تسلم بديع إصبعي مسئوليات مكتب شركة مايكروسوفت في البحرين قبل 3 أشهر بعد عودته إلى موطنه، إذ استمر في هجرة طويلة استمرت 17 عاما تنقل فيها بين شركات تقنية المعلومات العالمية في مناصب متخصصة جدا ربما لم يصل إليها بحريني قبله.
يفخر إصبعي بكونه بحرينيا كما يشعر بالفخر كذلك لما تقوم به شركته «مايكروسوفت» في البحرين، معبرا عن رأيه كمواطن بأن يرى هذه الجزيرة الصغيرة قد زخرت بالكفاءات الوطنية الخصبة في مجال تقنية المعلومات عبر برامج التدريب المكثفة والمتنوعة والتي تدعم عددا منها شركة «مايكروسوفت» إذ قامت بتوقيع شراكات في التعليم مع أغلب أو جميع وزارات التربية والتعليم في العالم العربي.
وقال إصبعي في لقاء مع «الوسط» إن شراكة مايكروسوفت في التعليم مع الجهات الرسمية في البحرين تمخضت عن تدريب أكثر من 140 ألفا من المواطنين في مختلف مجالات تقنية المعلومات.
وأشار إلى أن الازدهار الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وتوافد المزيد من الشركات الجديدة على البحرين أوجد بيئة خصبة للأعمال ويعزى ذلك إلى نمو مبيعات مكتب الشركة في البحرين إلى نحو 33 في المئة إذ بلغت مبيعات الشركة السنوية نحو 18 مليون دولار أميركي.
وعلى رغم أن إصعبي يشعر باطمئنان من جدية البحرين التي اتخذت خطوات في طريق تحسين وضع حقوق الملكية الفكرية وخصوصا تلك المتعلقة بالبرامج إلا أنه يرى أنه مازال هناك مجال كبير لكي تحسن البحرين من مستواها على صعيد حماية الملكية الفكرية، لافتا إلى أن شعور الشركات الأجنبية بأن حقوقها محمية في البلاد التي تعمل فيها أمر مهم جدا لقدومها إلى أي منطقة واستثمار الأموال، لافتا إلى أن مشكلة القرصنة في البحرين ليست مع الأفراد بقدر ما هي مشكلة مع الشركات ووجود بعض الشركات التي وصفها بـ»الكبيرة» تستخدم البرامج المقلدة.
وقال إصعبي إن البحرين يمكن لها لعب دور كبير في مجال الخدمات المتعلقة بتقنية المعلومات مثل إقامة مراكز الاتصالات واستضافة مراكز الصيانة لشركات الكمبيوتر والاتصالات العالمية. وفيما يأتي نص الحوار:
* من المعروف أن لدى مايكروسوفت مبادرات ومساهمات عديدة في قطاع التعليم، والبحرين بالطبع ليست مستثناة من ذلك، مالذي فعلتموه في هذا السياق، وما هي مشروعاتكم المستقبلية وخصوصاَ في مساعدة البحرين نحو التعليم الالكتروني الذي انتهجته البلاد؟
- جزء من الأشياء التي نعتز بها في مايكروسوفت وأعتز بها كبحريني هو الإحساس بإننا نقدم شيئا للمجتمع الذي نعيش فيه ونتفاعل معه، فالبنسبة إلى جهود التدريب التي تقوم بها مايكروسوفت في البحرين، وقعت في العام 2004 على مذكرة تعاون مع وزارة التربية والتعليم، وكانت الفكرة حينها دفع القدرات في مجال تقنية المعلومات في حقل التربية والتعليم عن طريق برنامج «شركاء في التعليم» وكان الهدف من البرنامج التركيز على الطلاب من الصف الأول وحتى المرحلة الثانوية من خلال تعليمهم استخدام تقنية المعلومات الحديثة من أجل تطوير مستوى التعليم.
في العام 2006 رأينا أن هناك حاجة لإنشاء مركز يؤهل المدرسين ليكونوا قادرين على تعليم الأجيال استخدامات تقنية المعلومات واستخدام تقنية المعلومات في التعليم، إذ دخل في هذا البرنامج ألف مدرس.
