يبدو أن حمى «تعدد المهمات» في الهيكل الوظيفي لمنتسبي وزارة التربية والتعليم قد طالت الجميع فبعد أن عمدت إدارة إحدى المدارس إلى دفع «عاملات النظافة» إلى العمل كمدرسات احتياط، وجعلهن يوقعن في سجل مدرسات الاحتياط ودون مقابل، عمدت إدارة مدرسة أخرى في المنطقة الوسطى إلى تعميم بيان يوجه المدرسات إلى اختيار يوم إجباري للمناوبة بعد الدوام «كحارسات أمن» وظيفتهن الحفاظ على سلامة وأمن الطلبة لحين وصول ذويهم دون مقابل، الأمر الذي أثار حفيظة المدرسات خلال حديثهن الى «الوسط»، مستغربات هذا التعميم وهل هو صادر عن الإدارة أم الوزارة على رغم أن ذلك يتعارض مع نص اللائحة التنفيذية من قانون الخدمة المدنية المادة رقم (136) التي تنص على تعويض الموظفين عن الأعمال أو ساعات العمل الإضافية التي يكلفون بها من الجهة التي ينتسبون إليها بعد ساعات الدوام الرسمي على حد قولهن، لفتن إلى أن البيان جاء كالتالي: «حضرات أعضاء الهيئة التعليمية والمرشدات الاجتماعيات والمشرفات الإداريات المحترمات، بناء على المنشور الوارد إلينا من وزارة التربية والتعليم بخصوص المناوبة في فترة ما بعد الدوام والاجتماع الذي تم انعقاده لجميع أعضاء الهيئة الإدارية والتعليمية في يوم 6 مارس/ آذار الجاري، بهذا الخصوص بهدف سلامة وأمن تلميذات المدرسة لذا يرجى من حضرتكن التوقيع بالعلم وتسجيل اليوم الذي يتناسب معكن لإعداد جدول بذلك بدءا من يوم 9 مارس الجاري».
وتساءلن عن مدى صحة هذا التعميم وهل هو صادر عن الإدارة أم تعميم لجميع المدارس من الوزارة؟
وبالعودة لنص القانون، نوهن إلى أن ذلك يتم وفقا لعدة قواعد وإجراءات منها صرف أجر العمل الإضافي للموظف في الدرجة العمومية عن كل ساعة عمل إضافي وعلى أساس أجر الساعة للرواتب المحددة في جدول درجات ورواتب الوظائف العمومية الاعتيادية كما ويصرف أجر العمل على الدرجات التعليمية التي تسند لهم مهمات ليس لها علاقة بالتدريس خلال العام الدراسي، في الوقت الذي يتم تعويض الموظف عن كل حصة تدريس إضافية بعد الدوام الرسمي بمعدلات ثابتة بضعها ديوان الخدمة المدنية وفقا للوظيفة التي يشغلها الموظف ومستوى البرنامج التعليمي.
وفي سياق ذي صلة، أضفن أن هذه المهمة أضيفت إلى سجل مهام المعلم والتي تشمل 20 حصة ومناوبة في الفسحة فضلا عن تواجد سنوي خارج ساعات الدوام وخصوصا قبل زيارة لجنة المدارس المتميزة بيوم واحد إلى جانب 3 ساعات عمل أنشطة وتصحيح يوميا وحصة أنشطة ولجان وحضور دورات وورش العصر بعد الدوام وما يزيد الطين بله حصة لزيارات أولياء الأمور بمعدل مرة في الأسبوع، الأمر الذي يثقل كاهل المعلم ويقلل من جودة إنتاجه وبالتالي يرمي بثقله على تحقيق أهداف إصلاح قطاع التعليم والذي تتوجه له الوزارة من خلال مشروع جلالة الملك الإصلاحي.
«التربية»: مسئولية المدرسين
تنظيم انصراف الطلبة
ولوزارة التربية والتعليم وجهة نظر في ذلك أوضحتها في ردها على سؤال «الوسط»، إذ لفتت إلى أن مهنة المعلم لا تقتصر التدريس فحسب وأن من واجب المعلم الحفاظ على سلامة وأمن الطلبة والطالبات من منطلق الإحساس بالمسئولية وتنظيم انصرافهم هو من صميم الحفاظ على سير العملية التدريسية، منوهة إلى أن هذه المهمة لا تتم خارج نطاق الدوام الرسمي والذي يمتد للساعة الواحدة والنصف ظهرا.
وأضافت أن هذه المهمة يختص بها المشرف إداري والذي يعنى بضبط الطلبة، ويخصص له نصاب أقل من باقي المعلمين لارتباطه بوظائف أخرى، ويأخذ الموضوع أهمية أكبر في مدارس المرحلة الابتدائية.
العدد 2026 - الأحد 23 مارس 2008م الموافق 15 ربيع الاول 1429هـ