نالت مملكة البحرين شرف تنظيم بطولة العالم للشباب لكرة الطاولة في نسختها المقررة العام 2011 وذلك في ضوء الإجماع الدولي الكبير على الملف البحريني الخاص بطلب الاستضافة خلال اجتماع الاتحاد الدولي الذي عقد يوم أمس في مدينة غوانجو الصينية على هامش بطولة العالم للكبار المقامة فعالياتها حاليا.

وأبدى مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة ارتياحه لما تضمنه ملف البحرين من نقاط قوة مؤثرة على مختلف الصعد ما دفع الاتحاد لإسناد شرف تنظيم البطولة إلى المملكة ما يمثل تأكيدا على المكانة المتميزة التي تحتلها مملكة البحرين على خريطة الرياضة العالمية ومدى الثقة العالمية بقدرة المملكة على استضافة البطولات الرياضية الكبرى، في الوقت الذي تشكل فيه هذه الخطوة إنصافا لجهود الاتحاد البحريني لكرة الطاولة في رعاية اللعبة والسعي المتواصل إلى استضافة البطولات العالمية وبنائه شبكة كبيرة من العلاقات المتينة مع الاتحادات الأهلية في مختلف أنحاء العالم.

وتعد بطولة العالم للشباب ثاني أهم البطولات على أجندة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة بعد بطولة الكبار ومن المنتظر أن تشهد البطولة مشاركة أكثر من 300 رياضيا يمثلون 40 منتخبا مناصفة في فئتي الشباب والشابات.

وأكد رئيس المؤسسة أن ثقة أسرة الطاولة العالمية بمملكة البحرين تعد تتويجا للمكانة المتميزة التي بلغتها المملكة على صعيد تنظيم البطولات الرياضية العالمية، كما أنها تدلل على الجهود الكبيرة التي بذلها الاتحاد البحريني لكرة الطاولة في السنوات القليلة الماضية والتي أسهمت في تعزيز موقع البحرين على ساحة الطاولة العالمية.

وأكد الشيخ فواز بن محمد أهمية العمل الجماعي بين جميع الجهات الرسمية والأهلية في المملكة من أجل التحضير والإعداد المناسب لاستضافة هذه البطولة، مشددا على أن المؤسسة العامة للشباب والرياضة لن تدخر جهدا في سبيل تقديم جميع إشكال الدعم لاحتضان هذا الحدث الرياضي وإبرازه على نحو يليق باسم مملكة البحرين.

وكان الشيخ فواز بن محمد أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس اتحاد كرة الطاولة الشيخ أحمد بن حمد آل خليفة الموجود حاليا في الصين قدم من خلاله التهنئة والتبريك على نيل البحرين ثقة الاتحاد الدولي باستضافة بطولة العالم للشباب، مشيدا بالجهود المتميزة التي بذلتها أسرة الاتحاد في سبيل إعداد ملف متكامل يتمتع بالمهنية والاحترافية العالية نجح في كسب الإجماع الدولي عليه.

من جانبه، هنأ الشيخ أحمد بن حمد القيادة والأسرة الرياضية البحرينية بمناسبة فوز المملكة بشرف تنظيم بطولة العالم للشباب لكرة الطاولة، مؤكدا أن هذا الفوز ما هو إلا ثمرة من ثمار الدعم الكبير الذي توفره القيادة للقطاع الرياضي في المملكة.

وقال الشيخ احمد بن حمد: «إن الثقة العالمية الكبيرة بمملكة البحرين تمنحنا الدافع الأكبر من أجل العمل الدؤوب في سبيل إنجاح الحدث العالمي المقبل وتأكيد أحقية المملكة في نيل شرف التنظيم وإثبات قدرة المملكة على استضافة البطولات الرياضية العالمية في مختلف الألعاب الرياضية، ونحن نعتقد أن فوزنا بشرف تنظيم البطولة ينسجم مع الفلسفة التي يتبناها الشيخ فواز بن محمد في اجتذاب إقامة البطولات العالمية وتنظيمها على أرض المملكة لما تمثله من ترسيخ لموقع البحرين على الساحة العالمية».

