السيرك حالة من البهجة والإبهار الحركي والجمالي الذي يخطف الأبصار والعقول. إنه عالم خاص جدا، وفريد جدا. هدفه هو صناعة المتعة والإثارة والتشويق التي تحبس الأنفاس. مدربون وحراس وعمال على أعلى درجة من المهارة والحرفية في أداء فِقراتهم اختاروا بمحض إرادتهم العمل على أرض مزروعة بالخوف والرعب والألغام الموقوتة، وآثروا على أنفسهم تحمّل المخاطر؛ لإسعاد هذا الحشد الكبير من الجمهور من روّاد السيرك.
وقد ينتهي يوم العمل في سلام وأمان، وقد نال الجمهور حظه من السعادة والعاملون أيضا حظهم من الرضا على أعمالهم، ولكن في المقابل قد تكون الحوادث المأساوية التي يروح ضحيتها أحد المدربين أو العاملين أو الحراس حتى الجمهور.
ونحن خلال هذه السطور سنعرض لبعضٍ من جوانب السيرك، حينما يستبدل الإبهار بالصرخات والعويل. فقبل أيام قليلة حبس جمهور السيرك أنفاسه عندما تعرضت المدربة محاسن الحلو لزمجرة أحد الأسود أثناء إحدى فِقراتها، حيث هجم عليها الأسد وكاد يفتك بها، لولا تدخل العاملين والحراس في الوقت المناسب. وما زال الكثيرون يتذكرون الحادث الشهير الذي راح ضحيته أبوها محمد الحلو في الستينيات، حينما افترسه أحد الأسود، وفي نهاية الثمانينيات تسببت شربة لبن بمصرع أحد حراس السيرك عندما شعر الحارس بالعطش فما كان منه إلا شرب جرعة من اللبن المخصص لأحد الدببة، ولسوء حظه شاهده الدب، فما كان منه إلا أن هجم على عنقه ولم يتركه إلا جثة هامدة.
العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