تستكمل اليوم مباريات الدور قبل النهائي بلقاء ملتهب ومنتظر يجمع الجارين متصدر الدوري المحرق مع سفينة الأزرق البسيتين في موقعة يسعى من خلالها كل فريق أن لتطأ قدمه على أعتاب المنصة الملكية يوم (الأحد) المقبل. الفريقان المحرقيان يعدان من أفضل الفرق هذا الموسم وبالتالي ستكون هناك منافسة شديدة وندية قوية محفوفة بالحماسة وبعض الحذر لكي لا يقع أي لاعب منهما في المحظور.

المحرق ذلك الفريق المرعب الذي لايهاب من يقابله ويواجهه ويردد عليه بلا رحمة وبقسوة بإحراز الأهداف ولكن قد تغير المعادلة هذا المساء لان الفريق الذي سيواجهه فريقا صعبا وله حضور قوي هذا الموسم عبر التكتيك والعناصر الفنية بوجود تشكيلة متناسقة ومتفاهمة فيما بينها أضف إلى ذلك وجود هجوم أيضا يَعرف من أينَ تؤكل الكتف وتحرز الأهداف!

ولكن أيضا الأحمر مهما يكن المنافس له تراه دائما يدخل مبارياته بكبرياء الفوز بعيدا من كلّ الحسابات التي تثيرها الأوساط الرياضية هنا أو هناك ويبقى يلتفت إلى نفسه أولا من دون النظر إلى خلفه أو إلى ما يقوله الناس عنه أو إلى حسابات الفرق الأخرى، فهذا في قاموسه ملغي وغير موجود. فلذلك تراه دائما في الطليعة والصدارة، وهذا الأمر سر تفوقه وحصده للنقاط.

الإعداد النفسي متميّز من قبل الجهاز الإداري وينعكس ذلك على اللاعب داخل الملعب؛ لأنه يمتلك عناصر بشرية تحكم قبضتها في الشأن الإداري وتعمل بعيدة عن الأضواء أمثال محمد الشملان الذي لا تراه في الصحافة ولا الإعلام المرئي ولا المقروء لأنه يريد أن يعمل من دون ضغوطات خارجية وفعلا استطاع إلى حد كبير أنْ يصل إلى غايته وكما هو الحال مع زملائه الآخرين في توزيع أدوارهم.

هذه التحركات الإدارية أعطت الفريق هوية فنية متميزة استطاع بها الأحمران يتفون على كل اقرانه.

لقاءه السابق أمام الأهلي قد حكتها ظروف التاريخ الذي يجمعهما في القمة التقليدية وبالتالي لم يظهر بالصورة المطلوبة الا بعد الدقيقة 20 من الشوط الثاني بعدما تعطلت مواقع الخطورة ومفاتيح الفريق في تلك المباراة.

تعتقد أن الأحمر سيلعب بنفس التشكيلة مع بعض التغيرات الطارئة بسبب غياب فوزي عايش والذي قد بشرك مكانه محمد عبدالله وفتاي قد يشرك مكانه أما أنور يوسف أو جمال أبرار وهؤلاء أيضا لديهم القدرات الفنية التي تسد فراغ من سيغيب عن الفريق.

ما يحتاج إليه الفريق بان يوجد لنفسه البدائل عندما يصطدم بالحصار المتين للفريق المنافس وتراه يُعاني كثيرا من هذا الوضع ويضيع الوقت وتغيب عنه اللمحات الفنية ويلعب معظم وقته بجهود فرديه كما حدث له في الشوط الأول أمام الأهلي. الفريق مكشوف وليس لديه ما يخفيه من مفاتيح الخطورة وهي معروفة ومعلومة بدءا من محمود عبدالرحمن ومحمد سالمين إلى ريكو والدخيل والجانب الأيمن في الدفاع ويساعد الفريق على الصمود بارتفاع الجانب البدني خلال مجريات المباراة وتوزيع المهام على كل الفريق. فهل يستطيع أبناء الأحمر أنْ يعودوا إلى أمام لهم باستعادة اللقب بعد فقده الموسمين؟