الفكرة من برنامج تدريب المعلمين لم يكن هو تدرسيهم أساسيات الكمبيوتر ولكننا نؤهلهم ليكونوا ضمن برنامج « منتدى المدرسين المتطورين» لكي يكونوا متنافسين إذ يقوموا بصوغ مشروع خاص بهم لتحسين طريقة تدرسيهم لمختلف المواد الدراسية وذلك باستخدام الكمبيوتر، وندعم أصحاب أفضل أربعة مشروعات لكي يتنافسوا مع أشقائهم في الدول العربية من خلال مسابقة سنوية تقام كل عام في دولة مختلفة، وقد كانت سعادتنا بالغة عندما فارت بهده الجائزة إحدى المدرسات البحرينيات المتميزات.
ومايكروسوفت كذلك تراقب الجامعات الوطنية التي تهم شريحة كبيرة من المواطنين مثل جامعة البحرين، فلدينا مع الجامعة مشروع نفكر من خلاله تبني 5 طلاب في السنة ممن يدرسون التخصصات المتعلقة بالكمبيوتر مثل هندسة الكمبيوتر أو علومه وسندخلهم في الأربع سنوات الأولى في برنامج (MCSE) ليكونوا خبراء في تخصصات دقيقة في الكمبيوتر تماما مثل المتخصصين في المصارف والشركات ومن يمتلكون خبرة بالفعل، هذا سيساعد على خلق طلب على خريجي جامعة البحرين من هذه التخصصات لتواكب احتياجات سوق العمل، وستتبنى مايكروسوفت تكاليف التدريب.
لدينا برامج تدريب كذلك مع وزارة العمل لتدريب الباحثين عن العمل والتدريب على أساسيات الكمبيوتر وبرامجه. فكرتنا هذا العام أن نقوم ببرامج أكثر تخصصا لهذه الشريحة.
التكنولوجيا في العشر سنوات المقبلة ستلعب دورا مهما في حياتنا، ما حدث سابقا أنه عندما دخلت أجهزة الكمبيوتر إلى العمل في الوزارات والشركات قلصت عدد الموظفين لكن هذه دورة، والمتطلبات المقبلة ستحتاج موظفين أكثر خبرة وقدرة في التقنية لأن التكنولوجيا ستكون أكثر تعقيدا لذلك ستحتاج إلى التركيز على تأهيل وتعليم الجيل القادم لكي تتم مواكبة العولمة وهذا ما ركز عليه بيل غيتس حين كان في دبي مع مسئولين في الحكومات والشركات، إذ إن أهم ما أكده هو الحث على تعليم أجيال المستقبل في المنطقة.
نحن لسنا جمعية خيرية بالطبع، ولكن جزءا مما تحققه مايكروسوفت من عوائد في البحرين نقوم بإعادته إلى المجتمع عن طريق برامج تدريب ومنح وغيرها وهذه إستراتجية الشركة وجزء من برنامج مسئولية اجتماعية والتزام تقوم به تجاه المجتمعات التي تعمل فيها، وهذا ما تمخض عنه استفادة أكثر من 140 ألف فرد في البحرين من جميع برامج مايكروسوفت التعليمية والتدريبية.
كان لدينا طموح أن يكون هناك مشروع كمبيوتر لكل فرد في البحرين ولكن كما تعرف نحن شركة برامج كمبيوتر ولسنا شركة أجهزة، نستطيع أن نقدم خفضا كبيرا على البرامج وربما تكون مجانا لكن من الصعب التحكم في الأسعار التي تقدمها الشركات المقدمة لأجهزة الكمبيوتر، ثم كان هناك حديث من قبل مسئولين عن صعوبة إقناع كل فرد بامتلاك جهاز كمبيوتر إذ إن هناك ما يعتبر ضروريات أخرى في الحياة لا تتم تلبيتها. نتعاون الآن مع جهات أخرى معنية في أن يكون في المحافظات مراكز الكترونية لإتاحة استخدام الكمبيوتر واستخدامه في الحصول على الخدمات من خلال الحكومة الالكترونية مثل تعلم دفع فاتورة الكهرباء والهاتف وتجديد رخصة القيادة.
