أحيانا يكون أكثر ما يخشاه المرء ويسعى لتجنبه نعمة حقيقية له من دون أنْ يدري.
وكان هذا ما حدث مع نجم فريق مكلارين مرسيدس السائق البريطاني لويس هاميلتون خلال سباق الجائزة الكبرى لسيارات فورمولا 1 في موناكو الأحد عندما تعرض لحادث مبكر في السباق باحتكاكه بالحائط ما أدى إلى ثقب إطار سيارته الخلفي وإجباره على دخول حظيرة فريقه بمضمار مونت كارلو في بداية السباق الذي شهد أجواء ممطرة والعديد من الحوادث.
فبدخول حظيرة مكلارين مرسيدس، بدل هاميلتون إطارات سيارته بإطارات خاصة بالأمطار وتزوّد بالوقود. وعندما عبر هاميلتون خط نهاية السباق بعد ساعتين من القيادة، كان النجم البريطاني قد حقق أخيرا أحد أحلام طفولته، وأصبح أوّل سائق إنجليزي يحرز لقب سباق موناكو أهم وأبرز سباقات السيارات في العالم، خلال 39 عاما وخامس سائق بريطاني فقط في تاريخ سباقات فورمولا 1 يحقق هذا الانجاز.
وقال هاميلتون الذي سمح له فريقه بالتوقف مرة واحدة فقط خلال سباق موناكو بعد الحادث البسيط الذي تعرض له السائق خلال لفته السادسة بالسباق: «غيرنا خطتنا الخاصة بالسباق، وقد جاء هذا الأمر في صالحي».
وأضاف «في هذا النوع من حلبات السباق، دائما ما تحتاج إلى بعض الحظ. تحتاج أنْ تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب ومن الواضح أنّ هذا بالضبط ما حدث معي. فقد اضطررت للعودة إلى حظيرة الفريق وعندما خرجت منها وجدتُ نفسي في المكان المناسب في الوقت المناسب حيث تمكنتُ من استغلال هذا الموقف واستخدمت إطاراتي ووقودي في التقدم إلى الأمام».
وقال رئيس فريق السيارات بشركة «مرسيدس» نوربرت هوغ: «كانت لدينا أفضل خطة وأفضل سرعة وبالتأكيد بعض الحظ أيضا».
وكان لقب هاميلتون الأول في سباق موناكو في ثاني عام فقط له ببطولات سباقات فورمولا 1 حدثا مؤثرا بالنسبة للسائق الشاب.
وقال هاميلتون متذكّرا مشاهدته للسائق البرازيلي الراحل أريتون سينا وهو يفوز بلقب سباق موناكو نفسه: «إنني في غاية السعادة الآنَ. فالفوز هنا في موناكو أهم لحظة بمشواري الرياضي، وسأظل دائما أذكر هذه المناسبة».
وأضاف «أتذكر أنني خلال اللفات الأخيرة بالسباق كنت أفكّر في أريتون سينا الذي أحرز لقب هذا السباق عدّة مرات (ست مرات)، وأنه سيكون إنجازا مذهلا بالنسبة لي لو فزت أنا أيضا بهذا اللقب».
وأكد هاميلتون أنه لطالما اعتبر سباق موناكو هو سباق السيارات المفضل بالنسبة إليه وقال: «حتى عندما كنت أصغر سنا، كان هذا هو المضمار المفضل بالنسبة لي إذ يٌوجد فيه ذلك النفق. وعندما تخرج من حوض السباحة بالمضمار، أعتقد أنه يبدو خلابا فحسب. وسُرعان ما أصبح هذا السباق هو المفضل بالنسبة لي بشكل تلقائي».
وعادة ما يتطلب سباق موناكو الكثير من الجهد والتركيز من السائقين في أيّ عام، ولكن في سباق الأحد الماضي بالذات عندما هطلت الأمطار في بدايته، أصبحت الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للسائقين، وأصبح فوز هاميلتون أكثر إثارة.
وخرجت صحيفة «جارديان» البريطانية في اليوم التالي لفوز هاميلتون بالسباق تحت عنوان «الأمير هاميلتون يفوز في موناكو».
وكتبت الصحيفة: «في أصعب ظروف قد يواجهها أي سائق، وضع (هاميلتون) يده على كأس السباق بعد اجتيازه مضمار سباق كان مغمورا بمياه الأمطار في مراحله الأولى وحادث بسيط تعرض له خلال اللفة السادسة من السباق، والأهم من ذلك أن سيارتي فريق فيراري بدأتا السباق من مراكز انطلاق متقدّمة عنه».
وكان مذاق ثاني فوز يحققه هاميلتون بهذا الموسم مختلفا خاصة وأنه قاده إلى صدارة الترتيب العام للسائقين لعام 2008 برصيد 38 نقطة متقدما على ثنائي فريق فيراري، بطل العالم الفنلندي كيمي رايكونن (35 نقطة) وزميله البرازيلي فيليبي ماسا (34 نقطة).