وشرح الشيخ أحمد بن حمد أبرز ملامح الملف الذي تقدم به اتحادنا إلى الاتحاد الدولي من أجل نيل شرف تنظيم البطولة قائلا: «حرصنا على أن يكون الملف متكاملا وشاملا لجميع متطلبات الاتحاد الدولي، ولعل أحد أبرز نقاط الملف تمثلت في الموقع الاستراتيجي للمملكة على خريطة العالم ما يجعل سهولة الوصول إليها متاحة لجميع الدول من مختلف القارات في ظل وجود خطوط طيران متعددة، إلى جانب سهولة الدخول إلى المملكة عبر نظام التأشيرات الذي يمنح تأشيرات مجانية سريعة للرياضيين المشاركين في البطولات المقامة في البحرين، كما ركزنا في الملف على الصالة الحديثة في مدينة عيسى الرياضية التي سيتم المباشرة بإقامتها في الفترة المقبلة، إذ أبدى الاتحاد الدولي إعجابه بالتصاميم الفنية للصالة وشمولها مختلف متطلبات التنظيم، كما تضمن الملف شرحا مفصلا عن الجوانب المتعلقة بالإقامة والمواصلات أثناء إقامة البطولة والتي لقيت استحسان الاتحاد الدولي».

وأعرب الشيخ أحمد بن حمد عن اعتقاده بأن الملف المتكامل الذي تم تقديمه للاتحاد الدولي لم يكن السبب الوحيد في حصول المملكة على تنظيم بطولة العالم للشباب قائلا: «إن مسئولي الاتحاد الدولي اخذوا في الاعتبار تميز البحرين في التفاعل مع مختلف برامج وفعاليات الاتحاد الدولي سواء من خلال تنظيم بطولة البحرين الدولية إحدى جولات كأس العالم للناشئين أو عبر استضافة الكثير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجالات الإدارة الرياضية والتدريب والتحكيم ما خلق انطباعا لدى مسئولي الاتحاد الدولي ان البحرين عنصر فعال في منظومة كرة الطاولة العالمية ومحطة مؤثرة في القارة الآسيوية عموما وفي منطقة غرب آسيا خصوصا».

وعرض رئيس اتحاد كرة الطاولة الخطوات العملية التي قادت إلى حصول البحرين على شرف تنظيم بطولة العالم للشباب، قائلا: «لقد أبدت 3 دول رغبتها في استضافة البطولة وهي: البحرين والهند وجنوب إفريقيا، إذ شرعنا منذ وصولنا إلى الصين في عقد سلسلة اجتماعات متواصلة مع مندوبي الاتحادات الآسيوية وعرضنا خلالها أبرز ملامح الملف، وقد حصلنا على الضوء الأخضر من الاتحاد الآسيوي لدعم ملفنا على حساب الملف الهندي، وبعد ذلك اتجهت بوصلتنا إلى الاتحادات الأهلية من القارات الأخرى ونجحنا في إيصال صورة طيبة عن الملف لديهم، حتى أن وفد جنوب إفريقيا الذي بات المنافس الوحيد لنا على الاستضافة أيقن أن حظوظ البحرين هي الأوفر في تنظيم البطولة، وعلى هذا الأساس فقد تنازل الاتحاد الجنوب إفريقي عن الترشح لاستضافة البطولة ما مهد الطريق أمامنا للحصول على ثقة الاتحاد الدولي بعد عرض محاور ملف التنظيم».

وعن الخطوات العملية المقبلة التي يعتزم اتحاد كرة الطاولة اتخاذها في سبيل التحضير لاستضافة البطولة، قال الشيخ أحمد بن حمد: «إن استعداداتنا بدأت فعلا حتى قبل إسناد شرف تنظيم البطولة إلى البحرين وذلك من خلال الدورة الدولية لمديري البطولات التي نظمها الاتحاد بإشراف ودعم الاتحاد الدولي والتي سعينا من خلالها إلى تهيئة كوادر وطنية بحرينية قادرة على القيام بأعباء استضافة البطولات الكبرى، كما أن الفترة المقبلة ستشهد تشكيل لجنة منظمة عليا لوضع الإطار العام للتحضير والاستعداد لإقامة البطولة من مختلف الجوانب الإدارية والفنية والتسو يقية والإعلامية».

وكشف الشيخ أحمد بن حمد عن أن توقيع اتفاق تنظيم البطولة سيتم خلال الشهور القليلة المقبلة وفي الموعد الذي يحدده الاتحاد الدولي، مبينا أن الاتحاد الدولي سيقوم بتقديم 75 ألف دولار كدعم مادي للبلد المنظم بعد أن كان الدعم في السابق لا يزيد عن 55 ألف دولار، مبينا أن دعم الاتحاد الدولي لا ينحصر فقط بالجانب المالي بل أيضا بفتح قنوات التواصل مع شبكات التلفزة العالمية من أجل بث فعاليات البطولة بما يوفر مصدرا جديدا من مصادر التمويل.