العدد 2022 - الأربعاء 19 مارس 2008م الموافق 11 ربيع الاول 1429هـ

بوكمال يفتتح معرض البحرين الدولي للكتاب

قال وزير الإعلام جهاد بوكمال إن «معرِض البحرين الدولي الثالث عشر للكتاب يشكل إثراء للحرية من خلال فتح المجال لمعظم الكتب المقدمة من دور العرض للمشاركة، عملا بتوجيهات عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتعزيز مفهوم الحرية».

وأضاف الوزير أن «الثقافة هي أحلى جسور الترابط بين الشعوب، والبحرين كانت ولاتزال مركز إبداع»، مؤكدا «السعي الدائم لترسيخ المزيد من الجسور بين المجتمعات الأخرى»، معلقا بـ «وجود توجه لخلق القراءة بصفتها عادة في المجتمع، وجعلها متاحة للجميع».

جاء ذلك خلال افتتاح معرِض البحرين الثلاث عشر للكتاب صباح أمس (الأربعاء) بمركز البحرين الدولي للمعارض، الذي أقيم تحت رعاية رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، وسيكون مستمرا من 19 حتى 29 مارس/ آذار الجاري.

ويستقطب المعرِض نحو 120 ألف عنوان من مختلف دور النشر التي وصل عددها إلى 250 دار نشر موزعة على 300 جناح للعرض، إذ تشارك البحرين في المعرِض بثلاثين دار نشر محلية تمثل وزارات الدولة وجامعة البحرين وجامعة العلوم التطبيقية والمكتبة البرلمانية التابعة لمجلسي الشورى والنواب، فيما تشارك جمهورية مصر العربية بـ75 دار نشر، ولبنان بـ56 دار نشر، والأردن والسعودية بـ10 دور، وإيران والإمارات بـ7 دور نشر، والكويت بـ5 دور نشر، وعمان بدارين، وكل من اليمن وقطر وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا والمغرب بدار نشر واحدة.

وتميز معرِض هذا العام بطريقة جديدة لعرض الكتب من خلال أرفف جديدة من الخشب والألمنيوم وبشكل موحد للمسارات

وتقدم الأيام للنشر والتوزيع - الجهة المنظمة للمعرِض - دليلا متكاملا لموقع المعرِض يشتمل على عدد الأجنحة موضحا فيه دور النشر بحسب الدولة المشاركة ولافتات كبيرة موضحا عليها ذلك، إلى جانب خريطة صغيرة تبيّن موقع كل دار.

نمو عقلية القارئ

من جانبه، أكد الناشر وصاحب مكتبة فخراوي عبدالكريم فخراوي أن كثرة إقامة معارض الكتاب في أي دولة دليل على وجود طلب على الكتاب، مضيفا أن «الشباب البحريني هم الأكثر توجها للقراءة، وهناك تنوع للكتب التي يقرأونها بخلاف أي دولة». وعلق فخراوي بالقول عن حرية النشر التي تميز بها معرِض هذا العام إن «هناك كتب ممنوعة، ولكننا بالمقارنة بدول الخليج الأخرى التي تمثل أبرز عناصر المقارنة نجد أنفسنا أفضل من حيث حرية تداول الكتب».

ويجد فخراوي أن عدد المكتبات في البحرين قبل عشر سنوات لم يكن يتجاوز عشر مكتبات، ولكنها أصبحت اليوم تتجاوز عشرين، وهو مؤشر على الدور الذي تؤديه المعارض لإثراء التوجه الموجود في المجتمع نحو القراءة والاطلاع، وبالتالي إن المكتبات تتأثر بزيادة عدد القراء لنمو ثقافة القراءة لدى الشعب. أما فيما يختص بنوعية الكتب المقدمة التي يقبل عليها القراء فذكر عبدالكريم بالقول: «تغيرت عقلية القارئ بشكل كبير خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، فقد أصبح يقرأ بدلا من الكتب التقليدية للمطبوعات الداخلة في مجالات النقد والتاريخ والحداثة وتنمية الذات، وقد لمست مكتبة فخراوي ذلك وسعت لتقديم مجموعة متنوعة من الكتب في تلك المجالات»، مضيفا «يجب علينا بصفتنا ناشرين أن نلتزم بتغيير عقلية القارئ، من دون أن نحرم الناس مما يرغبون في قراءته».

وعن أبرز إصدارات فخراوي قال عبدالكريم: «نقدم خلال هذا المعرِض كتاب (نهج البلاغة) لابن ميثم البحراني في طبعة جديدة احتوت خمسة مجلدات في مجلد واحد، وفق إخراج مريح للقارئ، وكتاب (تفاهم الحضارات والصراع بين الصهيونية والقيم) لميرزا محمد أمان، والقصتين اللتين كتبتهما أصغر مؤلفة في المعرض زهراء فخراوي وهما (الطائر الجريح) و(الفتاة والوقت) إلى جانب كتاب الكاتب البحريني نادر كاظم (استعمالات الذاكرة في مجتمع تعددي مبتلى بالتاريخ) الذي تم توقيعه مساء أمس في ركن مكتبة فخراوي».

فسحة من الحرية

عصام أبوحمدان من دار الساقي أكد أن هناك تنوعا في القارئ البحريني قائلا: «هناك قارئ التراث والكتب التنويرية وكتب التجديد والتحديث، كل تلك التوجهات موجودة في عقل الشاب البحريني وفكره». ويعلق على مشاركته العاشرة في المعرض بالقول: «نحن نشكر المنظمين على الاهتمام بالثقافة، والفسحة الكبيرة من الحرية التي وجدت في البحرين، إذ أصبح القارئ هو من يقوم بعمل الرقابة الذاتية على الإصدار».

وتقدم دار الساقي مجموعة من الروايات والكتب خلال هذا المعرِض، أبرزها كتاب «نساء المنكر» للكاتبة سمر المقرن، والكتاب المترجم للكاتب فريد هاليداي بعنوان «الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية»، إلى جانب مجموعة متنوعة من كتب الحداثة والسياسة.

تعاون ملموس من المطبوعات

قدمت فراديس للنشر والتوزيع في زاويتها مجموعة من الكتب الفكرية والأدبية والرواية خصوصا، إلى جانب باقي أنواع الإبداع الأدبي كالشعر الحديث كما ذكر رئيسها موسى الموسوي، الذي أكد أن الدار لديها توجه للاهتمام بتاريخ الجزيرة العربية من خلال تقديم سلسلة من الكتب بمسمى «تاريخ الجزيرة العربية»، الذي حمل الجزء الأول منه اسم «فتنة الوهابية وأحوال نجد» للشيخ عبدالوهاب بن تركي، والجزء الثاني باسم «التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية» للكاتب الشيخ محمد النبهاني، والكتاب الثالث بعنوان «يهود البحرين» للكاتب علي الجلاوي، إذ لايزال الجزء الرابع تحت الطبع، وسيكون بعنوان «قرامطة الجزيرة العربية». وعن تعارض بعض العناوين مع التوجه لمنع الكتب المثيرة للنزعات الطائفية، ذكر الموسوي أن «كتاب (فتنة الوهابية وأحوال نجد) يدور حول حوليات تاريخية، وليس له علاقة بالطائفية أو التشنج الديني، وإدارة المطبوعات والنشر أفسحت المجال للكثير من الكتب المتعلقة بتاريخ المنطقة، مدفوعة بتوجهات جلالة الملك، وقد لقينا في هذا المعرِض كل سعة صدر من إدارة المطبوعات والنشر لدخول الكتب. وإذا دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على أن القائمين على موضوع معرِض الكتاب هم أناس مثقفون ولهم علاقة بالكتاب».

العدد 2022 - الأربعاء 19 مارس 2008م الموافق 11 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً