العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ

فيلم يصوّر اللحظات الأخيرة لسقوط النظام العراقي يعرض في أربيل

العراق - عبدالحميد زيباري، خليل جليل 

16 أبريل 2008

تعرض وزارة الثقافة في إقليم كردستان العراق أول فيلم عراقي يصور اللحظات الأخيرة لسقوط النظام السابق والفوضى التي اجتاحت البلاد وخصوصا بغداد والدمار الذي أصابها عبر علاقة عاطفية لم يكتب لها النجاح.

وفيلم «أحلام» للعراقي المغترب محمد الدراجي الذي يعرض حاليا في قاعة «بيشوا» في أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان، هو الأول الذي يصور بغداد إثر سقوط النظام السابق وما تخلل ذلك من معاناة وخصوصا الشبان الذين كانوا يساقون إلى الحرب.

ويروي الفيلم، ومدته أكثر من مئة دقيقة، قصة تعرض شاب قبل زفافه بلحظات إلى الاعتقال من قبل المخابرات بتهمة سياسية واقتياده إلى مكان مجهول بعد أن كان يحلم مع خطيبته بحياة أسرية هانئة. وتقوم عناصر المخابرات بالاعتداء على العريس ويشبعونه ضربا مع خطيبته التي تحاول إنقاذه من أيديهم لكنها تصاب بمرض عقلي نتيجة إصابتها بكدمات خطرة في رأسها ثم ينتهي بها الأمر في إحدى المصحات العقلية في بغداد.

ولعب أدوار البطولة الفنانة الشابة آسيل عادل والفنان محمد هاشم إلى جانب مجموعة أخرى من الشباب. ويعبر المخرج لوكالة فرانس برس عن «سروره لإنجاز هذا الفيلم الذي يصور أحداثا وتفاصيل ستكون شاهدا على ما جرى في يوم تاريخي سيبقى راسخا في الذاكرة العراقية».

ويضيف الدراجي أن «الفيلم يشارك في أكثر من مهرجان دولي قبل عرضه بشكل متواصل في أربيل وكان عرض على النقاد والمهتمين بالسينما العراقية ليوم واحد قبل ذلك».

ويصور أحداث الفيلم يوم سقوط بغداد وتعرض المصح العقلي إلى ضربات جوية فيهرب المرضى وبينهم أحلام التي تشردت في الشوارع بحثا عن فارس أحلامها بينما كان اللصوص والعصابات يسرقون المؤسسات. وما تلبث أحلام أن تقع بأيدي مجموعة من المجرمين وتتخيل أن خطيبها بينهم فيقوم باغتصابها ورميها في أحد الأماكن بينما كان والداها يبحثان عنها بعد أن تأكد لهما هربها من المصح.

وينتهي الفيلم بمشهد صعود أحلام أمام أنظار والديها إلى أحد المباني، إثر تعرضه للنهب على رغم قيام القوات الأميركية بتطويقه. لكن الجنود يمنعون الوالدين من الوصول إليها. ويدفع إصرارهما على الوصول إلى أحلام بالجنود إلى الاعتداء عليهما.

ويقول المخرج إن فيلمه «حصد عشرين جائزة آخرها جائزة النقاد في روسيا وجائزة أفضل تحكيم من معهد العالم العربي في باريس وجائزة أفضل فيلم آسيوي وأفضل ممثل في قرطاج وأفضل فيلم في مهرجان سينمائي في نيويورك».

وشارك الفيلم في مهرجانات القاهرة ودبي وقرطاج وروتردام وميونخ وموسكو ونيويورك وسياتل وطوكيو ويوزع تجاريا في إسبانيا وأميركا وبريطانيا.

ويعرب الدراجي عن خيبة أمله إزاء أحوال المثقفين العراقيين وخصوصا أنه كان يعتقد أن السينما ستحظى بمكانة مميزة لدى الجهات الحكومية.

وواجهت مراحل التصوير مصاعب عدة في بغداد في 2004 حيث تعرض المخرج واحد مساعديه لمحاولة خطف وأصيب أحد الفنيين بطلقات نارية في قدمه فضلا عن اعتقال الدراجي من قبل «القوات الأميركية لمدة خمسة أيام بذريعة تصوير أفلام دعائية للقاعدة»، بحسب قوله. ويستعد الدراجي لإخراج فيلم بعنوان «بابل تنعى يوم جديد يوم مشمس» سيبدأ تصويره العام الجاري في العراق.

من جهته، اعتبر وزير الثقافة في حكومة إقليم كردستان فلك الدين كاكائي أن «الفيلم استطاع تجسيد وتسجيل لحظات مهمة من مرحلة تعتبر من أهم مراحل الحياة السياسية في العراق».

وعبر عن أمله في أن «يشاهد العراقيون الفيلم لكي يعرفوا أين أصبحوا ومن أين أتوا وكيف كان النظام السابق».

وأوضح أن الفيلم «رسم صورة واقعية للحظات السقوط كما صور من الناحية الإنسانية كيف أن البؤساء والمقهورين يساعدون بعضهم في أوقات الشدة بينما المجرمون ينهبون أموال الدولة».

بدوره، اعتبر المخرج الكردي شوكت أمين كوركي أن «ما قدمه الدراجي للسينما العراقية في الوقت الحاضر شيء مهم في الظروف الحالية».

وقال كوركي، وهو مخرج فيلم «العبور إلى الغبار» الحائز مجموعة من الجوائز العالمية إن «المخرج بذل جهدا كبيرا خلال فترة قصيرة بعد سقوط النظام وهذه نقطة مهمة».

العدد 2050 - الأربعاء 16 أبريل 2008م الموافق 09 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً