قدّم أستاذ علم النفس التربوي وصعوبات التعلّم المشارك عبدالناصر أنيس عبدالوهاب، ندوة النماذج الإنسانية في تشخيص وعلاج صعوبات التعلّم،وفي بداية حديثه قال المحاضر: إنّ جودة المدرسة، كمجتمع تعلّم، يمكن أنْ تُقاس بمدى قدرتها على التعامل مع حاجات الطلاب المتعسرين ومعالجتها بفاعلية.
وأشار إلى أنّ هناك توجها ناشئا يبشر بمستقبل أفضل من خلال التعامل مع صعوبات التعلم. موضحا أنّ هذا التدخل يتابع تقدم الطالب الأكاديمي بشكل مستمر لتحديد إذ ما كانت تلك التدخلات كافية لمساعدة الطالب في اللحاق بأقرانه. إلا أنه أستدرك قائلا: إذا أخفق الطالب في إظهار تحسن واضح فى المهارات الأكاديمية على الرغم من هذا العدد من التدخلات المطبقة والمصممة مسبقا بشكل جيّد، يمكن النظر إلى الفشل كدليل على وجود صعوبة تعلم Learning Disability. وأوضح المحاضر أنّ الاستجابة للتدخل تعني دمج التربية العامّة والتربية الخاصة، والتركيز على المتغيرات القابلة للتعديل، بالإضافة إلى الانتقال إلى مقاييس الاستدلال المنخفض، كما التأكيد على تقييم التدخلات بمرور الوقت، والاعتماد على الاستشارة التعليمية، بالإضافة إلى ضبط وترتيب التعليم مع حاجات الطالب.
وعرّف المحاضر صعوبة التعلّم قائلا: تقليديا، يُنظر إلى الصعوبة كعجز مستقر داخل الفرد، ويكون تأثيرها بقدر حدتها، لكنها ليست ناشئة عن متغيّرات السياق.
وارجع اتجاه المدارس إلى نموذج الاستجابة الى التدخل للحرص على الاتفاق مع التشريعات الدولية فى مجال حقوق ذوي الإعاقة، والتوجهات الإنسانية فى مجال التربية بتقديم الدعم والمساندة لكلّ من يحتاج إليها مهما تكن حدة الحاجة إليها، بالإضافة إلى التوجهات الإنسانية فيما يتعلّق بتلبية حاجات الطلاب المعرفية والانفعالية والاجتماعية من خلال ما يحقق المرونة فى النظام التعليمي، وخصوصا التعلّم الصفي، وأخيرا عدم إجبار المدارس على الأخذ بنموذج التباعد في تحديد ذوي صعوبات التعلم. هذا، وتتطلب نماذج التدخل مجموعة من المهارات الأدائية الأساسية لبدء تطبيق نموذج الاستجابة للتدخل مع الطلبة كبيانات التقييم المدرسي الشامل عن كل الطلاب.
العدد 2106 - الأربعاء 11 يونيو 2008م الموافق 06 جمادى الآخرة 1429هـ