العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ

إيطاليا تحمّل اللاعبين ودونادوني مسئولية «الصدمة»

كانت الأجواء سعيدة وصافية في إيطاليا مساء أمس الأوّل (الاثنين) بعد تعادل فرنسا ورومانيا سلبيا في بطولة الأمم الأوروبية لكرة القدم «يورو 2008»، ولكن هذه الأجواء أصبحت قاتمة بعد مرور أقل من ثلاث ساعات بعدما تغلبت هولندا على المنتخب الايطالي المهتز 3/ صفر في مباراتهما الافتتاحية بالبطولة الأوروبية.

وفي استاد بيرن كامل العدد، لعب أبطال العالم الايطاليون ما يمكن وصفه بأنه أسوأ مباراة لهم منذ تولي روبرتو دونادوني تدريب الفريق قبل عامين خلفا للمدرب السابق مارشيللو ليبي، وتعرض الفريق الايطالي لهزيمة ثقيلة ستشكل تهديدا على تأهله لدور الثمانية بالبطولة الأوروبية من المجموعة الثالثة.

وانتشرت أصداء صدمة الهزيمة غير المتوقعة واللاذعة في أرجاء إيطاليا، وكانت آثار الهزيمة واضحة في العديد من الميادين العامة التي احتشدت فيها الجماهير لمشاهدة مباراة إيطاليا الأولى بيورو 2008 على الشاشات التليفزيونية العملاقة.

ولم يختلف الوضع كثيرا في مدينة تيرمولي الساحلية الجنوبية بإيطاليا، والتي وضعت شاشتين عملاقتين في ميدان كاتدرائية المدينة الصغير إذ شغل مئات المشجعين الطاولات الخارجية لثلاث حانات بالميدان.

وشغلت الجماهير نفسها بشرب الكحول وتناول الشطائر نظرا لعدم وضوح الصوت في العديد من فترات المباراة، بينما لم تصبح الصورة ثابتة وجيدة إلا بعد مرور ساعة كاملة من بداية المباراة مع حلول الظلام على ساحل البحر الادرياتيكي.

ومع تقدم هولندا بهدفين بالفعل خلال الشوط الأول من اللقاء، لم يكن التحليل الفني للمباراة صعبا على الجماهير الايطالية. فقد أشار أحد المشجعين الصغار على سبيل المثال إلى مشكلة واضحة في الدفاع الإيطالي عندما قال: «يكفي أن ويسلي شنايدر لم يكن أحد يراقبه سوى (مهاجم إيطاليا صغير الحجم أنطونيو) دي ناتالي».

وقال شاب إيطالي آخر أثناء مغادرته ميدان كاتدرائية تيرمولي «إن دفاعنا عار. وهو ما كنا نعتمد عليه لإنقاذنا».

وفي الدقيقة 55 من المباراة، نجحت إحدى نادلات الحانات الثلاث المشغولات في إيجاد الوقت للسؤال عن النتيجة عندما سمعت المعلّق التليفزيوني سالفاتوري بانيي، زميل مارادونا السابق بفريق نابولي، يشكو من أداء المنتخب الايطالي قائلا: «إننا نخلق فرصا قليلة، ربما نكون قد زودنا سرعتنا، ولكننا مازلنا نخلق فرصا قليلة للغاية».

واستقبلت الجماهير الإيطالية نزول النجم المخضرم أليساندرو ديل بييرو بدلا من دي ناتالي بتهليل كبير في الدقيقة 65، ولكن هذه الجماهير صبّت غضبها على ديل بييرو نفسه عندما سدد كرة عالية فوق المرمى في الدقيقة 70.

وانشغلت نادلة أخرى مارتزيا، من حانة «موليز آيرش باب» كانت ترتدي قميص إيطاليا الأزرق مكتوب على ظهره اسمها بتنظيف إحدى الطاولات وإزالة ما عليها بابتسامة عريضة بعدما طلب منها بعض الزبائن أنْ تترك لهم زجاجات الكحول الفارغة إذ كانوا يفكّرون في تحطيمها للتنفيس عن غضبهم.

وبدأت بعض الجماهير تحلم بحدوث معجزة مع نزول أنطونيو كاسانو، المولود في باري على مسافة 200 كيلومتر جنوب تيرمولي، الملعب قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، ولكن المصور الفوتوغرافي المخضرم أنطونيو دي جريجوريو وصف أبطال العالم أثناء جلوسه خارج محل التصوير الخاص به بأنهم مثل «فريق من الرحالة».

وعلى رغم أنه ليس مشجع متعصب، فقد توقع دي جريجوريو أن يواجه دونادوني عاصفة من الانتقادات خلال الأيام المقبلة. إذ قال المصوّر المخضرم بصوت عال: «لقد نصبتم المشانق لمدرب إنتر روبرتو مانشيني من قبل. فماذا أنتم فاعلون بهذا المدرب؟».

وصبّت الجماهير الإيطالية قدرا كبيرا من غضبها على لاعب يوفنتوس الإيطالي السابق حارس المرمى الهولندي أدوين فان دير سار، إذ أنقذ الحارس المخضرم تسديدة أندريا بيرلو من ضربة حرة مباشرة في الدقيقة 79 ليبدأ هجمة مرتدة لفريقه أدت إلى إحراز الهدف الهولندي الثالث بالمباراة.

ومع إحراز هذا الهدف علق نادل بمحل لتقديم المثلجات قائلا: «ربما تنتهي هذه المباراة 10/ صفر. فاليوم واحد من تلك الأيام التي لا يسير فيها أي شيء بشكل جيد».

وجاء هذا التعليق قبل لحظات قليلة من تعليق مشابه للمحلل الرياضي بانيي عندما قال: «إنها ليست ليلتنا».

والحق أن المنتخب الايطالي لم يكن لديه أية فرصة أو أمل أمام الهولنديين، وخسرت إيطاليا أمس الأول مباراتها الأولى أمام هولندا منذ ثلاثة عقود حقق خلالها الفريق الازوري ثمانية انتصارات مقابل تعادلين فقط في المباريات التي جمعته بالمنتخب البرتقالي.

ولكن على الأقل فقد كانت ليلة أمس الأوّل جيّدة بالنسبة للحانات الإيطالية التي حققت دخلا جيدا من وراء الجماهير المكتظة في الميادين، وستنتظر هذه الحانات تحقيق الدخل نفسه من جديد عندما تلتقي إيطاليا مع رومانيا وفرنسا في مباراتيها الأخريين بالمجموعة الثالثة في 13 و17 يونيو/ حزيران على الترتيب.

وتحتاج إيطاليا لتحقيق انتصارين في هاتين المباراتين لتحافظ على أملها في التأهل لدور الثمانية بيورو 2008. ولن يكون أي عدد من الطاولات كافيا وقتها لاستيعاب الجماهير التي ستتدفق على ميادين المشاهدة العامّة، ولكن هذا في حالة نجاح إيطاليا في التأهل من الأساس.

العدد 2105 - الثلثاء 10 يونيو 2008م الموافق 05 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً