العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ

«العجوز» بينهاكر يسعى لصنع المعجزات في «يورو»

صنع مدرب المنتخب البولندي الهولندي ليو بينهاكر لنفسه سمعة المدرّب القادر على عمل المعجزات مع المنتخبات الصغيرة وتأهيلها إلى البطولات الكبيرة.

تنقل بينهاكر بين قارات العالم، وكانت أولى مآثره قيادة المنتخب السعودي إلى نهائيات المونديال لأوّل مرة في تاريخه العام 1994، ثم ترينيداد وتوباغو في المونديال الأخير في ألمانيا، والآن مع بولندا في العرس القاري الأوروبي.

لقد خاض «دون ليو» (65 عاما) مهمّة بالغة الصعوبة عندما وقع في المجموعة الأولى التي تضم ثمانية منتخبات، فتصدرها من دون أن يخسر سوى مباراتين أمام فنلندا وأرمينيا؛ ليطوي بينهاكر صفحة الخروج المخيب من الدور الأوّل لمونديال 2006، ويصبح بطلا قوميا في بولندا.

حتى رجال الدين تدخلوا كي لا يتم التخلي عن العجوز بينهاكر، فطالب أسقف غدانسك (في شمال بولندا) تادويس غوكلوفسكي من السلطات في أبريل/ نيسان الماضي، أن يتم زيادة راتب المدرّب الأجنبي الأوّل في تاريخ المنتخب البولندي، بعد أن رشحت إشاعات عن نيته الإشراف على منتخب المكسيك، وفعلا مدد عقده حتى نهاية تصفيات مونديال 2010.

تمكّن بينهاكر في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من تحقيق ما عجز عنه مدرّبون آخرون، فعلى رغم حلول بولندا في المركز الثالث في كأس العالم عامي 1974 و1982 فهي لم تتمكّن من الوصول إلى كأس أوروبا في أية مناسبة، وجاء تأهلها في مركز الصدارة أمام البرتغال المدججة بالنجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو.

وعلى رغم الإنجاز الذي تحقق في التأهل، يرفض بينهاكر أنْ يبالغ في التوقعات «لا أعمل بهذه الطريقة، بل أركّز على كل مباراة بمفردها»، وبالتالي سيكون الهم المقبل لبينهاكر متمثلا في ألمانيا التي سيواجهها في الثامن من يونيو/ حزيران المقبل قبل أنْ يلعب مع النمسا المضيفة وكرواتيا.

«أحب أنْ أتعرض للضغط»، بهذه الجملة يعبّر من له 40 سنة في مجال التدريب عن شعوره قبل خوض النهائيات، ويضيف «كما قلت قبل مونديال 2006 (مع ترينيداد وتوباغو)، سنلعب كي نستمتع ولكن أيضا من أجل الفوز».

عرف بينهاكر بلقب «دون ليو» نسبة لمسيرة طويلة أمضاها في إسبانيا، ولطالما عرف بشخصيته القوية وبتدخينه السيغار، لكنه لم يعرف يوما بوجهه الباسم.

نال بينهاكر التكريم في 20 فبراير/ شباط الماضي، إذ قلّده الرئيس البولندي وسام «بولونيا ريستيتوا» الذي يناله أصحاب الإنجازات الكبيرة في مجالات الثقافة، العلم، الرياضة والتعليم.

رحلات بينهاكر البعيدة أجبرته على تعلم لغات عدّة كي يتواصل مع لاعبيه، فهو يتكلم الهولندية، الإنجليزية، الألمانية، الإيطالية، البرتغالية والإسبانية، ويتعلّم حاليا البولندية.

استهل بينهاكر مشواره التدريبي مبكرا بعمر الخامسة والعشرين مساعدا لمدرب فريق غو أهيد إيغلز، ثم دخل أكاديمية الصغار في أياكس أمستردام قبل أنْ يشرف على فريق العاصمة ويقوده العام 1980 إلى لقب الدوري ونصف نهائي كاس أوروبا، ما فتح له باب التدريب في الخارج فانتقل إلى ريال سرقسطة الإسباني.

عاد ليو إلى هولندا، قبل أن يسلك طريق المجد مع ريال مدريد الإسباني الذي أحرز معه لقب الدوري ثلاث مرات على التوالي، ثم عاد إلى أياكس واشرف على المنتخب الهولندي في مونديال 1990 عندما خرج «البرتقالي» من الدور الثاني.

لم يتعب المدرب المدمن على التنقل، فمن غراسهوبرز السويسري وصولا إلى فيينورد الهولندي مرورا بالمنتخب السعودي وأميركا المكسيكي واسطنبول سبور التركي وغوادالاخارا المكسيكي وفيتيس ودي غرافشاب الهولنديين وترينيداد وتوباغو والمنتخب البولندي حاليا.

العدد 2091 - الثلثاء 27 مايو 2008م الموافق 21 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً