هنالك هاجس يراودني في كل مرة لبرهة من الزمن... أجلس أبحث عنه في كل مكان لا أرى شيئا... في كل مرة عيناي تحدق للجدران... للأرض... للسماء... أهو طيف لاح واختفى في حينها أم هو ماذا؟ هذا الشعور الذي يطالني عندما أخفق في تجربة من تجارب الحياة الصعبة واُصاب بالإحباط بسبب الفشل، لكنه يحثني في كل مرة بعدم الانحناء والصمود أمام العراقيل التي تواجه النجاح... هو... لا يتكلم فقد تتعجب من ذلك... وأيضا لا يتعامل بلغة الإشارة ربما تتساءل كيف أعرف لغته وكيف أفهمها؟!
الجواب سهل للغاية، فالريح تسوق إلى مسمعي هذا النداء... وعندما أكون وحيدة وقد غابت الابتسامة عن شفتي فترة طويلة... أجده ايضا يسليني... يشجعني... ويبعث في نفسي الاطمئنان، والسعادة الداخلية ربما لا تظهر على الشكل الخارجي لوجهي وإنما اعرف فقط أنها تمركزت في داخلي، عند ذلك أحس فقط بأن لي أحدا يستنبض مشاعري وأحاسيسي... وأجده أيضا يبث في نفسي التحدي والإصرار والعزيمة عندما أفقد جزءا منها في مكان ما.
الآن أريد أن أعرف من أنت؟ وما الذي تريده؟ هل أنت حقيقة أم خيال... واقع أم سراب... من انت؟... أأنت إنسان أم ملاك؟ ولماذا أنا بالذات؟... هل هناك أحد يشعر بما أشعر أنا... أم أنا تائهة في مكان ما؟
حسنا... قبلت بأن أصبح إنسانة تائهة في صحراء كبيرة قد تتعرض للافتراس من الحيوانات الجياع... أو في بحر واسع الأفق قد أغرق فيه عندما تصاب الأمواج بلعنة الطبيعة... أو في سماء قد يعترض طريقي نسر جارح ويلتهمني... لكني في نهاية الرحلة أريد أن أعرف من أنت؟
قبلت بهذا التحدي الصعب لأني تعبت وأنا ابحث عنك في كل مكان... لماذا لا تقول لي من أنت وتريحني من رحلة التحدي المتعبة؟!... لحظة، يا إلهي، ربما سكوتك قد أجابني... لقد نسيت... هل أنت ذاتي التي أبحث عنها؟! إني الآن على يقين بأنك ستخبرني عندما يحين الوقت المناسب!
جوهرة
العدد 1989 - الجمعة 15 فبراير 2008م الموافق 07 صفر 1429هـ