أمّا البسيتين ذلك الفريق الذي يمتلك الكثير من وجوه الخبرة وحيوية الشباب وهو متكامل فنيا وبدنيا وذهنيا ويحتاج إلى روح جديدة تحمل رياح البطولة في نفوس اللاعبين. خصوصا في مواجهة اليوم. فلو استطاع المسئولون والجهاز الإداري من إعداد الفريق نفسيا على هذا الطريق وبث روح الفوز المعنوي والتطلع إلى الكأس الملكية لاستطاع الفريق تحظي الحواجز النفسية في لقاء اليوم ومعانقة نهائي كأس الملك وليس في ذلك غرابة وليس في ذلك مفاجأة؛ لأن الأزرق أيضا لديه القدرة في تحطي الصعاب وان كان المواجه لهم هو المحرق، فهو هذا اللقاء يحتاج إلى روح البطل وعندها ستكون النتيجة لصالحهم.

نحن نقول هذا الكلام وندرك جيدا ما لدى الأزرق ومن سيقابل ولا نلغي صعوبة المواجهة بل سيعاني كثيرا وهو يواجه الأحمر وفي مسعاه الفوز ولا غيره وبالتالي يحتاج إلى الباقة بدنية عالية وأمور فنية وتكتيكية تفوق ما لديه في المباريات الماضية.

فليدرك مدرب البسيتين عبدالعزيز أمين أن المحرق من الفرق أو قل الفريق الوحيد أن لم سجل عليه في الفرص التي تحصل عليها فهو يواجهك بقدرته الفائقة بإحرازه الأهداف في مرماك. أضف إلى ذلك يحتاج الأزرق إلى السيطرة المطلقة على منطقة الوسط لوضع موانعه على مفاتيح اللعب وعدم اعطاء كل منهم أي فرصة لحرية الانطلاقة واستثمار الفرص أمام المرمى. قد يتأثر اليوم كثيرا في غياب ديناموا الوسط وضابط الإيقاع وجيه الصغير الذي يقوم بدور الموزع والمخطط لهجمات الفريق ولكن لديه أيضا من يسدون هذا الفراغ وان كان ليس بالدور الذي سيقوم به الصغير ولكن ستكون المهمة قريبه جدا بوجود هادي علي وغازي الكواري فيما ستعطى لربيع العفوي بالمساندة الهجومية خلف المهاجمين مع التهديف. إلى ذلك سيقوم ياسر عامر من الجهة اليسرى بمساندة الهجوم بوجود روبرت أو عجاج أو احد اللاعبين الآخرين أمثال دعيج ناصر أو أحمد الخياط أو عبدالوهاب علي وبالتالي لدى المدرب أكثر من ورقة رابحة قد تفيده في الشوط الثاني على أقل تقدير.

لدى الفريق مفتاحين في الطرفين يتقدم نواف المالكي ومحمد صالح سند وسيلعب بثلاثة في عمق الدفاع محمد جمعة بشير وباسل سلطان ومحمد عاشور لسد مناضد الدفاع في وجه ريكون مع الدخيل... عموما هل يستطيع أبناء البسيتين من رفع الراية الزرقاء على سفينتهم المنطلقة لاعتلاء المنصة الملكية للمرة الثانية لتجديد الطموح بالعودة بالكأس الملكية إلى مقرها بالبسيتين؟

رنغو: أحلم بالنهائي وأسعى لاستعادة مستواي

أكّد نجم فريق المحرق الكروي محمود عبدالرحمن «رنغو» استعداد وجاهزية فريقه لمباراته المهمة أمام البسيتين اليوم والتي ستكون مصيرية وحاسمة.

وقال رنغو إنّ المباراة لن تكون سهلة؛ لأن البسيتين فريق جيد وكان ندا عنيدا للمحرق في مباراة الدوري لكن المحرق أصبح أكثر جاهزية وتكاملا في صفوفه وهناك إصرار وعزيمة قوية لدى اللاعبين من أجل الفوز. وعبر رنغو عن أمله في التأهل إلى النهائي والتشرف بالسلام على جلالة الملك للمرة الأولى.