* البحرين وقعت على معاهدات عدة لحماية الملكية الفكرية ومن المعروف أن برامج مايكروسوفت المشهورة عالميا لم تسلم من محاولات القرصنة باستمرار، كيف تقيمون أداء البحرين بالنسبة إلى حقوق الملكية الفكرية وخصوصا مع توقيع بدء سريان اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة هذا العام؟
- بحسب الأرقام الأخيرة التي أصدرتها (IDC) تظهر تقدم موقع البحرين في مجال حماية الملكية الفكرية لكن لا أخفيك أن هذا المستوى مقارنة مع المعدل العالمي يحتاج إلى تحسين، هناك توجه جاد من الحكومة للدفع نحو تعزيز مستوى حماية الملكية الفكرية.
المشكلة تكمن في بعض الشركات التي تستخدم البرامج المقلدة في عملها بل وتدير الشركة من خلالها، وبالنسبة إلى قطاع الأفراد ممن يستخدمون البرامج المقلدة استطعنا تقليص نسبة القرصنة، إذ إن شريحة الموظفين في الحكومة هي ضمن برنامج (Home we program) فلذلك لهم الحق في الحصول على نسب تخفيض جبارة، وفي بعض الشرائح في مجال التعليم تصل نسب التخفيض إلى نحو 90 في المئة.
هناك زيادة في درجة وعي الأفراد بالنسبة إلى استخدام البرامج الأصلية التي تؤهل المستخدم للحصول على دعم من مايكروسوفت وغيرها من الفوائد، لذلك نحن لسنا خائفين من قطاع البيع بالتجزئة أو الإفراد إذ إن غالبية مشتريات الكمبيوتر الآن يتم طلب برامج أصلية معها غالبا، واليوم سعر برنامج التشغيل بالنسبة إلى سعر الجهاز يعتبر منخفضا.
مشكلتنا الآن هي في بعض الشركات الكبيرة في القطاع الخاص والتي تقوم بتشغيل عملياتها عبر برامج غير أصلية، ويحق لنا القيام بإتحاد إجراءات قانونيه في هذا الموضوع لكننا نريد دائما البحث عن حلول وديه.
من الحلول الأكثر نجاحا هي الوعي، وتقديم بعض الدعم للحصول على البرامج فمثلا مايكروسوفت مستعدة لمساندة الجمعيات غير الربحية للحصول على البرامج التي تحتاجها من مايكروسوفت.
* باعتبار شركة مايكروسوفت أميركية الانتماء وعالمية الانتشار، هل ترى أن توقيع اتفاق التجارة الحرة سيدعم من وجود شركات البرمجيات في البحرين وخصوصا بالنسبة إلى الشركات الأميركية سواء في قطاع الاستشارات أو تصميم البرامج؟
- الشركات الأميركية بدأت تتوجه بصورة مكثفة إلى منطقتنا وذلك بسبب ارتفاع أسعار النفط والازدهار الاقتصادي، ففي السابق لم يكن الاقتصاد بتلك الصورة المغرية بالنسبة إلى لشركات الأميركية أما الآن والحديث ليس بالنسبة إلى مايكروسوفت فقط، بل جميع الشركات الأميركية إذ ترى الرؤساء التنفيذيين للشركات يقومون بزيارة دول الخليج وزيارة المشروعات لإقناع الزبائن باستخدام حلول ومنتجات شركاتهم.
التواجد في دول المنطقة بالنسبة لهذه الشركات هو أمر ينظر إليه ولكن مع وجود قوانين تحمي هذه الشركات. اليوم عندما تعمل لدى شركة في أميركا ثم تعمل لدى شركة أخرى منافسة لا تستطيع نقل التكنولوجيا والمعرفة التي تم تطويرها في الشركة الأولى إلى الشركة المنافسة وذلك بفضل القوانين والأنظمة الصارمة جدا هناك.
لذلك أرى أنه يجب تطوير القوانين المتعلقة بالملكية الفكرية وحماية حقوق الشركات ليس في البحرين فقط بل في دول المنطقة عموما.
فمثلا لو تم الإدعاء ضد شركة ما باستخدام برامج مقلدة فهل القضاة مهيئين للتعامل مع هذا النوع من المسائل وخصوصا إذا ما كانت هناك قوانين جديدة لحل هذه القضايا، ولكي تجذب المستثمر الأميركي فإن أحد أهم الأشياء التي ينظر إليها هي حماية الحقوق ففي حال قدم إلى دول المنطقة واستثمر أمواله فهل سيخسر حقوقه أما سيربح؟ أنه تساؤل مهم بالنسبة إليه.
