ألقى منتدى التمويل الاسلامي الدولي الذي افتتح أعماله في دبي أمس (الأحد) الضوء على التمويل الأخلاقي والمتناهي الصغر في العالم الاسلامي من خلال مشاركة البروفيسور وعالم الاقتصاد البنغلاديشي محمد يونس الذي حدد في كلمة القاها أمام المشاركين فلسفة مصرفه الفريد من نوعه الذي يرفض التعامل مع الأغنياء ويسعى إلى استقطاب الزبائن الفقراء بينهم أكثر من 100 ألف متسول.
وفيما تسبب القروض العقارية السيئة التي يصل حجمها إلى تريليون دولار أزمة في عالم التمويل التقليدي، يواصل بنك غرامين البنغالي منح قروض من دون فوائد بحجم 15 دولارا من دون تحديد وقت محدد للسداد ويسرى هذا حتى على المتسولين.
وقال البروفيسور يونس صاحب مشروع بنك الفقراء في كلمته أمام المشاركين في المنتدى المنعقد في فندق جميرا بيتش بدبي: «حينما يتعلق الأمر بالقروض العقارية السيئة لا يمكنك الحصول على قروض كهذه أكثر من زبائنا».
وفي شرحه لكيفية عمل البنك قال يونس: «المصارف التقليدية تبحث عن أغنى الاشخاص ليكون زبونا له، ونحن نبحث عن أفقر الأشخاص ولدينا قائمة للتحقق من فقرهم. فإذا كنت تمتلك مفروشات في منزلك فعليك الانتظار، واذا كان سقف بيتك متينا فعليك الانتظار، واذا كانت لديك أكثر من غرفة في منزلك فعليك الانتظار. الأولوية تمنح لأفقر الزبائن».
وبدأ البنك عملياته بتطبيق سياسة أن يكون 50 في المئة من زبائنه من النساء إلا أن هذه النسبة ارتفعت تدريجيا إذ تشكل النساء نسبة 97 في المئة من زبائن البنك حاليا.
ويحقق البنك أرباحا أيضا ويعمل فيه 27500 موظف يتعاملون مباشرة مع الزبائن في بيوتهم ومحال عملهم وليس في المكاتب. وقال يونس:» حينما يتعلق الأمر بكيفية عملنا، فنحن نقوم بعكس مايقوم به البنك التقليدي».
وبالنسبة إلى البرنامج الخاص بالمتسولين، فإن البنك يطلب منهم سداد القرض بأفضل طريقة ممكنة ويعمل على تزوديهم بمنتجات مثل ألعاب الأطفال لبيعها في الشارع بدلا من التسول أو إضافة اليه. ومن بين المئة ألف متسول الذين استفادوا من البرنامج توقف أكثر من 11 ألفا منهم عن التسول وحققوا نجاحا من عمليات البيع.
كما سيتم اليوم (الإثنين) إعلان جوائز التمويل الاسلامي الدولي لتكريم الأفراد والمؤسسات التي قدمت إسهامات مميزة في سبيل تطوير هذا القطاع.
العدد 2047 - الأحد 13 أبريل 2008م الموافق 06 ربيع الثاني 1429هـ