اجتمع رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض صباح أمس (الأحد) مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بحضور وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك في القدس المحتلة.
وقال مكتب رئيس الحكومة الفلسطينية في بيان صحافي إن فياض شدد خلال الاجتماع على ضرورة التزام «إسرائيل» بوقف الأنشطة الاستيطانية كافة، والتوقف عن سلوكها وممارستها الأمنية، وخصوصا الاجتياحات للمدن الفلسطينية والاعتقالات والاغتيالات، إضافة إلى ضمان حرية الحركة والمرور، وذلك بالاستجابة لمبادرة السلطة الوطنية الفلسطينية بفتح معابر قطاع غزة، وإزالة الحواجز في الضفة الغربية.
ونقل البيان عن فياض قوله إن المعيار الرئيس لأي تقدم يتمثل بما يلمسه المواطن الفلسطيني على الأرض إزاء هذه القضايا الأساسية، والتي نصت عليها خطة خريطة الطريق. وكانت رايس وصلت إلى الأراضي المحتلة مساء أمس في مسعى لدفع مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
من جانبه، جدد الرئيس الفلسطيني التزام الفلسطينيين بعملية السلام مطالبا الجانب الإسرائيلي بتنفيذ المرحلة الأولى من خريطة الطريق ولاسيما وقف النشاطات الاستيطانية. وشدد عباس في مؤتمر صحافي مع رايس عقب لقائهما في رام الله «طالبنا (رايس) بوجوب وقف النشاطات الاستيطانية كافة بما فيها النمو الطبيعي للاستيطان وإزالة البؤر الاستيطانية وفتح مؤسسات القدس وإعادة الأوضاع على الأرض إلى ما قبل الثامن والعشرين من سبتمبر/ أيلول العام 2000، ورفع الإغلاق، وإزالة الحواجز، وإعادة المبعدين». وأكد عباس أنه سيلتقي اليوم (الاثنين) رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، كما سيلتقي رئيس الوفد المفاوض احمد قريع (أبوعلاء) بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني «لمناقشة قضايا المرحلة النهائية والقضايا اليومية الهامة».
في هذه الأثناء، جددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موقفها المناهض لجولات وزيرة الخارجية الأميركية في المنطقة، معتبرة أنها «نذير شؤم على الشعب الفلسطيني» وتأتي لدعم «إسرائيل».
وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في بيان صحافي إن «زيارة رايس إلى المنطقة وعقدها لاجتماعات فلسطينية إسرائيلية تأتي في إطار التسويف وكسب مزيد من الوقت لصالح الكيان الصهيوني من أجل استكمال مشروع يهودية الكيان الصهيوني الذي تدعمه وتؤيده الإدارة الأميركية».
جاء ذلك في حين أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط في تصريحات لصحيفة قطرية أمس أن مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين حققت «تقدما»، لكنه طالب الطرفين بكشف مضمونها للإطراف الدوليين.
وقال أبوالغيط لصحيفة «الشرق» القطرية إن «مصر على علم بأن هناك مباحثات بين الجانبين، وأحرزت تقدما كبيرا في الكثير من الاتجاهات لكنها سرية ولا يريد الطرفان الكشف عنها». واعتبر الوزير المصري أن «هذا الأمر غير جيد»، مضيفا «على الجانبين أن يطلعا الوسطاء وبعض الدول التي تساعد الجانبين على التوصل لاتفاق سلام على نتائج هذه المفاوضات وطبيعتها ومدى التقدم الذي أحرز فيها».
في السياق ذاته، قال الرئيس المصري حسني مبارك إن مصر ستوفد مدير المخابرات العامة عمر سليمان إلى «إسرائيل» قريبا لإجراء محادثات بشأن اتفاق بين «إسرائيل» والفصائل الفلسطينية.
وقال مبارك للصحافيين في تصريحات أذيعت على الهواء مباشرة في التلفزيون المصري «أظن أن مدير المخابرات سيسافر إلى هناك لكن بعد الاحتفال بالأعياد في (إسرائيل). إنه ذاهب للتحدث مع الجانب الإسرائيلي».
ميدانيا، أفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان أمس أن فلسطينيا استشهد وجرح خمسة آخرون بينهم ثلاثة من مقاومي كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس»، خلال عملية توغل للجيش الإسرائيلي شرق بلدة خزاعة شرق خان يونس جنوب القطاع غزة.
العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