العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ

الجودر: العنف والتخريب وسيلتان خاطئتان للمطالبة بالحقوق وتأكيدها

البلاد القديم - صادق الحلواجي 

22 مارس 2008

أكد الشيخ صلاح الجودر في منتدى الوحدة والثقافة الإسلامية الذي نظمته جمعية التوعية الإسلامية تحت شعار «محمد رسول الوحدة»، أن أعمال العنف والتخريف والتفجير تعتبر وسائل خاطئة لإيصال رسالة ودين النبي (ص)، وهي طرق غير مبررة للمطالبة بالحقوق المختلفة وتأكيدها للعيان.

وقال الجودر إن «أعمال التخريب والتفجير التي يقوم بها بعض المسلمين المتشددين ضد العدو، توفر الكثير من الخدمات والمهمات بالنسبة له، فهي تعطيه الحق في النيل وسلبه حقوقه، واستعمال كل الوسائل السلمية والعسكرية في الرد عليه»، مبينا أن «ذلك ما يحصل في بعض البلدان الإسلامية مثل عزة والعراق، فإن قيام بعض الجماعات بأعمال التفجير والتخريب والحرق في الأماكن العامة وإلحاق الضرر بالأبرياء؛ أعطى للقوات الأجنبية حق التصعيد ضد المسلمين ورموزهم».

وأوضح الجودر أن «تحقيق المطالب وإيصال رسالة النبي، تتم من خلال نشرة سيرة وسنة النبي، وتصوير الرسالة الحقيقية بأفضل الطرق السلمية، من خلال كل الوسائل المتوافرة والمفتوحة حاليا، فإن هناك أعدادا كبيرة من العالم تبحث عن الحق خلال الفترة الأخيرة، ويجب أن نستغل هذا الوضع بدلا من تشتيت العالم من حولنا».

ونوه الجودر بشأن الصور المسيئة للرسول التي نشترها إحدى الصحف الدنماركية إلى أن «الهجمة التي يشنها الغرب عموما ليست غريبة عليهم، وخصوصا أن الأمة الإسلامية تعاني من الكثير من التصدع والتباعد في صفوفها الداخلية، إذ تعتبر الحرب على الإرهاب هي الحرب على الإسلام، وعلى ذلك فإن الحرب على الإسلام تعتبر الحرب على النبي (ص). ما يعني أن عملية نشر الرسوم مدروسة وموجهة إلى الركن الركين للإسلام والمسلمين، من أجل إثارة المشكلات والتعصبات، وفتح المجال أمام الحروب الطائفية لتحقيق المصالح السياسية والمادية».

وأردف الجودر أن «على المسلمين أن يتوحدوا فيما بينهم داخليا ويقرأوا واقع الأمور بصورة عقلانية منفتحة، وألا يمشوا وراء التعصب والبطش الذي لن يوصل في النهاية إلى نتيجة، وبالتالي يمكنهم أن يدافعوا ويعبروا عن موقفهم في قضية الرسوم المسيئة للرسول».

ومن جهته، قال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامي الشيخ علي سلمان إن «الفكر المادي هو السبب الرئيسي وراء الإساءة للرسول (ص)، إذ أصبح الدين وقدسيته واقعا حالة غير مقدسة لأن الأمر أصبح منوطا بالتوجهات السياسية والمصالح المادية، لدى فإن الإساءة ليست منصرفة إلى الرسول (ص) شخصه لأن هناك الكثير من الإساءات اليومية للكثير من الأنبياء، إلا أنها أداة مستخدمة بحسب فكر معين لإدارة معركة سياسية ومادية، ولتحقيق المصالح من خلالها».

وأضاف سلمان أن «هناك مؤسسات وأطرافا تروج لمثل تلك التصرفات في العالم الغربي، ناهيك عن قوة تلك الدول والمجتمعات في ترك أثر كبير في العالم من خلال الرسوم المسيئة وعلى رغم الحقائق الأساسية وراء ذلك، فإن على المسلمين ألا يستسلموا لذلك الواقع ولو كان الهدف من الحملة على الرسول (ص) ليست لمحاربة شخصه ودينه الذي جاء به»، لافتا إلى ضرورة العمل بيقظة وإدراك للواقع في اتجاه العمال والتحرك لخلق تشريعات وأنظمة على الصحف ووسائل الإعلام للحد من تلك التعديات».

كما ألقى نائب رئيس مجلس إدارة جمعية التوعية الإسلامية محمد الخنيزي كلمة جاء فيها «على رغم التحديات والمصاعب التي تعاني منها الأمة الإسلامية والعربية،فإننا مازلنا نؤمن بالوحدة الإسلامية التي جاء بها النبي (ص) وأكدها أساسا»، مضيفا أن «هدف الوحدة سيبقى حتى وإن كانت بعيدة المنال في ظل التحديات القائمة، فنحن في أشد خشية من انفلات عقد التعايش في البحرين، في الوقت الذي لابد أن يتعاظم فيه دور العلماء والعقلاء في التشديد على الوحدة والابتعاد عن التشتت والمشكلات، وبيان ضرورة عدم الانجرار وراء الخطابات والأعمال المبطنة التي تعطي مؤشرات واضحة للطائفية والفرقة».

واختتم الخنيزي كلمته مبينا ضرورة السعي لتوحيد الصفوف لأن الحرب على الإسلام عالمية وغير محددة، وهي لا تستهدف طائفة دون أخرى لأن الهدف هو ضرب الإسلام ورموزه.

العدد 2025 - السبت 22 مارس 2008م الموافق 14 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً