العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ

الاستحواذ على «سكانيا» يوم لاينسى في تاريخ «فولكس فاغن»

فولفسبورغ (ألمانيا)، ستوكهولم - د ب أ 

08 مارس 2008

سيظل يوم الاثنين الثالث من آذار/ مارس الماضي يوما لا ينسى في ذاكرة وتاريخ عملاق صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن. فبعد ساعات قليلة من إعلانها الاستحواذ على حصة مسيطرة في شركة سكانيا السويدية للشاحنات الثقيلة، وجدت فولكس فاغن، وهي أكبر منتج للسيارات في أوروبا نفسها هدفا لعرض استحواذ.

فقد أعلنت شركة بورش الألمانية لصناعة السيارات الرياضية أنها بدأت خطوات للاستحواذ على حصة أغلبية في منافستها الألمانية في خطوة انخرط بعدها المحللون في تكهنات ما إذا كانت توقيت العرض تم بالصدفة أم كان مخططا له سلفا.

ووجدت فولكس فاغن - وقد استحوذت تقريبا على 70 في المئة من أسهم سكانيا - نفسها في وضع قد يحقق حلمها الذي راودها طويلا بإدماج الشركة السويدية مع شركة مان الألمانية لإنشاء أكبر شركة لإنتاج الشاحنات في أوروبا.

وشكلت شركة «انفيستور» وأسرة «فالينبرغ» ذات النفوذ الاقتصادي الكبير في السويد وهما من المساهمين الرئيسيين في «سكانيا» حجر عثرة لإقامة مثل هذا التحالف إذ اعترضتا على محاولة سابقة من مان العام 2006 للاستحواذ على الشركة.

كما أن فولكس فاغن وهي أكبر مساهم في سكانيا اعترضت أيضا على الاندماج حينذاك إذ أرادت أن تكون الصفقة لها. بيد ان المفاوضات تواصلت وراء الكواليس بين ممثلي أسرة فالينبرغ ورئيس مجلس إشراف فولكس فاغن فيرناند بيش الذي لم يخف رغبته في أن تصبح لدى شركته خطوط إنتاج شاملة تنتج كل شيئ بدءا من السيارات الصغيرة إلى السيارات الرياضية والشاحنات.

ولكن «بورش» هي من سيملك القرار في فولكس فاغن في المستقبل بعد أن أعلنت رغبتها في زيادة حصتها في الشركة من أقل قليلا من ثلاثين في المئة إلى أكثر من خمسين في المئة.

وقال الرئيس التنفيذي لبورش فيندلين فيديكينغ بعد اجتماع مع المجلس الإشرافي للشركة إن: «هدفنا هو إنشاء واحدة من أكثر التحالفات في صناعة السيارات ابتكارا وكفاءة ... يكون قادرا على مواجهة تحديات المنافسة المتزايدة في العالم».

يذكر أن بيش لديه أيضا حصة في «بورش» لكن من غير الواضح حجم النفوذ الذي يتمتع به داخل الشركة.

ويرى خبير صناعة السيارات الألمانية فيرديناند دودينهوفير أن بورش اضطرت لذلك بفعل خطوات فولكس فاغن تجاه إقامة تحالف صناعي في قطاع الشاحنات.

ويرى دودينهوفير أن مثل هذه الخطوة منطقية، فحتى إذا قالت فولكس فاغن إنها لا تدرس إقامة اندماج مع «مان» في الوقت الحالي فإنه ما من شك في أنها مهتمة بإجراء تعاون وثيق في مجالات البحث والتطوير وكذلك الإنتاج. وقال دودينهوفير إنه «من الممكن تحقيق قدر كبير من توفير النفقات» طالما اتسم عمل الأطراف المعنية بالسرعة» لكنه أضاف أن الأمر الأكثر أهمية هو البحث عن شخص «يتولى مسئولية التحالف».

وكان رئيس فولكس فاغن مارتين فينتركورن صرح للصحافيين في (ستوكهول) أن المبلغ الذي دفعته فولكس فاغن وهو 4,38 مليارات دولار لشراء أكثر قليلا من ثلاثين في المئة من حقوق التصويت في (سكانيا) هو «سعر عادل لهذه الشركة الفريدة فائقة الأداء». وقال الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيستور بورغي إيخولم، التي تتمتع بعلاقات وثيقة بأسرة فالينيرغ: «إنه من غير السهل إنهاء شراكتنا التي استمرت تسعين عاما مع سكانيا بالبيع».

وسيعني خروج أسرة فالينبرغ من صناعة السيارات في السويد أن تلك الصناعة أصبحت في أيدي الأجانب، ما عدا شركة فولفو للشاحنات التي يمتلكها مستثمرون محليون في حين أن قطاع سيارات فولفو تم بيعه إلى شركة فورد الأميركية قبل عشر سنوات.

العدد 2011 - السبت 08 مارس 2008م الموافق 29 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً