قال عضو العلاقات العامة في دار القرآن الكريم بالقطيف زهير عبدالله القصّاب على هامش حضوره فعاليات مسابقة الذكر الحكيم التاسعة إنّ نجم القرّاء البحرينيّين في تصاعد، لافتا إلى أنّهم في حاجة إلى فنّ المقامات أكثر. وأشاد القصّاب بسعي القرّاء البحرينيّين إلى الانفتاح على مدارس صوتيّة قرآنيّة أخرى، وبتميّز مسابقة الذكر الحكيم لهذا العام على مستوى التنظيم والإعداد... وأشار القصّاب لـ «الوسط» إلى أن مشاركة الإخوة من المملكة العربيّة السعوديّة شهدت هذا العام حضورا أكبر عبر مشاركة عدد من لجان القرآن بالقطيف ممثلة في: لجنة المجتبى بدار القرآن الكريم التابع لجمعية القطيف الخيرية، لجنة علوم القرآن بأمّ الحمام، لجنة أنوار القرآن بسيهات. وقد بلغ عدد السعوديّين المشاركين في مسابقة الذكر الحكيم هذا العام أكثر من 20 متسابقا ومتسابقة في جميع فروع المسابقة.

ونوّه إلى أن مثل هذه المسابقات موجودة في المملكة العربية السعودية، ولكن ليس بمثل الترتيب والاستعداد الموجود في البحرين. وقال القصاب إن مسابقة مركز القرآن الكريم بصفوى بالسعودية مثلا كانت متميّزة إلا أنّها شهدت تراجعا أخيرا، فيما شهدت مسابقات الذكر الحكيم في السنوات الأخيرة تطورا كبيرا.

ولدى سؤالنا عمّا إذا كان هناك فرق بين قرّاء السعودية والبحرين، قال القصّاب إن المستوى بينهم متقارب، إلا أنه لفت إلى أن «قراء القطيف تحديدا يمتازون عن البحرينيين بتعدّد المدارس التي يستقون منها فنيّات الأداء، خلافا للقراء البحرينيين الذين يبدون متأثرين ببعض المدارس المصريّة كالشيخين المنشاوي وعبدالباسط. ورغم كل ذلك فقد لاحظت أخيرا أن القراء البحرينيين بدأوا ينفتحون على مدارس أخرى».

وعن مشاركة الإخوة السعوديين أوضح القصّاب أن مشاركتهم بدأت عن طريق محكّم الأداء في عدد من مسابقات الذكر الحكيم علي أبازيد الذي عرّف الجمعية ببعض دور القرآن ولجانه المهتمة بالقرآن، فجرت الاتصالات وأثمرت عن مشاركة استمرّت لسنوات. وقال القصّاب إن القرّاء السعوديين يلقون الترحيب الدائم والتيسير والتسهيل من جانب منظّمي مسابقة الذكر الحكيم، وهم مشكورون على ذلك.

ولدى سؤال القصّاب عمّا كان موجودا ففُقد وعمّا لم يكن فوُجد، قال إن «عدم تركيز المسابقة المُفرط على الأحكام والتجويد كما كان سابقا يعدّ حسنة، وهو ما يتيح لبروز مؤدّين ممتازين، وعموما الوضع في تصاعد وتنامٍ كمّا وكيفا». غير أنّه أشار إلى أن الإقبال على الأداء في البحرين يستلزم العناية والتركيز على دروس المقامات القرآنية، موضحا أن البحرين تنحو الآن منحى الإيرانيّين بالتركيز على الأحكام التجويديّة في البداية ثمّ الانتقال إلى التركيز على الأداء، ولربما يأتي المستقبل بالاهتمام بالقراءات القرآنيّة، فالمسألة أولويات تفرضها كلّ مرحلة.

وأوضح القصّاب أن حضور العام الماضي في مسابقة الذكر الحكيم الثامنة التي أقيمت بسترة شهد بعض التراجع عن الأعوام السابقة ربما بسبب بُعد المنطقة، غير أنه يبدو أن مسابقة هذا العام عملت على تلافي ذلك بإعادة المسابقة إلى مأتم السنابس، مع التركيز على الجانب الإعلامي أكثر، من خلال تغطية قناة المعارف للمسابقة، ولها جزيل الشكر والتقدير.

وأشار القصّاب إلى أن «القرآن منهل يشرب منه جميع المسلمين، وذلك يعني أنه لا يمكن أن يستغني طرف عن الآخر، فكلّ واحد يحتاج لأخيه في مجالٍ ما، وهذا من نعم الله على هذه الأمة المرحومة، فليس أفضل من القرآن موحّدا وجامعا للمسلمين».

وإجابة على سؤال عن السبب وراء عدم ابتعاث طلاب سعوديّين للدراسة في بلد معروف بأنه عملاق في التجويد والأداء كمصر، قال القصّاب إن ذلك يبقى طموحا تقف دونه بعض العوائق، غير أنّه أشار إلى أنّ بالإمكان أن يتمّ إرسال بعض الطلاب للدراسة خلال فصل الصيف في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة. واستثمر القصّاب الفرصة ليشير إلى أن إيران بدأت تأخذ دورا رياديّا على الصعيد القرآنيّ، ولربما بدأت تتفوّق على الأستاذ (أي مصر)، مدلّلا على كلامه بما صرّح به مقرئ القرآن الأستاذ الشيخ أبوالعينين شعيشع أثناء التقاء أفراد من لجنة المجتبى به في أحد مواسم الحجّ حينما قال إن «مصر تكاد تكون أجدبت من القرّاء».

وفي تعليقه على مستوى أداء القراء البحرينيين المشاركين في مسابقة الذكر الحكيم التاسعة قال القصّاب أؤكد ما قلته سابقا بأن القراء البحرينيين بما سمعته يشهدون صعود نجمهم للأفضل، وردّا على سؤال بخصوص المقارنة بين القرّاء السعوديين والبحرينيين المشاركين قال إن الفوارق تقلّصت من خلال جهود القرّاء وبسبب المنهجيّة السليمة التي تتبعها جمعية الذكر الحكيم.