كون البحرين تمتلك عمالة مهيأة ومتعلمة فإن ذلك يعد عنصر جذب مهم للشركات الأميركية للعمل هنا، لكن من المهم أيضا وجود بنية تحتية قوية وأن تكون بنية الاتصالات جاهزة تماما وأن تكون هناك منافسة والبحرين تسير بثبات في هذا الاتجاه.
* هناك تجربة لمدينة إنترنت في دبي هل البحرين مهيأة لمثل هذا النوع من المدن؟
- هل تسألني أن نبني مدينة إنترنت في البحرين؟ دبي لا تبعد عنا سوى ساعة واحدة، أعتقد أنه يجب أن نركز على أمور أخرى. أن نستفيد من الشركات التي تتواجد في دبي أو في البحرين، مثل أن تكون البحرين مركزا للخدمات والأشياء التي تحتاج إلى قوة عمل.
ما الفكرة أنك تأتي بشركة أجنبية إلى البحرين؟ أنا انظر لشركتنا مايكروسوفت. لدينا مثلا مكتبنا الإقليمي الذي تتطلب بعض المشروعات التي يعمل عليها خبرات دقيقة جدا لا يمكن الحصول عليها محليا فتلجأ إلى استقطاب موظفين مدربين من الخارج، لكن مكتب البحرين يحتاج لتوظيف بحرينيين من أجل التعامل مع الوزارات والشركات ويفهمون احتياجات الشركة نفسها. الطرفان لهما مردود فمكتب البحرين يوظف ويساعد البحرينيين في تطويرهم، لكن المكتب الإقليمي سيستفيد منه الاقتصاد عموما عن طريق ما ينفقه العاملون في هذا المكتب.
ما أراه اليوم أن البنية التحتية في دبي مهيأة أكثر من البحرين بالنسبة إلى شركات تقنية المعلومات، لكن من جهة أخرى أنا لا أرى أنها مهيأة لأن تضع ألف مستخدم في مركز اتصالات (call center) فمن الصعب أن تجد متحدثين بعدد من اللغات كما أن الكلفة ستكون أعلى مع غلاء المعيشة هناك، فالبحرين ربما تتفوق في هذا المجال مع وجود القوة البشرية مع كون الحياة هنا أرخص من دبي.
وردا على سؤالك: هل نبني مدينة إنترنت وننافس دبي؟ أنا لا أؤيد، ولكن هناك قطاعات تدعم وجود هذه الشركات في دبي ويمكن لعب دور في هذا المجال، ومراكز الاتصالات أحدها وهناك الكثير من الخدمات، فهناك شركات مثلا تعمل في تقنية المعلومات تجعل لها مركزا للصيانة إقليميا فمن الممكن أن تكون للبحرين مركزا لخدمات الصيانة عموما.
ما سمعته وما أراه أن بعض الشركات ترى أن الهند أصبحت دولة ذات تكاليف عاليه فهي تفكر في أن تنقل مراكز الاتصالات التي تعمل بها إلى دول المنطقة وخصوصا البحرين على أساس أن العمالة قد تكون هنا أنسب.
* برامج مايكروسوفت تتربع على القمة عالميا وإقليما فأغلب أجهزة الكمبيوتر تستخدم برامج الشركة، ماهي الإنجازات التي حققتها الشركة في مجال مبيعات الشركات والأفراد في البحرين وكم هو حجم الأعمال في البحرين ونسبة النمو السنوي المحققة هنا؟
- السنوات الثلاث الأخيرة كانت صحية جدا، ونرى أن الوضع في العامين المقبلين مشجع جدا وهناك فرص في النمو سواء في البحرين أو دول المنطقة عموما.
هناك شركات تتدفق على البحرين بصورة مضطردة مثل مجموعة زين التي نقلت أعمالها إلى هنا وشركات في مجالات أخرى مثل شركة كرافت. وجود مثل هذه الشركات الجديدة يعني بالنسبة إلى مايكروسوفت أعمالا جديدة ونتطلع إلى التعاون المستثمر مع جميع الشركات في البحرين.
كان هناك اعتقاد بأن الأعمال توقفت عند حد معين بالشركات الموجودة لكن في الثلاث سنوات الأخيرة مايكروسوفت بدأت تنتج منتجات جديدة لم تكن موجودة من قبل. جزء من ذلك شركات تم شراؤها وتم ضمها إلى مايكروسوفت وتم في جزء تطوير بعض المنتجات، من جانب آخر توافدت بعض الشركات إلى البحرين مع وجود المرونة في الإجراءات إلى جانب دور مجلس التنمية الاقتصادية الذي يلعب دورا مهما من خلال تسويق البحرين في الخارج. كل هذا خلق فرص نمو في الأعمال.
