على ما يبدو أن الانقطاعات الكهربائية أصبحت تحس بالأيام والأوقات التي يحصل المواطن فيها على راحته، إذ اختارت الانقطاعات الكهربائية مساء أمس (السبت) موعدا مناسبا لجملة كبيرة من الانقطاعات الكهربائية تزامنا مع إجازة نهاية الأسبوع، حين تعرضت مناطق مختلفة من البحرين إلى الانقطاعات استمر بعضها ساعات طويلة إثر خلل فني مفاجئ في غالبية المناطق المتضررة، وتمثلت في أعطاب بالكابلات والمصاهر.
وتعرضت البحرين خلال اليومين الماضيين إلى العديد من الانقطاعات الكهربائية استمرت ساعات طويلة في بعض المناطق ومتقطعة في مناطق أخرى. وكان من ضمن المناطق التي وردت لـ «الوسط» شكاوى بعض أهاليها المحرق وسترة وقرى خط شارع البديع وعدد من المناطق في المحافظة الوسطى مثل مدينة عيسى وتوبلي.
وتواصل الانقطاع الكهربائي أمس (السبت) عن أجزاء واسعة من المنطقة الشمالية، وقال رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري: «إن التيار الكهربائي انقطع عن أجزاء من سار، كما أن بعض المناطق تعيش مأساة بفعل الانقطاعات المستمرة كل ليلة، فهناك على الشارع المحاذي لقرية الهملة تنقطع الكهرباء ومنذ عشر ليالٍ متواصلة عن المطاعم والمقاهي الواقعة على الشارع الرئيسي، ما يكبد أصحابها خسائر كبيرة، كما أن العمال القاطنين في المنطقة لم يستطيعوا الذهاب للعمل لمدة 3 أيام بسبب عدم قدرتهم على النوم في الليل نتيجة الانقطاعات الكهربائية المتواصلة، وقد أبلغت هيئة الكهرباء والماء بذلك ولكن للأسف لا يوجد تجاوب منهم».
وبين البوري أن «هذا الأمر ينذر بصيف ساخن وخصوصا أننا لانزال في بداية الصيف، ونتوقع أن تستمر الانقطاعات الكهربائية، وقد تكون بشكل أكبر مما كانت عليه في العام الماضي، لأن هناك مناطق تشهد انقطاعات وبشكل متواصل من دون أي تحرك من ناحية هيئة الكهرباء والماء، فضلا عن أن الكثير من المناطق سجلت انقطاعات قبل دخول أشهر الصيف الساخنة نسبيا».
وأشار البوري إلى أن «تصريحات الرئيس التنفيذي لهيئة الكهرباء والماء الأخيرة بشأن انتهاء الأزمة الكهربائية خلال هذا الشهر كانت غير موفقة، فبعد يوم واحد من هذه التصريحات وجدنا تضاعفا في حجم الانقطاعات الكهربائية، وللأسف في كل عام يخرج التصريح نفسه».
وأفاد البوري أن الانقطاعات التي تشهدها المناطق السكنية تؤثر على الأجهزة الكهربائية، ما يلحق بها الضرر، مطالبا بتعويضات مجزية للأهالي، معتبرا ذلك حقا للأهالي.
ودعا رئيس مجلس بلدي الشمالية إلى تعاون ملموس من جهة هيئة الكهرباء والماء بتفعيل خدمة الخط الساخن، وقال: «يجب أن يساعد الخط الساخن في توفير المعلومة الصحيحة للأهالي الذين يضيقون من جراء الانقطاعات الكهربائية».
والتمس المواطنون مع اعتدال درجة الحرارة خلال اليومين الماضيين بسبب هبوب الرياح وانخفاض درجة الحرارة والرطوبة النسبية مؤشرا إلى انخفاض معدلات الانقطاعات الكهربائية، إلا أن الأزمة بقيت مستمرة وتفاقمت بصورة أكبر.
وعلى رغم مقاربة هيئة الكهرباء من الانتهاء من إعادة تطوير شبكة التوزيع والنقل الرئيسية في مختلف مناطق البحرين وبكلفة تعدت الـ10 ملايين دينار، والتي لم يتبقَ من المدة المحددة للمشروع سوى أقل من عام واحد فقط على انتهائها، باعتبار أنها استغرقت أكثر من عامين حتى الآن، إلا الانقطاعات الكهربائية مازالت مستمرة من دون أي استثناءات لمناطق محددة، وهو ما تساءل عنه عدد من المواطنين الذي قالوا «أين هي نتائج المشروع الذي قاربت الهيئة على الانتهاء منه في الوقت الذي مازالت الانقطاعات مستمرة وفي مناطق عشوائية ومختلفة من البحرين؟»
وأشار الأهالي في اتصالات وردت لـ «الوسط» إلى أن بعض المسنين تعرضوا لأضرار إثر الحر والرطوبة التي تنتابهم إبان انقطاع التيار الكهربائي، إذ تعرضت النساء والرجال المسنون في المناطق المتضررة إلى أزمة ضيق تنفس إثر ذلك، حين اضطروا إلى إيجاد حل سريع ومناسب حفاظا على حياتها بانتقالهم إلى بيوت أقاربهم أو اللجوء إلى المستشفى لتلقي العلاج، ناهيك عن أنهم تعرضوا لخسائر مادية كبيرة إثر تضرر الأجهزة الكهربائية والالكترونية وتلف المواد التموينية
العدد 2102 - السبت 07 يونيو 2008م الموافق 02 جمادى الآخرة 1429هـ