على رغم ندرة البيانات الإحصائية عن النساء اللاتي تعرضن للعنف بجميع أشكاله في مملكة البحرين فإن دراسة بحرينية حديثة أشارت إلى أن 30 في المئة من الزوجات البحرينيات يتعرضن للعنف الأسري، فيما تعذر الحصول على دراسة أخرى حديثة تفصل تلك الإحصاءات للعام 2007. دراسة العام 2004 عرضت يوم الثلثاء الماضي في ندوة عن العنف الأسري على هامش احتفالات المحافظات الخمس بمناسبة يوم الشراكة المجتمعية الذي يصادف يوم أمس وتستمر فعالياته حتى الأسبوع المقبل. وقد أشارت اختصاصية الإرشاد الأسري في مركز جدحفص الاجتماعي معصومة كاظم خلال الندوة إلى وجود دراسة أجراها المجلس الأعلى للمرأة تحت عنوان «دراسة العنف الموجه ضد المرأة في مملكة البحرين»، وكانت أهم وأبرز نتائجها التحليلية الكمية والكيفية المبنية على استطلاع للرأي البحريني لظاهرة العنف ضد المرأة أن غالبية العينة يؤكدون وجود عنف ضد المرأة، إذ بلغت نسب المستجيبين 95 في المئة من مجموع العينة، وتفوق نسبة النساء 48.4 في المئة في مقابل 46.6 في المئة للرجال، وهي متركزة في فئة المتزوجين، رغم سعى البعض إلى إخفاء وجودها كظاهرة، كما أن ذلك يؤكد انتشار ظاهرة العنف الزوجي في البحرين، على حد قول كاظم. وفي سياق ذي صلة، تفاعل قراء «الوسط» من خلال موقع الصحيفة الإلكتروني مع القصة المنشورة في عدد أمس عن المعنفة البحرينية التي عاشت 11 عاما سجينة لسطوة سكين زوجها، إذ أشارت أم حسين في تعليقها على الموضوع إلى أن قانون أحوال الأسرة هو الحل لمثل هذه الحالات، في الوقت الذي تساءل أبوفداء في تعليقه عن مدى جدوى محاسبة الجاني في مثل هذه الحالات بقانون أحكام الأسرة، وما إذا كان قانون الجنايات كافيا للردع؟

وأضاف أبوفداء أن «ما هو موجود من قوانين مدنية وشرعية حالية كافٍ لتأديب هذا المجرم، والمشكلة ليست في القوانين فقط ولكن المشكلة أيضا في التطبيق وفي المجتمع الذي يسكت عن مثل هذه الممارسات فيفسح الطريق لمثل هذه العينة من البشر للتمادي في تصرفاتها».

وعزا القارئ حسين علي عبدالعزيز السبب في تزايد أعداد حالات العنف الأسري في البحرين إلى غياب دور الأهل، فضلا عن مماطلة المحاكم الشرعية في الحكم في قضايا الطلاق المرتبطة بالعنف الأسري، في الوقت الذي رأت فيه القارئة أم زهراء ان مثل هذه الممارسات لا تنتج إلا من المرضى النفسين والإنسان غير السوي. وبدوره علق القارئ «بحريني» مستشهدا بقول للرسول (ص): «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».