سئمنا وتضجرنا من الوعود بتسلم الخمسين دينارا، وحتى صحفنا المحلية بدأ يغشى وجهها الخجل من كثرة تكرار العناوين وذكر الخمسين الموعودة للمواطن! إرساء قواعد القانون من التعطل كان هناك محصلة إعلامية وافية من قبل جهاز المعلومات المركزي ووزارات المملكة، لذلك تم القطع الشهري 1 في المئة بسرعة هائلة ومن دون ذكر وطلب الرقم السكاني أو حتى عنوان العمل واسم الشركة في القطاع الخاص والوزارة، وأما الآن المضحك المبكي ستفتح مراكز خاصة للذين لم يحصلوا على (الزكاة أو الحسنة) لاستكمال بياناتهم الخاصة ونحن في المملكة الالكترونية! بعنوان الهوية ولكي يكونوا من الذين تنطبق عليهم (صدقة وجسنة الغلاء المعيشي) هذا المبلغ الذي لا يغني ولا يسمن من جوع استحوذ على بطولة حديث الشارع البحريني من خلال التصريحات المتتالية للصحف المحلية والتداولات المستمرة في جلسات نوابنا الكرام.
نسينا الخمسين دينارا وتبعيتها واستسلمنا لطاعون الغلاء المعيشي ينخر في جسدنا النحيف حتى يرضى على صبرنا. ويأخذ دوره ويرحل ونحن صابرون حتى يعلم الصبر بأننا صبرنا على الصبر أمر من الصبر، روضنا أنفسنا وعلمناها وعودناها على الزهد وعلى الاقتصاد المعيشي وعلى مقارعة الصبر تارة ومجالسة الفقر تارة أخرى، والله مع الصابرين.
مصطفى الخوخي
العدد 2077 - الثلثاء 13 مايو 2008م الموافق 07 جمادى الأولى 1429هـ