قال رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية في السودان أحمد عبدالرحمن محمد إن جمهورية الصين الشعبية مؤهلة بحكم النمو الاقتصادي المتسارع الذي تحققه وعلاقات الصداقة المتينة التي بنتها مع الكثير من البلدان والسياسات المتوازنة التي تمارسها على المستوى الدولي لقيادة العالم خلال العقدين المقبلين.
وأوضح عبدالرحمن في حوار أجرته معه «الوسط» على هامش الاجتماع الوزاري للمنتدى العربي الصيني الذي انعقد في البحرين أخيرا أن الصين أصبحت بحسب تقارير مراكز الأبحاث ومعاهد الدراسات الإستراتيجية مؤهلة لقيادة العالم في القريب العاجل اقتصاديا، مشيرا إلى وجود تنافس واضح حاليا في المجال الاقتصادي بين الصين والهند، ورجح أن تتفوق الصين على الهند خلال العقدين المقبلين بحكم الكثافة السكانية وعلاقاتها الواسعة.
وأضاف أنه في ظلّ المتغيرات التي يشهدها العالم حاليا والجهود السياسية التي تتبناها الصين من أجل خلق عالم متعدد الأقطاب يمكن أن تجعلها تقود العالم. وقال إن ذلك ليس بحلم بعيد المنال لأن من يقود اقتصاديا يقود عسكريا ونأمل أن تحقق مساعي الصين النجاح من أجل نشر العدل والمساواة والاستقرار في العالم.
وبمناسبة مشاركته في المنتدى العربي الصيني في البحرين لتعزيز أواصر التعاون والصداقة، تحدّث رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية في الخرطوم عن نشاط الدبلوماسية الشعبية وقال إنها تجربة تمثل نموذجا ينبغي أن يحتذى به في التعامل مع الدول والشعوب الأخرى.
وقال عبدالرحمن إن السودان يعتزّ بأنه بدأ عملا مؤسسيا في مجال الدبلوماسية الشعبية منذ أواخر الستينيات ممثلا في مجلس الصداقة الشعبية العالمية الذي تعاقب في قيادته لكبار المسئولين والشخصيات المرموقة مثل أحمد السيد حمد ويوسف بشارة وغيرهم.
وتابع أن الخرطوم تشرفت باستضافة أول مؤتمر للصداقة العربية الصينية وذلك في أكتوبر/ تشرين الأول العام 2006 حيث تم وضع أسس ومرتكزات تنشيط العلاقات على المستوى الشعبي لأن علاقات الصين الرسمية جيدة مع جميع الدول العربية وخصوصا السودان.
وذكر أن الإطار الذي وضع الآن لتفعيل التعاون العربي جيد جدا وعلمي وواقعي، إذ تم من خلاله تحقيق الكثير من الانجازات وتنفيذ القرارات المتخذة. وأعرب عن اعتقاده بأن سرعة العمل المنجز ستحقق ثمارا كثيرة في كل مجالات التعاون بين الدول العربية والصين سيستفيد منه الجميع على المستوى الثنائي والجماعي وخصوصا في مجال الأمن القومي ودعم سياسات ومسيرة الدول الأخرى لتعزيز السلام والأمن، مشيرا إلى أن تلك من السمات الأساسية التي أقيم من أجلها هذا المنتدى.
وأشاد عبدالرحمن بالمستوى الراقي والتنظيم الجيّد من قبل الصين في عقد هذا المنتدى في دورته الثالثة في مملكة البحرين وعبر عن أمله أن يحذو العرب حذو بكين في عقد المنتديات بمثل هذا المستوى الفاعل.
وأكد رئيس مجلس الصداقة الشعبية العالمية أن السودان موعود بأن يقوم بدور كبير عالميا لأنه حقق انجازات كبيرة ونموا غير مسبوق. وقال إنه بحكم الموارد المادية التي يتمتع بها والكوادر البشرية المدربة والمنتشرة في كل بقاع العالم ويشهد لها بالكفاءة فإنه يتمتع بمميزات لم تكن متوافرة للكثير من الدول التي تفجر فيها النفط، الأمر الذي سيمكنه من إحداث طفرة حقيقية في كل المجالات ستفيض عن حاجة السودان وستشمل خيراتها جيرانه وأصدقاءه ولخدمة كل العالم وخصوصا في مجال الأمن الغذائي الذي أصبح تحديا وهاجسا يعاني منه كل العالم حاليا.
العدد 2090 - الإثنين 26 مايو 2008م الموافق 20 جمادى الأولى 1429هـ