جدد الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصرالله أمس (الاثنين) في كلمة بمناسبة «عيد التحرير» في حشد كبير التمسك بسلاح المقاومة وعدم استخدامه لتحقيق أي مكاسب سياسية. وأعلن أن تحرير الأسرى في السجون الإسرائيلية سيكون «قريبا جدا».
*********************
أيد عدم استخدام السلاح لتحقيق مكاسب سياسية و تجنب الحديث عن المواجهات الأخيرة
نصرالله يشيد بخطاب سليمان في يوم «المقاومة والتحرير»
بيروت - أ ف ب
أشاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس (الاثنين) برئيس الجمهورية الجديد ميشال سليمان وبخطاب قسمه «التوافقي» باعتباره حاجة لبنان حاليا متجنبا في الوقت نفسه الحديث عن الاشتباكات التي جرت أخيرا في لبنان.
وقال نصرالله في احتفال حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت في «عيد المقاومة والتحرير»، أي الذكرى الثامنة لانسحاب «إسرائيل» من الجنوب، «إن انتخاب ميشال سليمان يجدد الأمل لدى اللبنانيين بعهد جديد وبداية جديدة». وأضاف «خطاب القسم يعبر عن الروح الوفاقية التي وعد أن يتصرف من خلالها في المرحلة المقبلة وهذا ما يحتاجه لبنان».
من جهة أخرى، تجنب نصرالله الحديث عن المواجهات التي جرت أخيرا بين مناصري المعارضة والأكثرية، داعيا إلى «تضميد الجراح واستخلاص العبر والدروس». وقال إن «شرح الأحداث الأخيرة (...) سيؤدي إلى عودة الاحتقان والتوتر ولا أريد أن أعكر فرحة اللبنانيين بعيدهم وتوافقهم». وأضاف في خطاب ألقاه عبر شاشة عملاقة «أفضل أن أؤجل هذا النقاش وأتحمل ما يلحق بمقاومتنا من اتهامات لمصلحة لم الشمل».
وقال نصرالله أن حزب الله يؤيد عدم استخدام السلاح لتحقيق أي مكاسب سياسية لكنه أكد رفضه استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض. وأوضح «سلاح المقاومة هو لمواجهة العدو وتحرير الأرض والأسرى والمساهمة في الدفاع عن لبنان». وأضاف أنه «لا يجوز استخدام سلاح الدولة لتصفية الحساب مع فريق سياسي معارض ولا يجوز استخدام سلاح الدولة لحساب مشاريع خارجية تضعف مناعة لبنان ولاستهداف المقاومة وسلاح المقاومة».
و أكد الأمين العام لحزب الله انتماءه إلى ولاية الفقيه، وقال «يتصورون أنهم يهينوننا عندما يقولون حزب ولاية الفقيه. افتخر أن أكون فردا في حزب ولاية الفقيه». وذكر أن مجلس الوزراء السعودي «طالب قبل أيام بتعديلات دستورية في لبنان تضمن عدم تغيير هويته العربية، وأنا شخصيا أوافق على تعديلات دستورية تضمن الهوية العربية للبنان وتمنع أي أحد من التدخل في شأنه».
وأعلن نصرالله أن تحرير الأسرى في السجون الإسرائيلية سيكون «قريبا جدا» ، وقال إن «الأسرى وعدنا وعهدنا وقريبا جدا سيكون سمير وإخوة سمير بينكم». وكان يشير إلى عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية سمير القنطار وسائر رفاقه الذين يجري حزب الله مفاوضات غير مباشرة مع «إسرائيل» للإفراج عنهم.
وأشار نصرالله إلى أن حزب الله لا يريد أن يحكم لبنان لأنه يؤمن بأنه «بلد متنوع ومتعدد». وأوضح «نحن لا نريد السلطة في لبنان ولا نريد السيطرة على لبنان ولا نريد أن نفرض فكرنا على الشعب اللبناني لأننا نؤمن بأن لبنان بلد متنوع ومتعدد ولا قيامة لهذا البلد إلا بمشاركة الجميع». وتقدم بالشكر للقيادات الإسلامية السنية لأنها بمواقفها الشجاعة عطلت المشروع الأميركي ولم تسمح بتصوير الموضوع على أنه فتنة سنية - شيعية.