وعن تراجع مستواه في المباراتين الأخيرتين قال رنغو: إنّ ذلك قد يرجع إلى الضغط لكنه يعاهد الجماهير المحرقاوية على استعادة مستواه اليوم.

جون أساسيا وعودة المشخص بعد غيبة عامين

تأكدت مشاركة هداف المحرق الدولي جون مع الأحمر في التشكيلة الأساسية اليوم بعد اكتمال جاهزيته وشفائه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب طيلة ثلاثة أسابيع إذ لوحظ إشراكه ضمن التشكيلة الأساسية للهجوم المحرقاوية في التدريب الأساسي للفريق.

كما ينتظر أنْ يكون المدافع إبراهيم المشخص ضمن قائمة الـ18 لاعبا التي سيقدمها المحرق في لقاء اليوم وذلك للمرة الأولى بعد غيبة موسمين احترافيين في الكويت وقطر.

خالد بن أحمد: واثق من فوز المحرق

يعتبر عضو شرف نادي المحرق الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة من الشخصيات التي تحرص على متابعة تدريبات ومباريات فريق المحرق الكروي.

وفي تصريح للشيخ خالد لـ«الوسط الرياضي» بعد حضوره تدريب أمس أعرب فيه عن ثقته وتفاؤله بقدرة المحرق على تجاوز عقبة البسيتين بل وتحقيق كأس الملك لهذا الموسم.

وقال الشيخ خالد: إنّ المحرق فريق متكامل هذا الموسم ونتطلع إلى أنْ تكون الكأس الغالية أوّل حصاد الفريق في الموسم الجاري وإعادة الكأس إلى الخزينة المحرقاوية بعدما ضاعت الموسم الماضي بفعل فاعل من قرارات الحكم الدولي خليفة الدوسري في لقاء المحرق والنجمة في نصف النهائي.

وأضاف «ستكون الصورة مختلفة في لقاء اليوم عما كانت عليه مباراة الفريقين في الدوري إذ لعب البسيتين بأسلوب مباغت مختلف عن أسلوب اللعب المتوقع من جميع الفرق أمام المحرق وبالتالي فإنّ المحرق أصبح اليوم مستعدا للتعامل مع الأساليب المختلفة التي يواجه بها الفرق المحلية».

وتمنى الشيخ خالد بن أحمد أنْ تجمع المباراة النهائية فريقي المحرق والرفاع نظرا للطبيعة التنافسية وبين الفريقين وقدرتهما على تقديم مستوى جيّد في النهائي يليق بالمناسبة التي ستنقل تلفزيونيا من عدّة قنوات رياضية.

سيد محمد : البسيتين أكثر الفرق قدرة على الوصول إلى المرمى

وصف حارس المحرق والمنتخب الوطني سيدمحمد جعفر مباراة فريقه والبسيتين اليوم بالصعبة وطريق الفوز لن يكون سهلا خصوصا أن فوز المحرق على البسيتين في الدوري كان صعبا بعدما واجه الفريق موقفا حرجا خلال اللقاء.

وقال سيدجعفر «بالنسبة لي كحارس مرمى اعمل حسابا لأيّ هجوم أقابله واعتقد أنّ ما يميز البسيتين عن بقية فرق

الدوري التي واجهها المحرق أنه الأقدر على الوصول إلى مرمى الخصم نظرا لما يضمه من لاعبين جيّدين في خطي الوسط والهجوم، وبالتالي فإنه من الصعب التوقع بنتيجة المباراة».

وعن مستواه وتألقه في أول مباراتين خاضهما أساسيا مع المحرق قال سيد جعفر «الحمدلله أن مستواي الجيّد في مباراتي البحرين والأهلي يرجع إلى التوفيق والثقة التي منحني إياها الجهاز الفني وزملائي اللاعبين وكذلك حرص الجهاز الفني عن الإعداد الجيد سواء لجميع اللاعبين أو الحراس ما يجعل كل لاعب جاهزا للمشاركة والتألق في أيّ مباراة».