بينما يحتل سائق فريق بي إم دابليو-ساوبر البولندي روبرت كوبيكا حاليا المركز الرابع برصيد 32 نقطة.
وكان كوبيكا قد نجح في تصدر سباق موناكو في عدة فترات ولكنه اكتفى في النهاية بالمركز الثاني خلف هاميلتون وأمام ماسا، الذي بدأ السباق من مركز الانطلاق الأول.
بينما واجه رايكونن «كارثة» في سباق موناكو على حد وصف صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الإيطالية، إذ أنهى السباق في المركز التاسع الذي لا يحصل صاحبه على أي نقاط.
وكانت آخر إخفاقات رايكونن بذلك السباق هو تصادمه مع سائق فريق فورس إنديا أدريان سوتيل قبل النهاية بقليل.
وكان سوتيل محبطا تماما بعد السباق بعدما ضاعت عليه فرصة تحقيق المركز الرابع الذي كان سيصبح أفضل إنجاز له ولفريقه بسباقات فورمولا 1.
وقال سوتيل: «أشعر بآلام كبيرة في قلبي. الأمر كأنه حلم تحول إلى كابوس».
ألونسو يحمّل نفسه خسارة هايدفيلد
موناكو - أ ف ب
اعترف سائق رينو الإسباني فرناندو ألونسو بأنه يتحمل مسؤولية الحادث الذي اخرج الألماني نيك هايدفيلد (بي ام دبليو - ساوبر) الأحد من سباق جائزة موناكو الكبرى، المرحلة السادسة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1.
وبدا ألونسو أسرع من هايدفيلد بعد توقف الأمطار نسبيا بالتساقط على حلبة مونتي كارلو، إلا أنه بقي خلفه للفات عدة قبل أن يحاول تجاوزه من داخل المنعطف في اللفة الرابعة عشرة ما تسبب باحتكاك بين السيارتين أدى إلى تضرر في الجناح الأمامي لسيارة الإسباني وثقب في أحد إطارات سيارة الألماني.
واعتبر بطل العالم مرتين أن حركته كانت خطرة، قائلا: «لقد حاولت تجاوز هايدفيلد في مكان لا يمكنك فيه تخطي أي كان، وهذا أمر معلوم في موناكو، لذا فإنها غلطتي التي قضت على أمالي في إحراز مركز متقدم».
واحتاج ألونسو فعلا إلى معجزة لتحقيق نتيجة طيبة بعد الخطأ الجسيم الذي ارتكبه، وهو أنهى سباق الإمارة في المركز العاشر، بيد انه بدا غير متوتر للنتيجة المخيبة التي حققها وقال: «لا يمكن أن تحصر كل طموحاتك في سباق واحد. هذه السنة ستكون الأمور على هذه الصورة. سنحاول تقديم أفضل ما عندنا وحصد النقاط».
وختم «كان الوضع أسوأ بالنسبة إلى الفنلندي كيمي رايكونن الذي احتل المركز التاسع وهو ينافس على اللقب العالمي، وقد خرج من دون إحراز أية نقطة».
مستقبل بيكيت مع رينو في خطر
موناكو - أ ف ب
يبدو مستقبل السائق البرازيلي الشاب نيلسون بيكيت مع رينو في خطر بعدما أشارت تقارير صحافية إلى انضمام الهولندي روبرت دورنبوس إلى الفريق الفرنسي ليكون معه في بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا وان في الموسم 2008.
ووقع دورنبوس (26 عاما) على عقد شراكة مع البنك الهولندي «أي أن جي» الراعي الأساسي لفريق رينو في الفئة الأولى، الأمر الذي سيفسح له المجال ليكون مع الفريق والقيام بعمل محدد.
وسبق أن نافس دورنبوس في فورمولا 1 مع فريقي ميناردي وريد بول إذ خاض 11 سباقا قبل ابتعاده في العام 2006، وهو وقع حديثا لقيادة سيارة فريق آي سي ميلان الإيطالي في السلسلة المقبلة من السباقات «سوبر ليغ فورمولا» التي ستضم سيارات تمثل فرق كرة القدم.
ويتوقع أن يكون دورنبوس على متن سيارة رينو الجمعة المقبل لخوض فترة من التجارب على حلبة سيلفرستون الشهيرة، قبل أن يستعرض السيارة الفرنسية في مدينة روتردام الهولندية والعاصمة الروسية موسكو.
وفي سياق متصل، نفى مدير أعمال السائق الهولندي أن يكون أي اتفاق مع رينو يأتي ليضع ضغوطا على بيكيت الذي يعاني حاليا في موسمه الأول ضمن الفئة الأولى إذ لم يقدم حتى الآن الأداء المنتظر منه.
العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