فشلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس في دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحديد موعد لاستئناف مباحثات السلام مع «إسرائيل» بعدما تجمّدت الأحد الماضي في أعقاب وقوع أعنف هجوم إسرائيلي على قطاع غزة خلّف 125 شهيدا فلسطينيا.
من جانبه، دعا عباس إلى تهدئة بين «إسرائيل» والفلسطينيين، وقال: «أؤكد وجوب تثبيت تهدئة شاملة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية لكي نحقق هدفنا بجعل 2008 عام السلام».
ميدانيا، استشهد أمس ثلاثة فلسطينيين بينهم رضيع في غارتين وتوغل على شرق وشمال قطاع غزة، ليرتفع عدد الشهداء في العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ الأربعاء الماضي إلى 124 شهيدا بينهم 23 طفلا و12 امرأة.
****
سقوط شهيدين في غارتين على غزة وعباس يدعو إلى التهدئة
رايس تحث على استئناف المحادثات الفلسطينية - الإسرائيلية
الأراضي المحتلة - رويترز، أ ف ب
دعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الفلسطينيين والإسرائيليين أمس الى استئناف مفاوضات السلام المتوقفة وقالت إنها تعتقد أنه مازال بالإمكان الوصول الى اتفاق للسلام العام الجاري، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التهدئة. في حين استشهد فلسطينيان وأصيب آخر على الأقل في غارتين جويتين إسرائيليتين صباح أمس (الثلثاء) على شرق مدينة غزة وشمال القطاع.
ولم تعط رايس، التي كانت تتحدث في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع عباس، مؤشرا على أنها حصلت على موافقته للعودة إلى المحادثات.
وعلّق عباس المحادثات يوم الأحد احتجاجا على هجوم «إسرائيل» في قطاع غزة. وقال في المؤتمر الصحافي إنه يريد هدنة تامة في القطاع وفي الضفة الغربية. وقالت رايس «مازلت أعتقد أن بالإمكان إنجاز ذلك». في إشارة إلى فرص الوصول لاتفاق بشأن دولة فلسطينية في العام 2008. وأضافت رايس بينما كان الرئيس الفلسطيني بجانبها في مدينة رام الله بالضفة الغربية «نتطلع إلى استئناف هذه المفاوضات بأسرع ما يمكن».
وقال عباس «لا يستطيع أحد تحت أي ذريعة تبرير ما قام به جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية من عمليات قتل أودت بحياة أكثر من مئة وعشرين مواطنا منهم عشرون طفلا وأكثر من 300 جريح».
ودعا الحكومة الإسرائيلية لوقف «عدوانها» لكي يتسنى توفير المناخ اللازم لإجراء المفاوضات». ولكنه لم يحدد جدولا زمنيا لاستئناف المحادثات. وأشار إلى أنه مازال يطمح إلى الوصول لاتفاق العام الجاري ولكنه ألقى باللائمة على «إسرائيل». ودعا عباس ورايس أيضا «حماس» الى وقف إطلاق الصواريخ على جنوب «إسرائيل».
من جانبها اعتبرت «حماس» أمس أن تصريحات رايس بشأن مسئولية الحركة في التصعيد في الأراضي الفلسطينية تشكل «تحريضا على استمرار الحرب ضد (حماس) والمقاومة». وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبوزهري أن «تصريحات رايس التي حملت فيها الحركة المسئولية عن التصعيد الجاري تعكس طبيعة أهداف جولة رايس في المنطقة والتي تتركز حول التحريض على استمرار الحرب ضد الحركة والمقاومة».
وقبل وصول رايس إلى «إسرائيل» قالت الوزيرة خلال زيارتها للقاهرة «اعتقادنا الراسخ هو أن الطريقة الوحيدة على المدى الطويل لإحلال السلام والحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني وإرساء السلام والأمن للشعب الإسرائيلي هي إقامة دولتين جنبا لجنب».
أمنيا أفادت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينيين استشهدا صباح أمس في غارتين على شرق وشمال قطاع غزة ليرتفع عدد القتلى في العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ الأربعاء الماضي الى 123 شهيدا فلسطينيا بينهم 22 طفلا و12 امرأة.
وقالت المصادر إن «ناشطا فلسطينيا استشهد أمس في غارة إسرائيلية استهدفت شرق مدينة غزة». وأضافت «كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب اثنان آخران في غارة على شمال القطاع».
من جهته قال مسئول طبي بمحافظة شمال سيناء أمس إن ثلاثة من بين جرحى فلسطينيين سمحت مصر بدخولهم للعلاج بعد هجوم إسرائيلي على قطاع غزة توفوا متأثرين بإصاباتهم.
وفي القدس انتشرت الشرطة الإسرائيلية بقوة صباح أمس في القسم الشرقي من المدينة للحفاظ على الهدوء تحسبا لتظاهرات جديدة بعد العملية الدامية للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة كما أعلن الناطق باسم الشرطة.
العدد 2007 - الثلثاء 04 مارس 2008م الموافق 25 صفر 1429هـ