تراجعت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية في سنغافورة لليوم الثالث على التوالي وسط مخاوف من تراجع الطلب بسبب استمرار ركود الاقتصاد الأميركي «أكبر مستهلك للنفط في العالم».

وتراجع النفط الخام تسليم مايو/ أيار المقبل بواقع 1,64 دولار أو بنسبة 1,6 في المئة ليبلغ 100,20 دولار للبرميل وذلك بعد ساعات من التعاملات الالكترونية مع بورصة ميركانتل للنفط في نيويورك وكان بلغ 100,53 دولار للبرميل في سنغافورة صباح أمس.

وتراجعت أسعار النفط الخام في نيويورك خلال الأسبوع الماضي بنسبة 7,6 في المئة إلا أنها لاتزال مرتفعة بنسبة 60 في المئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

وبحسب تقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الذي صدر الأسبوع الماضي فإن إجمالي الطلب على الوقود في الولايات المتحدة للأسابيع الأربعة المنتهية في 14 مارس/ آذار الجاري شهد تراجعا بنسبة 3,2 في المئة مقارنة بالعام الماضي.

وسجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة ارتفاعا بنسبة 0,1 في المئة الشهر الماضي إذ يعد أدنى ربح سجله منذ أكثر من عام، كما تراجع خام برنت تسليم مايو المقبل بواقع 1,18 دولار أميركي للبرميل أو بنسبة 1,2 في المئة ليبلغ 99,20 دولارا للبرميل في لندن. من جهة أخرى، قال نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أمس إن السعودية أوفت بوعدها بزيادة طاقة إنتاج النفط خلال السنوات الثلاث الماضية.

واجتمع تشيني بالعاهل السعودي الملك عبدالله يوم الجمعة في مزرعة الملك عبدالله على مشارف الرياض كما التقى وزير البترول السعودي. علة صعيد آخر، قال مصدر في الشحن البحري إن العراق ضخ أكثر من 400 ألف برميل يوميا من نفط كركوك عبر خط الأنابيب الشمالي إلى تركيا أمس ويواصل عملية الضخ من دون انقطاع منذ أسبوع.

وعزز العراق صادراته عبر خط الأنابيب منذ الصيف الماضي. وقبل ذلك تعرض الخط لهجمات تخريب متكررة ومشاكل فنية تسببت في توقف الضخ معظم الوقت منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في مارس/ آذار 2003.

وقال المصدر إن المخزونات في مرفأ جيهان التركي بلغت نحو 2,7 مليون برميل. وأضاف أن عملية الضخ عبر الخط تتم بمعدل 18 ألف برميل في الساعة.

وذكر أن ناقلة غادرت مرفأ جيهان في مطلع الأسبوع محملة بنحو 600 ألف برميل من النفط العراقي لحساب شركة «توتال» الفرنسية. وتراجع النفط بنحو دولارين إلى نحو 100 دولار للبرميل أمس مواصلا خسائر الأسبوع الماضي فيما سعت الصناديق إلى جني أرباح الربع الأول في الوقت الذي طمأنت فيه السعودية المستهلكين بشأن خططها لتعزيز الإمدادات.

وتراجع الخام الأميركي الخفيف تسليم مايو 1,7 دولار إلى 100,14 دولار للبرميل في التعاملات الالكترونية عبر نظام غلوبكس. وتراجعت الأسعار بنحو 9 دولارات أو ما يعادل نحو 8 في المئة الأسبوع الماضي بعد ما أقبل المستثمرون على بيع السلع الأولية بسبب مخاوف من أن الأرباح تجازوت حدود المعقول ما عزز الدولار الضعيف. وهبط خام برنت 1,46 دولار للبرميل إلى 98,92 دولارا للبرميل.

وقال تيتسو ايموري وهو مدير صناديق لدى «أستماكس» في طوكيو: «أعتقد انه لايزال هناك بعض الإقبال على جني الأرباح في السوق وهذا يدفع الأسعار نزولا. الدولار الأميركي يتعافى أيضا... ولذلك فهذا يزيد الضغوط على الاتجاه النزولي». «ويمكن أيضا أن يكون المستثمرون يردون على التصريحات السعودية». وقالت المملكة العربية السعودية أمس الأول (الأحد) إنها ستعمل على توسيع طاقتها في إنتاج النفط وتكريره للحفاظ على النمو الاقتصادي العالمي مجددة تأكيد تعهدها باستثمار عشرات المليارات من الدولارات في استكشاف النفط وإنشاء بنية تحتية جديدة