كشفت التقارير الأخيرة ارتفاع معدلات الاكتتابات العامة الأولية (IPOs) لتبلغ 12,8 مليار دولار خلال العام الماضي فقط، عززها بشكل رئيسي الأداء القوي خلال الربعين الأخيرين، إذ تم فيهما تحقيق مبلغ إجمالي قدره 8 مليارات دولار. وعلى رغم ذلك، أشارت «إمباكتا» إلى إخفاق العديد من الشركات في الاستفادة الكاملة من مزايا طرح أسهمها للاكتتاب العام بسبب مسائل تتعلق بالافتقار للشفافية.
وقال رئيس مجلس إدارة شركة إمباكتا رشاد قنبر: «شهدت المنطقة عددا من عمليات الاكتتاب العام الأولي خلال السنوات الثلاث الماضية بقيمة مليارات الدولارات. ولعبت الحكومة دورا مهما في هذا الاتجاه الناشئ من خلال تشجيع الشركات على طرح أسهمها للاكتتاب العام. وأعتقد بأنه خلال العام الجاري سيشهد سوق رأس المال في دول مجلس التعاون الخليجي طفرة كبيرة، إذ نتوقع تغيرات أساسية في هذا القطاع».
وأضاف قمبر «قمنا بإعداد أنفسنا بشكل كاف لهذه المسألة وذلك عن طريق تعزيز محفظة خدماتنا الاستشارية والتجارية وزيادة حضورنا في المناطق التي تشهد معدلات نمو مرتفعة وذلك لمساعدة أكبر عدد من الشركات في المنطقة التي تفتقر إلى تطوير رؤية واضحة وأهداف استراتيجية في مجال الاكتتاب العام. وتدير هذه الشركات أعمالها اليوم بالطريقة نفسها التي كانت تعمل بها منذ عشرين عاما ولا يعد ذلك الأسلوب الصحيح الواجب اتباعه إذا ما أرادت هذه الشركات طرح أسهمها للاكتتاب العام».
وقال المدير التنفيذي للشركة أيمن سعيد: «يجب على الشركات أن تتخذ موقفا سليما منذ اليوم الأول لضمان نجاحها. ومن دون الإعداد الكافي، فإن هذه الشركات ستفشل فشلا ذريعا عند طرح أسهمها للاكتتاب العام وربما يستغرق الأمر عدة سنوات لمراجعة وتعزيز بياناتها المالية».
وأضاف «من المهم للشركات الحصول على خدمات فريق استشاري موثوق وعلى درجة عالية من الخبرة والمعرفة، إذ يمكنه تسهيل العملية بأكملها وتعزيز إمكانية الشركة في مجال الاكتتاب العام. وتبين لنا من خلال تجربتنا أن الزبائن الذين كانت لهم وجهة نظر صحيحة في مجال الاكتتابات العامة الأولية واجتهدوا في اتخاذ الاحتياطات اللازمة والخطوات التحضيرية نجحوا بشكل كبير على رغم التحديات الضخمة التي واجهتهم».
ومن دون فريق مؤهل على درجة عالية في مجال الاستشارات الإدارية فإن تنفيذ الاكتتاب العام يمكن أن يكون عملية طويلة ومرهقة لمعظم الشركات، ما يتسبب باضطراب كبير في عملياتها الأساسية وخصوصا أن عملية الاكتتاب العام بمجملها تكون عادة معقدة جدا وتستلزم إشراك عدة أطراف قانونية ومستشارين ومصرفيين وشركات علاقات عامة وتسويق وغيرها من العوامل التي تحتاج إلى العديد من الموارد.
وتشتمل التحديات التي تواجهها الشركات عند طرح أسهمها للاكتتاب العام على اختيار الشركاء المناسبين وإعادة الهيكلة الداخلية لتحسين الأداء في إطار التحضير للاكتتاب العام، وتقييم حالة السوق واختيار الوقت الملائم لطرح الأسهم للاكتتاب العام، والافتقار إلى وجود إدارة وسيطة وعدم توفر الوثائق بالإضافة إلى القدرات الذاتية وضيق الوقت والأطر الزمنية
العدد 1994 - الأربعاء 20 فبراير 2008م الموافق 12 صفر 1429هـ