بعد فشل الجولة الخامسة من المفاوضات بين الحكومة ونقابة العاملين في قطاع الخدمات أمس الأول، أضحى الباب مفتوحا على مصراعيه أمام تنظيم إضرابات شاملة. وكانت الأيام الماضية شهدت موجة من الإضرابات أثرت بشكل واضح على قطاع النقل
فقد أعلن أمس الأول (الجمعة) فشل الجولة الخامسة والأخيرة من المفاوضات بين الحكومة ونقابة العاملين في قطاع الخدمات (فيردي) التي انطلقت يوم الخميس في مدينة بوستدام بالقرب من العاصمة (برلين). ونتيجة لهذا الفشل فإنه يتوقع أن تنتقل النقابة من مرحلة الإضرابات المحلية الجزئية إلى إضراب شامل في كل القطاعات بعد إجراء تصويت على ذلك بين أعضاء النقابة الذين يصل عددهم إلى 2,2 مليون عامل.
وكان موظفو الخدمات العامة والنقل في ألمانيا صعدوا إضراباتهم يوم الخميس للمطالبة بزيادة في أجورهم. وقال رئيس نقابة فيردي، فرانك بسريسكه إن حوالي 1,3 مليون موظف يشاركون في سلسلة الإضرابات الأخيرة احتجاجا على «العرض المخجل» الذي قدمه أرباب العمل لزيادة الأجور. ويطالب العمال التابعون إلى الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في ألمانيا بزيادة الأجور بنسبة 8 في المئة في حين تعرض الولايات زيادة الأجور بنسبة 5 في المئة كحد أقصى. ويجري موظفو الولايات مفاوضات منفصلة مع كل حكومة من حكومات الولايات الألمانية وعددها 16 ولاية.
إضرابات شلت قطاع النقل
وكانت إضرابات تحذيرية جزئية أدت الأربعاء إلى تأثر حركة الطيران في دوسلدروف وكولونيا ودورتموند وهانوفر ونورنبرغ. وذكرت شركة الطيران الألمانية الكبرى «لوفتهانزا» أنها ألغت 142 رحلة محلية لكنها تعتزم الإبقاء على رحلاتها الخارجية من دون تغيير.
وأدت الإضرابات في مطار فرانكفورت الدولي إلى إلغاء العشرات من الرحلات، وخصوصا تلك المتوجهة إلى مدن ألمانية. وكان عمال الأمن وحمل الحقائب توقفوا عن العمل في المطار لساعات قليلة ما جعل شركة «لوفتهانزا» الألمانية تحث المسافرين على استخدام القطارات.
الإضرابات امتدت لنقابات أخرى
ولكن الإضرابات امتدت حتى إلى وسائل النقل الأخرى، إذ أدى إضراب لعمال النقل في برلين يوم الأربعاء إلى توقف قطارات الأنفاق والترام والحافلات وهو ما تسبب، بالاقتران مع سقوط الثلوج، في مصاعب جمة لسكان الضواحي. وقد أثر الإضراب بشدة على معرض السياحة الدولي الذي يعقد في العاصمة الألمانية حاليّا.
وفي السياق نفسه، نشب خلاف بين نقابة اتحاد سائقي القطارات (جي.دي.ال) وشركة القطارات الألمانية (دويتشه بان) يوم الثلثاء، وقالت النقابة إنها قد تنفذ إضرابات في قطارات الركاب والشحن الأسبوع المقبل، وهو ما قد يشل التنقل في كثير من أنحاء ألمانيا.
وشهد العام 2008 زيادة مرتبات عمال الصلب بنسبة 5,2 في المئة، وهو الأمر الذي شجع العاملين في قطاعات أخرى على المطالبة بزيادة الأجور، وخصوصا أن الأجور في ألمانيا لم تشهد ارتفاعا منذ سنوات طويلة، ما جعل ألمانيا إحدى البلدان الأوروبية ذات الأجر المنخفض نسبيّا. ويقول خبراء الاقتصاد إن الزيادات في الأجور يمكن أن تقلل من احتمال قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة على القروض.
العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