وتمنى حامي العرين المحرقاوي الجديد أنْ يوفق في مشاركة المحرق فرحة الفوز بأوّل بطولة بإحراز كأس الملك بعد انتقاله من المالكية إلى المحرق هذا الموسم.

راشد الدوسري: أتوقع مباراة حذرة وتعاهدنا على الكأس

أكّد دينامو فريق المحرق الولي براشد الدوسري صعوبة لقاء اليوم أمام البسيتين لكون الفريقين من أبرز فرق الموسم الجاري ويتوقع أنْ يتأثر مستوى المباراة بأهميتها وحساسيتها في نصف النهائي.

وقال الدوسري «أتوقع أنْ تكون المباراة حذرة مثلما حدث في الشوط الأوّل لمباراة المحرق والأهلي ولكن إذا جاء هدف خلال الشوط ستختلف صورة اللعب وأنا أتوقع حسم المباراة في الوقت الأصلي».

وأضاف «اعتقد أنّ فريق المحرق جاهز للقاء اليوم ولن يتأثر بغياب الثنائي فتاي وفوزي عايش لأن الفريق يمتلك كتيبة بدلاء جاهزين قادرين على سد غياب أي لاعب فيما يعتبر البسيتين متكامل الصفوف ويضم مهاجم هداف جيد هو النيجيري روبرت ويقوده مدرب وطني كفء وأعتز به وسبق له تدريبي لذا فإنّ المباراة ستكون قوية وصعبة للفريقين».

وأكد الدوسري أن جميع لاعبي المحرق تعاهدوا منذ بداية الموسم على المنافسة وحصد البطولات المحلية خصوصا كأس الملك الذي غاب عن المحرق لموسمين وفي الموسم الماضي تأثر الفريق بالإرهاق وضغط المباريات المحلية والخارجية لكن الصورة مختلفة هذا الموسم ونتطلع بقوة الإحراز اللقب.

علي عامر: مباراة مفتوحة ومفاجأة البسيتين لن تتكرر!

أبدى قائد فريق المحرق علي عامر تفاؤله بقدرة فريقه على تخطي محطة البسيتين اليوم والتأهل إلى المباراة النهائية.

وقال عامر: «فريقنا جاهز فنيا ومعنويا ولا اعتقد أن الضغط سيكون كبيرا على المحرق بل على الفريقين ففريقنا وضعه أفضل نظرا لصدارته للدوري بفارق تسع نقاط على عكس البسيتين الذي تعتبر كأس الملك آخر طموحاته البطولية هذا الموسم».

وتوقع عامر أنْ تكون مباراة اليوم مفتوحة بين الفريقين على ضوء المستويات وإمكاناتهما الفنية وستنتهي في الوقت الأصلي، وأنّ لقاء الفريقين في الدوري لن يكون مقياسا؛ لأنّ البسيتين واجه المحرق بأسلوب مفاجئ بالمجاراة والهجوم وليس الدفاع وإغلاق اللعب مثلما تفعل اغلب الفرق أمام المحرق لكن المدرب سلمان شريدة وضع في حساباته ذلك الأمر هذه المرة وأعد الفريق بالصورة المناسبة للقاء اليوم.

واستبعد عامر أيّ تأثير لغياب الثنائي فتاي وعايش على فريق المحرق في ظل وجود البدائل الجاهزة علما أنّ البسيتين سيفتقد جهود محترفه المتألق وجيه الصغير.

آخر لقاء بين الفريقين

آخر لقاء جمع الفريقين مع بعضهما بعضا في مسابقة كأس الملك «أغلى الكؤوس» كان في موسم 2002/2003 وتحديدا يوم الجمعة 28 مارس/ آذار 2003 ضمن مباريات الدور الربع النهائي من المسابقة، وفيه حقق المحرق فوزا كاسحا وكبيرا على خصمه البسيتين وبخمسة أهداف مقابل هدف واحد يتيم.

أمّا آخر لقاءات الفريقين فكان في الدور الأوّل من مسابقة كأس خليفة بن سلمان يوم الأحد 9 ديسمبر/ كانون الأوّل 2007 وأيضا فيه حقق المحرق الفوز بهدف واحد جاء عن طريق عبدالله فتاي.