أفادت نتائج الدراسة التي قامت بها استشارية طب الأطفال والتطور والنمو في مجمع السلمانية الطبي رحاب المرزوق عن قدرة الأطفال ذوي الاعتلال الحركي على التطور أن 61 في المئة منهم تمكنوا من المشي الذاتي أو المشي بالمساعدة خلال السنوات الخمس الأولى من العمر. وأشارت المرزوق إلى أن الدراسة أجريت على 72 طفلا، 37 من الذكور و30 من الإناث تراوح أعمارهم من 3 إلى 8 سنوات وتهدف الدراسة إلى تقويم قدرة الأطفال المستقبلية على التطور باستخدام اختبارات خاصة لرصد التطورين الذهني والعصبي، وأوضحت أن الدراسة مرشحة لجائزة الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة للبحث العلمي.
وبيّنت المرزوق «يعرّف التطور لدى الأطفال بـ: القدرة على اكتساب المهارات التعليمية والحركية بنمط متسلسل يتوافق مع نمو الجهاز العصبي والعضلي، ويتدرج التطور الحركي من القدرة على التحكم في عضلات الرأس ثم الرقبة إلى الانقلاب والقدرة على الجلوس حتى المشي الذاتي أو المساعدة، وغالبية الأطفال الذين تمكنوا من المشي كان تطورهم الذهني طبيعيا مقارنة بالأطفال الذين تمكنوا من المشي الذاتي بنسبة وصلت إلى 82 في المئة. عموما يتناسب التطور الحركي مع القدرة على التحكم الإرادي والتوافقي للعضلات وانعدام الانعكاسات البدائية الولادية من سن مبكرة».
وواصلت استشارية طب الأطفال والتطور والنمو في «السلمانية»: «يعتبر الشلل الدماغي السبب الرئيسي للاعتلال الحركي. وهو عبارة عن تلف الخلايا العصبية والدماغية التي تتحكم في عضلات الجسم. وتختلف شدة الإصابة بحسب حجم التلف وموقعه العصبي. وفي حالة الولادة المبكرة فيما يتعلق بالأطفال الخدج فغالبا ما يؤثر التلف على الأطراف السفلية من الجسم، ومن أكثر أنواع الشلل الدماغي شيوعا الشلل الدماغي التشنجي وهو ينجم من سيطرة مجموعة الاستثارات العصبية الصادرة عن الدماغ. ومن أسبابه التهاب السحايا والاختناق الولادي بالإضافة إلى ولادة طفل خديج، إذ تكون الإصابة أشد إذا تلازم ذلك مع وجود نزيف دم داخلي في الدماغ. شملت الدراسة جميع حالات أمراض التطور الحركي أو المصاحبة للإعاقات الأخرى مثل الذهنية، البصرية أو السمعية وجميع أنواع الشلل الدماغي، أمراض الجهاز العضلي والعمود الفقري والاستسقاء الدماغي».
وختمت المرزوق بالقول إن «تنمية قدرات المستقبلية لتطور الطفل تتم بالكشف والتدخل المبكر وتعليم الطفل أفضل الطرق للحركة والاتزان الجسمي في المراحل المبكرة والتركيز على تطوير المهارات الحسية والإدراكية وتدريب الطفل على أنشطة الرعاية الذاتية وتقويم المناطق الضعيفة وتدريبها لتعويض القصور».
يذكر أن وزير الدولة لشئون الدفاع الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة هو أول طبيب بحريني متخصص في مرض السكري ومؤسس الجمعية البحرينية لرعاية مرضى السكري ومؤسس المجلة الطبية البحرينية، وقد خصص ثلاث جوائز لأفضل ثلاثة بحوث مشاركة في المجلة ويتوقع إعلان البحوث الفائزة قريبا.
العدد 2038 - الجمعة 04 أبريل 2008م الموافق 27 ربيع الاول 1429هـ