***********************
الرئيس اللبناني الجديد يدخل قصر بعبدا بعد الفراغ
بيروت - أ ف ب
تسلّم الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان مقاليد الحكم أمس (الاثنين) بدخوله القصر الرئاسي بعد فراغ استمر ستة أشهر، فيما أجمعت الغالبية والمعارضة على أن خطاب القسم الذي ألقاه بعيد انتخابه اتسم بـ «الواقعية والتوازن».
ويبدأ سليمان غدا (الأربعاء) الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الوزراء المقبل بموجب المادة 53 من الدستور اللبناني.
ووصل سليمان إلى القصر الجمهوري في بعبدا (شرق بيروت) ظهرا ليتولى مهماته لولاية من ست سنوات تنتهي في 24 مايو/ أيار 2014. وسار الرئيس على بساط أحمر امتد على الطريق الفرعية المؤدية إلى القصر مستعرضا الحرس الجمهوري الذي عزف النشيد الوطني ولحن التعظيم.
وأطلقت مدفعية الجيش 21 طلقة إيذانا بتسلم الرئيس مهماته، فيما كان العلم اللبناني يرتفع مجددا على السارية. واستقبل موظفو القصر وعدد كبير من الإعلاميين الرئيس الذي دخل الصالون وجلس على كرسي الرئاسة.
ولم يشهد القصر الجمهوري تسليما وتسلما بين السلف والخلف جراء شغور سدة الرئاسة الأولى منذ 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود.
ولاحقا، أورد بيان صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية أن سليمان «سيجري الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الذي سيكلف تشكيل الحكومة الجديدة يوم الأربعاء 28 مايو في قصر بعبدا وفقا لتوقيت يحدد في حينه». وكان سليمان قام بأول نشاط رئاسي له قبل وصوله إلى بعبدا، بمشاركته في مراسم وداع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي حضر جلسة انتخابه وألقى كلمة فيها.
وركز سليمان في خطاب القسم على عناوين خلافية بين الفرقاء، فشدّد على تحديد إستراتيجية دفاعية للبنان مع إشادته بانجازات حزب الله، ودعا إلى علاقات دبلوماسية مع سورية.
وأثار هذا الخطاب ارتياح الأكثرية والمعارضة اللتين وصفتاه بأنه «واقعي ومتوازن». وقال النائب في الأكثرية انطوان زهرا إن الخطاب «اتسم بالشمولية والواقعية والتوازن وهو يؤسس لبناء الدولة التي نطمح إليها جميعا».
وأضاف زهرا الذي ينتمي إلى كتلة حزب القوات اللبنانية المسيحي أن الرئيس سليمان «تطرّق في خطابه إلى موضوعات لم يتجرأ أحد على التطرق إليها، وفي طليعتها موضوع الإستراتيجية الدفاعية للدولة وعدم استخدام السلاح في الداخل وإقامة علاقات دبلوماسية مع سورية».
كما قال النائب المعارض سليم عون «لفتني تطابق خطاب الرئيس سليمان في جزء كبير من نقاطه مع برنامج التيار الوطني الحر» الذي يترأسه الزعيم المسيحي ميشال عون. ومن ضمن هذه النقاط، ركز عون على «الإستراتيجية الدفاعية والعلاقات مع سورية وإرساء التوافق الوطني».
وأكد «إننا في كتلتنا النيابية سنكون إلى جانب الرئيس سليمان مئة في المئة وسندعمه بكل الوسائل لأن تطلعاته تنسجم مع تطلعاتنا».
وفي السياق نفسه، وصفت الصحف اللبنانية الخطاب بأنه «خريطة طريق» متوازنة ترضي جميع الأطراف.
