريب المنتخب الأول والأولمبي، وخير مثال على صحة ذلك أن المنتخب الأولمبي الذي فاز بالمركز الثاني في البطولة الأخيرة لم يتدرب تدريبا واحدا على يد المدرب إيفان... ولكن تبقى دوما عقدة الخواجة!
أخيرا أقول، كل من هو مسئول أو يحمي حمى الوطن ورياضته على أن حب الوطن لا يعني تحقيق إنجاز باسم البحرين يحققه لاعب مجنس، وحب الوطن لا يعني أبدا تفضيل اللاعب المجنس على اللاعب المواطن، وحب الوطن لا يعني إطلاقا خلق قوانين تجيز للاعب المجنس إحلاله مكان ابن الوطن، كما أن حب الوطن ليس شعارا يُعلّق على الصدور!
عباس العالي
العدد 1985 - الإثنين 11 فبراير 2008م الموافق 03 صفر 1429هـ
