لم يفق بعد العاطلين الجامعيين من صدمة استثناء الكثير منهم من قائمة الأسماء المرشحة لخوض امتحانات ومقابلات التوظيف من دون أسباب واضحة والتي دشنت يوم الثلثاء من الأسبوع الماضي، ليصدم خريجو العلوم الإنسانية منهم هذا الأسبوع بخبر عدم وجود شواغر لهم على رغم وعود وزارة التربية والتعليم قبل انخراطهم في هذا التخصص بمدى حاجة سوق العمل له، وتدشينهم لاعتصامات تسعة أمام وزارة التربية والتعليم وديوان الخدمة المدنية ومجلس النواب إلا أن تحركاتهم السلمية لم تشفع لهم وما زالوا على قائمة الانتظار حتى إشعار آخر.
وفي ذلك، أشار عدد من العاطلين الجامعيين خلال حديثهم الى "الوسط" يوم أمس (الأحد) بأنهم عمدوا لمراجعة وزارة التربية والتعليم أخيرا لتبين أسباب استثنائهم من امتحانات ومقابلات التوظيف ليصدموا برد الوزارة بعدم وجود شواغر لهم نهائيا، في الوقت الذي طالبوا فيه مقابلة الوزير ماجد النعيمي دون جدوى. هذا وطالت سلسلة التذمرات طلبة التربية الرياضة وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، لا سيما بعد أن عمدت أجهزة الدولة لرمي الكرة في ملعب الأخر، إذ لفتوا إلى أن وزارة التربية والتعليم في ردها عمدت إلى توجيه العاطلين لوزارة العمل معللة ذلك بأن قوائم المدرجين في مشروع ضد التعطل ضمن تخصصاتها، وبدورها رمت وزارة العمل الكرة في ملعب ديوان الخدمة المدنية والذي تملص من المسئولية بحجة أنه جهة تنفيذية فقط وأن الشواغر تحددها وزارات الدولة، ليلقي هو الآخر الكرة مجددا في ملعب وزارة التربية والتعليم على حد قول العاطلين. وعلى رغم نفي وزارة التربية والتعليم لاستثناء الكثير من العاطلين من امتحانات التوظيف والتي دشنت يوم الثلثاء الماضي وأن إجراء الامتحانات اقتصر على الأسماء المدرجة في القائمة المعدة من وزارة العمل، منوهة بأن الوزارة ستعمد لطرح متطلبات العام الدراسي المقبل 2008/2009 من القوى البشرية قريبا، فإن ردها لم يكن مقنعا لدى العاطلين والذين طالبوا الوزارة بكشف أسماء ودرجات المتقدمين للامتحان ومقابلة التوظيف لتحقيق مبدأ الشفافية وإصلاح التعليم التي يرتكز عليها مشروع جلالة ملك الإصلاحي، مشددين على ضرورة عدم الاكتفاء بفتح باب التظلم بعد إعلان النتائج بشكل عام.
وفندوا حجة الوزارة، بتأكيد أن أسماءهم تم استبعادها على رغم أنهم من المسجلين في مشروع ضد التعطل وتصرف لهم مخصصات المشروع (150 دينارا). ولفتوا إلى وجود تجاوزات في آلية تنفيذ امتحانات ومقابلات توظيف الخريجين في كل عام، فعلى رغم إشارة الوزارة إلى عدم وجود شواغر في تخصص العلوم الإنسانية فإنه لوحظ توظيف خريجتين، الأمر الذي أثار اسئلة كثيرة عن طريقة توظيفهما. وأعربوا عن تخوفهم من مغبة تكرار تلك التجاوزات في كل عام، مشيرين إلى أنه بات لزاما عليهم الانتظار للعام المقبل لدخول مقابلات التوظيف والذي من المتوقع أن يتكرر فيها سيناريو كل عام في ظل استمرار تعاطي أجهزة الدولة بهذه الكيفية مع توجيهات جلالة ملك البلاد بسرعة توظيف العاطلين، على حد قولهم.
يذكر أنه سبق أن اعتصم المئات من العاطلين الجامعيين أمام ديوان الخدمة المدنية ضمن سلسلة من الاعتصامات التي دشنوها أخيرا أمام وزارة التربية والتعليم ومجلس النواب ليسجلوا اعتصامهم التاسع والذي نادوا فيه بضرورة تفعيل أوامر جلالة ملك البلاد بسرعة توظيف العاطلين لا سيما بعد أن خصص جلالته لتوظيفهم موازنة تصل إلى 15 مليون دينار.
العدد 2040 - الأحد 06 أبريل 2008م الموافق 29 ربيع الاول 1429هـ