********************************************
«إشارات إيجابية» لقرب الإفراج عن أسرى لبنانيين
بيروت - أ ف ب، رويترز
أفادت عائلة الأسير اللبناني في السجون الإسرائيلية سمير القنطار أن هناك «إشارات ايجابية» لقرب الإفراج عن القنطار وأسرى آخرين لايزالون في سجون الدولة العبرية.
وقال بسام، شقيق القنطار الذي يعتبر عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية «تم إبلاغي أن أمرا إيجابيا سيحصل لشقيقي ولجميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية في غضون شهر». وأضاف «هناك إشارات ايجابية على هذا الصعيد».
وفي الإطار ذاته، أفاد مصدر لبناني يتابع الملف أنه «سيتم الإفراج خلال فترة وجيزة عن الأسير (في إسرائيل) نسيم نسر». وفي اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، رفض مصدر في حزب الله التعليق على هذه المعلومات.
ويعتبر القنطار ونسر ويحيى سكاف أبرز الأسرى اللبنانيين الذين بقوا في السجون الإسرائيلية على رغم حصول عمليات تبادل سابقة بين التنظيم اللبناني والدولة العبرية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر سياسية لبنانية قولها إن المفاوضات غير المباشرة برعاية الأمم المتحدة بين «إسرائيل» وحزب الله بشأن تبادل الأسرى حققت تقدما كبيرا.
********************************************************
موسى: الدور السوري كان حاسما في إنجاز التوافق اللبناني
أحمدي نجاد: دمشق ستواصل الكفاح ضد «إسرائيل»
طهران، دمشق - أ ف ب
قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس (الاثنين) إنه على ثقة من أن سورية، حليفة إيران، ستواصل الكفاح ضد «إسرائيل» التي لا تعترف بها الجمهورية الإسلامية.
وقال أحمدي نجاد لوزير الدفاع السوري حسن توركماني «إنني متأكد أن القيادة السورية ستدير الوضع بحكمة ولن تخلي الخط الأمامي للجبهة إلى حين الإزالة الكاملة لتهديدات الصهاينة».
وهذه الزيارة هي الأولى لمسئول سوري لطهران منذ أعلنت سورية و»إسرائيل» الأربعاء الماضي استئناف مفاوضات سلام غير مباشرة عبر وساطة تركية بعد جمود استمر ثمانية أعوام.
وأضاف الرئيس الإيراني «حتى الآن كان التعاون السوري-الإيراني في مختلف المجالات مفيدا للطرفين ويجب توسيع علاقات الدفاع بأكبر قدر ممكن».
وأجرى توركماني الأحد الماضي محادثات مع نظيره الإيراني مصطفى محمد نجار أعلن خلالها الجانب الإيراني أن «ضمان أمن جماعي هو الطريقة الوحيدة لمنع الأزمات الإقليمية ومواجهتها».
ومن جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاثنين في دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد أن الدور السوري كان «مهما وحاسما أيضا» في انجاز التوافق اللبناني في الدوحة.
وقال موسى بعد لقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين «كانت هناك مشاورات كثيرة ومستمرة مع سورية طوال الأيام الأربعة الأخيرة وطوال العشرين شهرا الماضية وكان هناك عمل عربي تقوم به الجامعة ولا شك أن الدور السوري كان مهما وحاسما أيضا».
وردا على سؤال بشأن وجود مبادرة لدى الجامعة لحلّ الخلافات العربية العربية، قال موسى «كان التوجه نفسه أحد الموضوعات الرئيسية التي نوقشت مع الرئيس الأسد اليوم (أمس) بصفته رئيس القمة العربية فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين س و س (سورية والسعودية). لابد أن نعمل على حلّها والحركة نحو إقامة علاقات عربية سوية».
وقال موسى إن اللقاء مع الرئيس الأسد كان «جيدا جدا». وكان الأمين العام للجامعة العربية التقى الرئيس الأسد ونائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم.
العدد 2090 - الإثنين 26 مايو 2008م الموافق 20 جمادى الأولى 1429هـ