بالنسبة إلى مبيعات مكتب مايكروسوفت البحرين فإنها تبلغ نحو 18 مليون دولار، وهناك نمو في المبيعات يقدر بنحو 33 في المئة وهذا المعدل يعتبر كبيرا كما يعتبر نوعا من التحدي بالنسبة لنا لتحقيق معدلات نمو أكبر. هناك مجال في نمو الأعمال في القطاع العام بنسبة 20 في المئة فمشروع إصلاح سوق العمل كان مشروعا كبيرا بالنسبة لنا إذ عملنا شركاء مع هيئة سوق العمل بتوفير عدد من الحلول والمنتجات، لكن النمو الأكبر يكمن في القطاع الخاص.
* قامت مايكروسوفت مؤخرا بإطلاق حزمة برامج للأسواق العربية ومنها بالطيع برنامج ويندوز فيستا، كيف تقيمون ردود فعل السوق البحريني إزاء هذا المنتج وخصوصا أن البعض يرى أن ويندوز اكس بي مازال يتمتع بميزات أفضل من الإصدار الجديد من حيث السرعة والاعتمادية؟
- بالنسبة إلى ويندوز فيستا هو إلى حد بعيد أفضل من ويندوز أكس بي، فمايكروسوفت تقوم بإنتاج برامج جديدة بالاستماع إلى زبائنها وما ينقصهم وما هو المطلوب من أجل تطوير البرامج الجديدة من حيث الاعتمادية والاستقرار وكلفة الملكية وغيرها من الأمور.
فردود الفعل التي تتلقاها مايكروسوفت من الزبائن تقوم بإعطائها للمطورين في الشركة فيتم أخذها في الاعتبار في المنتجات الجديدة. عندما ننظر إلى القيمة المضافة التي يعطيها ويندوز فيستا هي إلى حد بعيد أكثر من ويندوز أكس بي.
المشكلة كما تراها أن ويندوز فيستا يتطلب تحديث المواصفات لأجهزة الكمبيوتر إذ تحتاج إلى ذاكرة اكبر وقوه تشغيل أعلى، فما كان يحدث سابقا عند ظهور نظام تشغيل جديد من مايكروسوفت هو تحديث الجهاز بالنظام الجديد فحسب لكن مع فيستا بعض الأجهزة يتطلب الأمر تحديثها بل وتغييرها كليا قبل تركيب النظام الجديد، وهذا الأمر خلق نوعا من التحفظ لدى بعض الزبائن.
ويندوز فيستا ليس بطيئا كما يظنه البعض بل على العكس هو أسرع من ويندوز أكس بي، فمع وجود جهاز مهيأ لفيستا ستشعر بفرق السرعة كما أن هناك خصائص جديدة بالنسبة للحماية مثل (bit locker)، إذ تظهر الإحصاءات أن مبيعات أجهزة الكمبيوتر تتفوق لصالح (اللاب توب) مقارنة بالأجهزة العادية لذلك تطلب الأمر وضع حماية على الجهاز المحمول في حال تعرضه للسرقة وبه معلومات مهمة لذلك أتت تقنية الحماية الجديدة في ويندوز فيستا.
ومن إحدى الأمور التي قللت من تقبل المؤسسات لنظام التشغيل الجديد هو التعرف على بعض البرامج القديمة، ولذلك تحفظت بعض الوزارات على استخدام فيستا والتريث في تركيبيه ولكن مع ظهور (and IDOP Service pack 1) فإن الكثير من هذه الأمور قد حلت وجعلها بمستوى القبول الذي لقيها نظام تشغيل ويندوز سيرفير 2008.
نتوقع خلال هذا العام أن يقوم25 في المئة من الزبائن بتغيير أنظمة التشغيل إلى ويندوز فيستا، فيما كانت النسبة المفترضة من العام الماضي 5 في المئة، وسنوفر عددا من الحلول بالنسبة إلى التعرف على بعض البرامج القديمة الموجودة لديهم بحيث نوفر لهم التواصل مع استثماراتهم الأولية.
العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